(En arabe) Les deux Andalous: Ibn Hazm et Ibn Nagrella et la religion comparée
ابن حزم وابن ناكًريلّا الأندلسيين، وعُدة الخوض في موضوع "المِلل والنِحل"
في إطار التحليل الملموس للواقع الملموس:
عودة إلى ابن ناكًريلّا (لعلّ التسمية مقابل قشتالي/رومانثي لتسمية "بن سودا") وابن حزم
--------------------------------------
السموأل (שמואל/Samuel) بن ناكًريلا النجيد، شاعر، ولغوي/نحوي، ومناظر في الملل والنحل، وقائد عسكري ميداني كبير، ونقيب جهوي للطائفة اليهودية، عايش عسكريا وميدانيا تلقلبات سقوط خلافة الأمويين وبروز إمارات الأمازيغ والصقالبة العببيد ونفوذ الجماعات اليهودية الأكثر رسوخا في الجزيرة الأيبيرية خصوصا بعد تخريب الهيكل الثاني على يد تيطوش الروماني سنة 70م.
لم يتحدث عنه التاريخ العربوفوني للأدب الأندلسي بما يناسب مكانته، لا باعتباره شاعرا، ولا باعتباره نحويّا (النحو العبري الناشيء على منوال النحو العربي) ولا باعتباره مفكّرا ("مخمِّما") من الخائضين في موضوع الملل والنحل، ولا باعتباره مجرد شخصية سياسية عسكرية مؤثرة.
كنت قد أشرت إشارة خاطفة في إحدى حلقات برنامج "يتفكرون"، الذي يعده ويقدمه الأستاذ خالد منتصر في "قناة الغد" المصرية في موضوع "التوراة والأركيولوجيا"، إلى ردّ الفقيه الأديب ابن حزم الأندلسي في إطار مناظرات "الملل والنحل" على أحد أعمال ابن ناغريلا، فأشرت – إشارة ذات مرمىً عامّ لا يخص ابن حزم بعينه– إلى أن ابن حزم، مثله مثل بني قومه، كانت تنقصه الأداة اللغويـــــــــــــــــــــة كي يتأهل للخوض في موضوع المِلل والنِحل (لغات "الصحف الأولى" من عبرانية وآرامية، ثم إغريقية ولاتينية؛ نص الحوار هــــــنــــــــا).
في صيف 1998، وعلى هامش مشاركتي في الدورة السادسة اللمؤتمر الرباعي السنوات للجمعية الأروبية للدراسات اليهودية (European Association for Judaic Studies) التي انعقدت في طليطلة (في يوليوز 1998) تحت عنوان Jewish Studies at the Turn of the 20th Century ("الدراسات اليهودية في منعطف القرن-20") بعرض/دراسة حول "ترجمة يوسف ريفلين للقران الكريم" (نشر ضمن أعمال المؤتمر؛ انظر صورة الغلاف)، أهداني الأستاذ Angel Saines Badillos، منظم الملتقى مع زوجته، جوديت طاركًارونا بوراس، كتابا لهما معا (1988) حول شخصية ابن ناكًريلّا ("بن سودا" اليهودي؟) المتعددة الأوحه، باعتباره شاعرا وقائدا عسكريا ("عنترة الأندلس"). عنوان الكتاب: Poemas desde el campo de la batailla ("قصائد من قلب المعركة"؛ انظر صورة الغلاف) ويتمثل الكتاب (انظر صورة الغلاف في صفحة الفايسبوك) في تقديم بيوغرافي تاريخي لشخصية ابن ناغريلّا تمهيدا لقصائد عددها 41 قصيدة مطوّلة قام المؤلفان بإيراد نصوصها العبرية مقابلة في ترقيم بترجمة أسبانية مع هوامش تفسيرية.
.
الغاية من كل هذه القصة الأزلية، هي أن بن ناكًريلا كان واعيا بما كنت قد أشرتُ إليه في برنامج "يتفكرون" من أن المعرفة باللغات/الثقافات الحاملة للمعارف التاريخية الكبري في ميدان مقارنة الأديان (على الأقل العبرانية، الآرامية، الإغريقية، ثم اللاتينية والعربية) أمر ضروري للتأهل للخوض في مسائل الملل والنِحَل.
ففي قصيدته رقم-18 من الديوان المذكور (62 بيتا؛ ص: 75-80)، يتحدث ابن ناكًريلا عمّا حباه الله من أوجه امتلاك ناصية العلم وأدواته اللغوية، مشيرا على وجه الخصوص إلى ثقافته العبرانية/الآرامية (من خلال التعليم الطائفي اليهودي) وإلى اكتسابه لأدوات ومصادر معارف اليونان والعرب. يقول:
22- הזה תזכר? הלא תזכר בשומו * לך מדע ושכל טוב כשבים?
23- והחכימך במקראו ודתו * אשר המה ברוש חכמות נקובים?
24- והודיעך תבונת היונים * והשכילך בחכמת הערבים
25- לפתח בצחות בין נקובים * בשם פתחי תבונה לא נקובים
26- ועשה את שמך גדול ועצום * בעבר ים וארצות מערבים
----------------------------
ترجمة محمد المدلاوي إلى العربية:
- أفتذكر؟ أفلا تذكر ذلك؟ * [وهبك] لك معارف وحكمة الأولين
- وفقهك في تنزيله وشريعته * اللذين هما قمة الحكمة والمعرفة
- وعلّـمـك فطنة عقـل الإغريـق * و ثقّـفـك بمعارف العرب *
- لكي تُـشرع، بفضل كلمات خالصة * أبوابُم الفطنة بلا ثغرات
- فجعل اسمك عصاميا عظيما * من وراء البحر وفي بلاد المغارب
------------------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres