OrBinah

(En arabe) Le Maroc, invité d'honneur au Salon du Livre à Paris 2017

عودة إلى حضور المغرب كضيف شرف بمعرض باريس للكتاب

(24-26 مارس 2017)

 

 

 

بعد التغطية التي قامت بها كثير من الصحف، ومن بينها صحيفة القدس العربي (انظر هـــنـــا) للحضور المغربي بمعرض باريس للكتاب (2017) كضيف شرف، وبعد اللوحة الحية التي صورتها الروح الهائمة (Ame Errante) بصفحتها في فضاء الفايسبوك وكذا بعض اللقطات من ذلك الحدث التي تقاسمتُها شخصيا مع الصديقات والأصدقاء بصفحتي في نفس ذلك الفضاء، أعود هنا لأضيف لقطات أخرى.

 

حضور ومشاركة فعليين

أول ما يلفت النظر في جناح المغرب بالمعرض هو الإقبال الكبير على اقتناء المنشورات. يتجلى ذلك في الصفوف الطويلة الدائمة على صناديق الأداء؛ وكذلك الحضور المكثف لجمهور كوسموبوليتي (جلوسا ووقوفا) لما يفوق خمسين عرضا من عروض النقاش حول مواضيع أدبية وفكرية وسياسية مختلفة جامعة في مجموعها. فالجناح لم يكن إذن مجرد جناح ذي طابع تشريفي شكلي في عطالة مملة كما يحصل في كثير من الأحيان لبعض حالات ضيوف الشرف.

 

البعد الديبلوماسي للحضور الثقافي

اتضح بالملموس، من خلال تجربة الحضور الثقافي المغربي بمعرض باريس، بشكل وفورمة احترافيين، مدى تشكيل الثقافة لبعد من أبعاد العمل الديبلوماسي. فقد كان الجناح المغربي محجّا لطيف واسع من أكابر شخصيات السياسة من أعلى مستوى، من مسؤولين حكوميين فرنسيين ومرشحين للرئاسة، ومن فاعلين بارزين في ميادين الأدب والفن الفكر والاتصال. حيث حرص الجميع على اغتنام فرصة فضاء استقطب الأضواء وذلك لتسجيل حضوره من أجل غايات متعددة الأوجه.

 

ومن أوجه الطرافة الأصيلة في هذا الباب، باب الديبلوماسية الثقافية بمفهومها العام، ما شكله جناح الضيافة والكًاسطرونوميا على الطريقة المغربية بمفروشاتها وألوانها وآنيتها ومشروباتها وأطباقها كقطب من أقطاب استقطاب الزائرين في تكامل تامّ مع فضائَي  المنشورات والعروض. في اليوم الأول سألتني سيدة فرنسية مسنة، كانت قد أدت على التوّ ثمن ما اقتنته من كتب وأتعبها الوقوف في الصف، عما إذا لم يكن هناك مكان لتناول كأس شاي مغربي؛ فأجبت بالنفي لأني لم أكن قد رأيت بعد فضاء الشاي، فتأسفت كثيرا وتأسفت معها وقالت: "أنا إنما أتيت وأديت ثمن الدخول من أجل أن اقتني منشورات مغربية وأن أتناول كاس شاي مغربي وبعض الحلويات". أما أنا فلم أكتشف فضاء الضيافة سوى في الغداة حينما قادني إليه صديقي العربي السليماني وهو ناشط جمعوي من سكان باريس لعقد جلسة قصيرة قصد وضع الخطوط الأولية لملتقي ثقافي مقبل بإحدى الجماعات القروية بالمغرب المنسي "جماعة إيكودار المنابهة". حينئذ اكتشفت فضاء بهيا مفروشا على الطريقة المغربية قوامه 35 مائدة مستديرة وطيئة. انتظرنا حوالي 10 دقائق لنجد لنا مقعدا نشتغل فيه حول كأسي شاي وحلويات.

 

عموميات على الهامش وطرائف من الداخل

كما أشارت إلى ذلك الروح الهائمة (Ame Errante) في لوحتها التصويرية المذكورة، كان مضمون المشاركة المغربية مقنعا من خلال معروضاته وعروضه التي قطعت مع خطاب الخشب والكارتون في جميع المجالات فحضر الشعر بلغات ثلاث (عربية، أمازيغية، فرنسية) وحضر النقاش والتحليل ومساءلة البديهيات؛ وكان التنظيم محكما (النقل، الإرشاد الشفهي في عين المكان، الوثائق والمطويات، الملصقات الورقية والإليكترونية) والتصور والديزاين رائعين. ومن طرائف هذا الديزان تلك الكعبة الكبري العالية (حوالي 6 أمتار) المنصوبة من خشب والمحيطة بقلب الجناح وقوام أوجهها الأربعة خانات وضعت فيها صور بالأسود والأبيض للمشاركين من ذوي العروض، من شعراء ونقاد ومفكرين ومسؤولين إداريين، وكذلك بعض عينات مختارة من صفحات بعض أعمال هؤلاء، وذلك في رزم من نسخ الصور في كل خانة، على شكل مستلّات يقتطع منها الزائرون نسخا حسب اهتمامهم. وقد لاحظ البعض أن تلك الملصقات والصور فيها كثير من التكرار وفي الخانات السفلى بالنسبة لبعض الأوجه بينما علقت أوجه أخرى على بعد عدة أمتار بل غابت أوجه أخرى غيابا تامّا. قال لي بعض الظرفاء أنه بعناية من الله وبفضل بركة سيدة المقام، "نوطر-ضام دو باري"، لم يحتفل الجميع بذلك ما عدا بعض من كان ينبه الساهرين على التسيير إلى نفاذ نسخ صوره قصد زيادة المدد.

 

مُلحة من المُلح

[[واحد الزاميل ورّاني الطويقة ديالو في الكعبة وقال لي بأن النوساخ ديال التصويرة ديالو كانت كملـ'ـت، وأنه هوّا اللي نبّهــهوم باش يزيدو الماداد.

ولاكين، بالعيناية الربانية وبفضل باراكة' سيّدة الماقام، نوطر-ضام دو-باري، ما كان-شي الجاميع عندو الوقت باش يحتافل بهادوك التويشيات الجميلة، وحتّى ناقيد والا موفكّير والا موبديع ما طيّحوه الأرياح، ويطيح كا يتمرغد في الأرض قدّام الصطاند ويغوّت عليهوم:

آ-كيّــــــتي، ويا كيّـــــــتي!

آ-ندامتي على شفايـــة' العديان!

زوّلو كاسي ما بين الكيـــسان؛

يا صورتــــي، يا صــــورتي!

انا، وما أدراك ما أنا، يا خّاوتي!

كا نعرف راسي وكا تعرفوني مزيان؛

لكين الشمايت ما يعرفو قيــمتــي

يا كيّتي، يا نــدامـــــتي !

فين ديواني، فين صورتي؟  (ههههههه؛ كخخخخخخ)]]

 

بموازة مع كل ذلك:

وبموازاة مع ذلك التألق الثقافي للمغرب كضيف شرف في معرض للكتاب بباب فيرساي ومن خلال معرض الكتابة المغربية في نفس الوقت بمعهد العالم العربي بساحة محمد الخامس بالضفة اليسرى لنهر السين في أقصى الطرف الشرقي لشارع سان جيرمان بالحي اللاتيني، كان حيّ كليشي يغلي ويمور بأوجه أخرى للثقافة: ما أسمه البعض بـ"حرب الصلاة" في الفضاءات العمومية (انظر هـــنـــا)، وذلك على شكل احتجاج  بدعاوى مختلفة تتعلق قاعة مكتراة للصلاة تم التعبير عنها للصحافة  بينما هناك من يقول من يسرّ بأن المسجد الموسع الجديد الذي يعوض القاعة، قد تم "تفويته" لـ"مسلمي" بلد في أقصى شمال غرب إفريقيا على حساب جيرانه، الخ، الخ، الخ.

 

وفي غداة انتهاء أشغال المعرض، قمت بجولة مشي على القدمين في الصباح الباكر من الحي اللاتيني بالدائرة الرابعة إلى الحي الجامعي بالدائرة 14 مرورا بساحة دونفير-روشرو؛ وهناك لفت انتباهي صفّ انتظار، مثنى وثلاث، طوله حوالي 50 مترا، وكثير من الناس فيه رهن قرءة كتاب جيب أو طابليت وُقوفا. إنهم ينتظرون دورهم في الصباح الباكر للقيام بجولة ثقافية تحت أرض بارسي فيما يعرف بدهالزي الكاطاكومب (انظر هـــنــــا).

 

.لقد وزّع الله أرزاق ثقافة "اقرأ" على العالمين، وفضل فيها بعضهم على بعض 



02/04/2017
3 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres