(EN ARABE) Le vernaculaire égyptien comme langue de radiodiffusion au Maroc!
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE, puis sur CODAGE, puis sur PLUS/AUTRES, puis sur ARABE(Windows).
إقحتام العاميّة المصرية للأعلام المغربي كلغة برامج تفاعلية
بعد الوجه الأشكالي السياسي لبعض وسائل الأعلام المغربية كما كشفت، عن ذلك الوجه ردودُ الفعل تجاه صدور "يوميات أمير منبوذ"، الذي هو من توقيع مولاي هشام العلوي (انظر هــنا)، هذا وجه آخر من أوجه الإشكال: إنه الإشكال الثقافي.
فقد عوّدنا بعض الفنانين والفنانات، والصحفيين والصحفيات المغاربة وحتى بعض الأدباء، من "الحرّاكًين" ذهنيا نحو المشرق، على أن أول ما يقومون به فور حلولهم بديار استضافتهم أو تطفلهم عليها "إحراق" كل شارات الهوية؛ وذلك كما يفعل "الحرّاكَون" بالمعنى المغربي للكلمة. وفي مقدمة تلك الشارات الهوياتية تحتل شارة اللهجة صدارة ما تتم محاولة التخلص منه بأسرع ما يمكن. بل أن منهم من يلوي عنق اسمه ليّا فيرخّمه و"يخففه" ("سميرة سعيد" بدل سميرة بنسعيد)، أو يثلثه تثليثا مشرقيا ليجري حسب القوالب هناك. وحينما يعود من يعود من هؤلاء يعمد كثير منهم إلى التباهي في قطاعه (إعلام، فنون الغناء والخطابة والآداب) ببعض ما اكتسبه هناك من شارات جديدة في باب المعجم والتعابير والمصطلحات ("التنويه" بدل التنبيه، "سفريات" بدل أسفار؛ "العمدة" بدل الباشا؛ "خصخصة" بدل خوصصة)، وباب النطق وإخراج الأصوات (التفخيم المتصنّع في غير محله). ذلك السلوك كان يتم جزئيا بالنسبة للفنانين الحرّاكًين تحت ضغط وزن كثير من الأطراف السوسيو-مهنية القوية، المدعومة بترسانة قانونية حمائية قوية كذلك في بعض تلك البلدان، وفي مقدمتها مصر. غير أن ذلك يعود في حقيقة عمقه، إلى أسس ثقافة ذاتية جمعية ثاوية لدى الحراكًين أنفسهم، قوامها استصغار للذات رسّخته مضامينُ ومرجعيات قيّم تربية مستلبة أيديولوجيا عبر أجيال بشكل يجعل شخصية الناشئ شخصية مهتزة جوفاء ومهيأة سلفا للانسلاخ الهوياتي والاستلاب الثقافي أمام أي ثقافة أخرى أكثر ثقة بنفسها من خلال أهلها.
غير أن ذلك السلوك ظل، مع ذلك، متعلقا، من حيث تجلياته، بالأشخاص وبمدى صلابة أو اهتزاز ثقة الفرد بنفسه في ما يتعلق برياح الشرق والغرب. ففي القرون السابقة، كان كل همّ الأدباء والشعراء المغاربة، والمغاربيّين عامة بمن فيهم أهل الأندلس، هو تقليد وببغة المشارقة وترديد أخبارهم، ولذلك صدق المشارقة لمّا كان تعليقهم على ما اعتبره المغاربيون جوهرة معارفهم الأدبية (كتاب "العقد الفريد" لابن عبد ريه) هو قول المشرقي، الصاحب بن عبّاد "هذه بضاعتنا ردت إلينا" ( انظر هــنــا).
أما في العصر الحديث، فقد تم تحيين هذا السعي المرضي لدى المغاربة منذ الاجتياح الثقافي المشرقي الجارف الذي عرفه المغرب ابتداء من الخمسينات، وخصوصا في فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي مع بداية طفرة الثقافة النفطية، في قطاعات البث الإذاعي والغناء والسينيما والمنشورات.
لكن الجديد منذ سنتين هو أن بعض الإذاعات المغربية قد فتحت اليوم الباب أمام مذيعين أجانب؛ وهذا في حد ذاته أمر محمود يدخل في باب تحرير القطاع وترسيخ المنافسة المهنية فيه حسب الكفاءة أولا وقبل كل شيء. غير أنه من المعروف أن لغات التواصل في المغرب معروفة كما حددها القانون رقم 03-77 (7 يناير 2005) المتعلق بالاتصال السمعي البصري (عربية فصحى، دارجة مغربية شمالية أو حسّانية، أمازيغية، لغات أجنبية حسب الوظيفة والحاجة الموضوعية)، كل من تلك اللغات حسب وظائفه ومستويات وقطاعات وشرائح استعماله؛ وهو التحديد الذي وكَل القانون 1-02-212 (31 غشت 2002) إلى الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري مهمة مراقبة التقيد به من طرف المتدخلين في القطاع.
غير أنه، وفي الوقت الذي كانت قد قامت فيه ضجة كبرى قبل أشهر حول الصراع المزعوم بين العربية والفصحى في المغرب، فهب الجميع للانخراط فيها بغير علم في أغلب الأحيان (انظر هــنــا)، تميز القطاع الإذاعي منذ سنتين باقتحام العامية المصرية للحقل السمعي للمغاربة، وذلك ليس من خلال تقديم مواد مسجلة أو حوارات طارئة مع أشخاص لا يتقنون إلا تلك العامية، الذي هو أمر عاديّ حينما يتم التعامل بالمثل (أي حينما يسمح للمغاربة في وسائل الإعلام المصرية أن يتحدثوا بدارجتهم حسب سجيتهم)، بل قد تم ذلك الاقتحام للعامية المصرية عبر برامج حوارية تفاعلية لمنشطين يتواصلون مباشرة مع جمهور المستمعين المغاربة على الهواء بالعامية القحة لاستودياهات ومقاهي القاهرة (من قبيل: طاب، إينتا بيتهازّار وخلاص؛ دا كلام كوايّس أوي؛ باسّ أنا زعلان عاشانك دي الوأتي؛ وبارضو كمان، أنا ليسّه موش زاكر إيه إيلّي نتا عايز: كيدا، والاّ كيدا، والاّ موش كيدا)، تلك العامية البعيدة كل البعد من حيث معجمها وتراكيبها حتى عن العربية المصرية المهذبة الوسطى نفسها. ذلك ما يقوم به مثلا المذيع المسمى خليل جمال، بإذاعة "شدى إيف-إيم"، في كثير من البرامج التفاعلية المباشرة مع المستمعين والمستمعات المغاربة (وآخرها البرنامج اليومي "صاحّ والاّ غالاط" ثم برنامج "كـِـلـْـمة")، مُلحا على الإيغال في استعمال عاميته المصرية عنوة وبشكل متنطع، واثقا من أن الكثير من محاوريه الشباب المُحبَطين في شخصياتهم الثقافية سيحاول ببّـغته في تفاهة، وذلك ما يحصل بالفعل كثيرا. ونظرا لما لاحظه المُشهِرون من تهافت شريحة من ضعفاء النفوس على هذه الموضة المصرية، فقد أخذوا ينتجون وصلات إشهارية مغربية بالعامية المصرية (ليس هناك أسلوب أكثر نجاعة من ذلك لنشر لهجة معنية في وسط معين؛ أنصت إلى حصة من حصص "صاحّ ولاّ غالاط" هـنــا).
فأين هيئة "الهاكا" إذن من كل هذا، تطبيقا لمقتضيات القوانين المشار إليها أعلاه؟ وفي الأخير: "واش هاد شّي صحيح ولاّ غالاط" ترجمة للغة خليل جمال؟ وبلغة القانون: هل هذا مطابق للقانون أم مخالف له؟ تلك الهيئة وحدها هي المهيأة والمخولة للحكم وللبت في ما إذا كانت العامية المصرية واحدة من اللغات الوطنية بالمغرب أو لغة تقتضي طبيعة مواضيع مثل تلك البرامج العامية استعمالـَـها (مواضيع دردشة وتسلية: حُب، صداقة، وفاء، العلاقة بين المرأة والرجال، التفاؤل، التشاؤم، الخ.).
(انظر صيغة فرنسية أكثر تفصيلا لنفس هذا المقال هــنــا).
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres