(En arabe) Judaïsme marocain, citoyenneté, migration et Sionisme politique
هجرة يهود المشرق العربي وشمال إفريقيا.
(المغاربة اليهود، المواطنة والهجرة والموقف من الصهيونية السياسية)
------------------
بثّ مؤخرا (27 نوفمبر 2018) على أمواج تيليفزيون "قناة الغد" المصرية تسجيلُ حوارٍ شاركتُ فيه في شهر يوليوز 2018 باستوديهوات تلك القناة بالقاهرة مع المؤرخ المصري الأستاذ محمد عفيفي، في إطار برنامج "يتــــفكرون" الذي يعدّه ويقدمه الإعلامي البارز الأستاذ خالد منتصر Khaled Montaser، وذلك حول موضوع هجرة يهود الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؛ وهذا رابط نحو نص ذلك الحوار على الخط:
ثمّ، ها هو، في ما يلي، تفريغ كتابي لأجوبتي الشخصية (محمد المدلاوي) خلال ذلك الحوار. ما هو موضوع في ما يلي بين هلالين (...) تفاصيلُ كان لا يسمح حيّز الحوار الشفهي بعرضها، لكنها تفاصيل تمثل خلفية لما قيل شفهيا.
---
1- خالد منتصر: [المغرب من الدول التي ما زالت بها جالية يهودية كبيرة، ولها ثقلٌ يختلف تماما عن حالات الدول العربية؛ هل هناك فرق بين اليهودية والصهيونية ... هل هناك مشتركات؟]
1'- محمد المدلاوي: [هناك مشتركات في فترة تاريخية معيّنة؛ ذلك أن "الصهيونية" في الفكر اليهودي أو يسمّى التـــَوق إلى (جبل) صهيون فكرة قديمة جدّا في الفكر اليهودي. فهناك الصهيونية الدينية الروحانية التي كانت حاضرة منذ الفترة التوراتية من خلال سفر إشاعيا:2 من الكتاب المقدس، الذي تغنّى بــ(جبل) "صهيون" في مسالك كثيرة، وبذلك أصبحت الصهيونية بعد ذلك، خصوصا في الشتات اليهودي بعد الجلاء، رمزا ووجها من الروحانيات اليهودية، حتّى إن القدس نفسها أصبحت تتصور في تلك التمثلات كـ"قدس سماوية" (ירושלים השמימית /يِـروشالايِيم هاشّامايميت). كذلك كان مضمون الفكرة الصهيونية القديم ذا أبعاد صوفية مثالية. وفي ليلة عيد الفصح مثلا، على رأس كل سنة، كانت الأسر اليهودية عبر التاريخ تتلو بشكل طقوسي على مائدة العشاء، باللغة الآرامية التي لم يعد أكثرهم يفهمها، متن ما يعرف بــ"الهاكادة" الذي يستهل بالقول השתא הכא, בשנה הבאה בארעא דישראיל "هذه السنة، نحن هنا ، وفي السنة القادمة، في أرض إسرائيل". كان ذلك منذ بداية الأزمنة التلموذية وإلى اليوم (وفي جميع البلدان التي توجد بها جماعات يهودية، بما فيها دولة إسرائيل). ذلك هو الوجه القديم للفكرة الصوهيونية، وجه صوفي بدرجات مختلفة من التصورات المثالية.
بعد ذلك ظهرت، في القرن-19 الصهيونية السيــــاسيّــة. ظهرت بعد الحركة الفكرية المعروفة في صفوف يهود أوروبا الشرقية على الخصوص، بحركة "الهاسكالا" في القرن-18، وهي المقابل نوعا ما وصدىً لحركة "الأنــــــــــــوار" في أوروبا عامة. حركة الهاسكالا هذه كانت تدعو إلى خروج الجماعات اليهودية من "قوقعة الفكر اليهودي" للقرون الوسطى وإلى اندماجهم في المجتمعات المدنية لبلدانها (كمواطنين مدنيين إلى جانب غيرهم). غير أن توالي البوغرومات (هجومات جماعية على الأحياء اليهودية: ما يعرف في المغرب بـ"التريــــتل") في أوروبا الوسطى والشرقية على الخصوص مع بداية ظهور القوميات وتأسيس الدولة الوطنية مع بداية ضعف ثم انهيار الأمبراطوريات النمساوية والقيصرية) (وبسبب ما تمثلات الجمهور للجماعات اليهودية كجماعات تجارة ومال ورأسمال، إضافة إلى تمثلات أخرى ذات أسس دينية)، قد وضع حدّا لجاذبية الدعوة الهاسكالية إلى اندماج الجماعات اليهودية في الدولة المدنية لبلدانها. حينئذ ظهر ثم تنامى فكر نقيض الهاسكالا، في إطار فكر القوميات. إنه فكر الصهيونية السياسية الذي يقوم على أساس أن ما كان يعرف في أوروبا بـ"المسألة اليهودية" لا يمكن أن يجد حلّا سوى بإيجاد وطـــــــــن قومي لليهود". ذلك ما قام به ثيودور هيرتزل ووضع خطاطته الأولى مؤتمر بال الشهير في نهاية القرن-19 (والبقية معروفة إلى حدّ ما: تعبئة رجال الديبلوماسية والمال، التفاوض مع الامبراطوريتين البريطانية والعثمانية، اقتراحات مختلفة لذلك الوطن في أوغاندة/سيناء، ثم وعد بالفور سنة 1917 وبداية شراء أراضي الشريط الساحلي لفلسطين ثم تأسيس الجامة العبرية في منتصف عشرينات القرن-20 وأخير إعلان قيام دولة إسرائيل بعيد الحرب العالمية الثانية).
2'- خ.م: [بيّن الأستاذ محمد عفيفي بعض أسباب هجرة اليهود الشرقيين، وبين كيف أنهم أنهم لم يهاجروا جميعا إلى إسرائيل خاصة. ما هو السر في أن يهود المغرب بالذات ما زالوا بهذا العدد وبهذا الثقل التجاري والصناعي والاقتصادي ... ؟]
2- م.م: [نعم؛ هناك بالفعل نوع من التميّز أو الاختلاف. أولا من الناحية العددية؛ فالمغرب كانت فيه تاريخيا أكبر جماعة يهودية نظرا لقربه من الأندلس (واستقباله لليهود المطرودين منها) ولسبق توفره على طوائف يهودية قديمة. فابتداء من القرن-16 تعايشت في المغرب طائفتان من اليهود (الطوشافيم "الأهلوين/البلديون" و المغوراشيم "المطرودون")، طائفتان متمايزتان في البداية إلى درجة أن لكل منهما معابدَه الخاصة (اقتضتها بعض الاختلافات في طقوس الشعائر ما بين الطائفتين، إضافة إلى فروق إثنو-لهجية وسوسيو-اقتصادية). وبخصوص قدم الجماعات الأهلية المذكور (من يهود الشتات الأولين ومن متهوّدين أمازيغ في شمال أفريقيا) كان قد تحدث المؤرخ الروماني/الأمازيغي تيرتوليان عن "جماعات أمازيغية في عصره تميّز في الأطعمة والأشربة ما بين الحلال والحرام وتحتفل بطقوس يوم السبت ...".
3- خ.م: [هل هناك شيء آخر غير العدد؟]
3'- م.م: [الشيء الآخر هو بروز تلك الجماعات اليهودية عبر التاريخ في الميدان السياسي؛ أما الميدان الاقتصادي، فهو مشترك فيه في المشرق كذلك. ففي عهد الدولة المرينية بالمغرب، كان هناك وزير بمثابة (ما عرف في المغرب) بـ"الصدر الأعظم": (نوع من "الوزير الأول"). كان ذلك على عهد أبي عنان المريني أو أبي الحسن، لم أعد أذكر. ]
4- خ.م: [عودة إلى مسألة الثقل، و دَعنا الآن من الجانب الاقتصادي؛ أفـيُمكن القول إن زمن الثقل السياسي قد ولـّى؟ ...]
4'- م.م: [لا؛ إنّه ما يزال قائما (حتى في فترة مقاومة الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال) إلى اليوم. فهذا، مثلا، العددُ الأخير من مجلة "زمـــــــــان" المغربية المزدوجة اللغة قد خصص مفله لشهر ماي الماضي 2018 للوجه السياسي للمغاربة اليهود بعنوان "مغاربة يهود ثوريون" كصورة غلاف (تمّ عرضها أمام الكاميرا/المُشاهد)، ملف حول الثوريين والشيوعيين المغاربة اليهود من الأربعينات إلى ما بعد الاستقلال وإلى يومنا هذا ]
5- خ.م: [لكن يا أستاذ محمد، ربما يمكن تأويل ذلك الجنوح الثوري/المعارض باعتباره نوعا من التمــــرد على وضعية العزلة التهميش...]
5'- م.م: [لا؛ المغاربة اليهود كانوا (بعد الاستقلال على الأقل) كغيرهم من المواطنين: فمنهم المعارضون تحت لافتات أيديولوجية وسياسية مختلفة (راجع ملف المجلة)، ومنهم المنخرطون في الهيئات العمومية والحكومية. ففي أول حكومة مغربية بعد الاستقلال كان هناك وزير يهودي على رأس واحدة من أهم وزارات الفترة: "وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية"، هو الوزير ابن زاقين (وذلك نظرا لما كانت قد وفرته المدارس العصرية لـ"الرابط اليهودية" من أطر عصرية منذ حوالي قرن لتأسيسها سنة 1862، على العكس من حالة المواطنين المسلمين الذين غلب في أوساطهم التعليم العتيق ف الكتاتيب ثم في جامعتي بن يوسف والقرويين وبعض البعثات إلى مصر والشام). وإلى يومنا هذا، للملك محمد السادس عدة مستشارين من بينهم المستشار أندري أزولاي (الأستاذ محمد عفيفي: "نعم؛ ابنته هي المديرة الحالية لليونيسكو"). وهناك وزير متجول حالي (ministre itinérant) هو السيد سيرج بيردوكًو. وإلى يومنا هذا ما يزال المغاربة اليهود (على شدة قلة عددهم اليوم) يمارسون السياسة (وليس فقط تقلد المناصب)؛ ثم هناك جمعيات تهتم بالتراث الثقافي المغربي اليهودي، منها واحدة يتكون مكتبها المسير من أربعة أشخاص: مسلمان ويهوديان. كل هذا الواقع لخصته وكرّسته ديباجة الدستور المغربي لسنة 2011 بتنصيصها على "الرافد العبري" كرافد من روافد هويّة الأمة المغربية ]
6- خ.م: [ربما يمكن القول بأن كل ما ذكرت راجع إلى بُعد المغرب عن القضية الفلسطينية التي ليس لها فيه حضور مماثل لما هو عليه في المشرق ...]
6'- م.م: [لا؛ المغرب - كما قال الحسن الثاني ذات يوم - "من دول المواجهة" لأنه شارك في حرب سيناء والجولان. هذا على المستوى الرسمي؛ أما على المستوى الجماهيري الشعبي، فالقضية الفلسطينة هي القضية الأولـــــــى في مسيرات الشارع المغربي (وصحافته وخطابياته)]
7- خ.م: [الأستاذ محمد المدلاوي، هل تورّط اليهود العـــــرب في نشأة الحركة الصيهونية (السياسية)، أم أن هذه الحركة حركة غربيّة أكثر؟]
7'- م.م: [في هذا الجانب، لا يمكنني أن أتحدث إلا عن الجماعات اليهودية المغربية. هذه الجماعات كانت متأخرة جدّا جدّا في التأثر بالحركة الصهيونية السياسية. فقد كانت تلك الجماعات في مجملها (أي ما عدا خرّيجي مدارس "الرابطة اليهودية") ذات ثقافة عامة تقليدية ومحافظة جدّا على غرار ثقافة الكتاتيب عند مواطنيهم المسلمين ... بينما أفكار الصهيونية السياسية في القرن-19 كانت متشبعة بالعقلانية والبراغماتية الغربية (وذلك زيادة على حاجز على مستوى التواصل اللغوي حتى بالنسبة للنخبة العصرية، يتمثل في كون الألمانية والييديش هما لغتا الملتقيات الصهيونية التي يتزعمها العنصر الأشكنازي)]
8- خ.م: [هل عرف المغرب اعتداءات (جماعية) على اليهود ؟...]
8'- م.م: [الذي حصل (فأدى إلى بعض حالات ما يسمى بـهجومات "التــــريتــــل") هو أن السياسة اليهودية للاستعمار الفرنسي في شمال إفريقيا منذ منتصف القرن-19 قد أحدثت شــــــرخــــــــــا اجتماعيا وسوسيو-اقتصاديا بين المسلمين ككلّ والهيود ككلّ في المنطقة. (فإضافة إلى المفعول الثقافي لمدارس الرابطة اليهودية المذكورة، الفرنسية اللسان)، أصدرت فرنسا في منتصف الخمسينات من ذلك القرن في مستعمرتها، الجزائر حينئذ، ما يعرف بـ"مراسيم كريميو" التي فتحت الباب لليهود للحصول على الجنسية الفرنسية. فكان بعض المغاربة اليهود يقصدون الجزائر للإقامة فيها لمدّة معينة قصد الحصول على تلك الجنسية ثم يعودون إلى المغرب، الذي لم يستعمر إلا بعد ستين سنة من صدور تلك المراسيم ذلك. كان ذلك يمكّنهم من الخروج من وضعية الذمّيــــــة، أو ما يعرف بـ"عهد/ميثاق عُمَر"، تلك الوضعية التي كانت ما تزال سائدة في المغرب (أداء الجزية الجماعية والفردية) الذي لم تُـلغ فيه كما كانت قد ألغِيت في الامبراطورية العثمانية التي لم يكن المغرب خاضعا لها. وقد عمل ذلك على ظهور فئة خاصة من الاعيان مرتبطة مصلحيا بالقوى الخارجية قبيل وبعد إبرام عقد الحماية على المغرب (كان يحصل ذلك الجنوح في أوساط الجماعات اليهودية، تماما كما كان يحصل في أوساط بعض أعيان المسلمين المغاربة في نفس الفترة منذ أن بدأ ضعف الدولة المغربية بعد هزيمة معركة "إيسلي" مع فرنسا، من عمل بعضهم على طلب ما عرف بـ"الحماية الفردية" من بعض القنصليات الغربية، لنفس الأغراض الاقتصادية على مستوى الضرائب و/أو احتمالات ما كان يعرف بــ"التتريك": مصادرة الممتلكات من طرف المخزن الذي أصبح في ضائقة مالية أكثر فأكثر مع تراكم الديون منذ حرب تيطوان لسنة 1961)]
9- خ.م: [الدكتور محمد المدلاوي؛ هل الحركة الثقافية والفنية في المغرب، قد ساهم فيها اليهود المغاربة كما بين ذلك الدكتور عفيفي بالنسبة لحالة مصر؟]
9'- م.م: [نعم؛ وذلك منذ القــــــــدم. وأستسمح هنا لأفتح قوسا بصفتي متخصصا في علم اللسانيات؛ أود أن أشير هنا على سبيل المثال إلى أنّ ما يعر
ف اليوم يعلم اللسانيات المقارنة، كان قد تأسّس فيما بين المغرب والأندلس بالضبط، في القرنين 10 و11 الميلاديين، وليس مع ظهر مدرسة "النحاة الجدد" الألمانية في القرن-19 كما يروج عند مؤرخي الفكر اللساني). وأبرز اللغويين اليهود في هذا الباب في تلك الفترة يهودا بن قريش التاهرتي المغربي، من خلال كتابه المعروف بـ"الرســــالة" الذي وجهه إلى جماعة يهود مدينة فاس يحضهم فيه على تعلم الآرامية والعربية للاستعانة بهما على فهم نصوص الكتاب المقدس. ولكي يقنعهم بتلك الضرورة قام بإحصاء التقابلات الصوتية المطردة (lois de correspondances phonétiques) القائمة بين تينك اللغتين وبين العبرية التوراتية؛ كما أن هناك "كتاب الموازنة بين العربية والعبرانية" لابن بارون، وكثير من المؤلفات الأخرى من ذلك القبيل محررة كلها بالعربية الفصحى لكنها مدونة بحرف عبراني. وقد نشر كتاب ابن قريش أول ما نشر سنة 1875 بباريس ثم أعيد نشره مع تحقيق وحواشي بالعبرية بإسرائيل سنة 1984]
10- خ.م: [لو سألك سائل: ألا يعدّ الاتصال مثلا باليهودي ذي الأصول العربية داخل إسرائيل، موقفا تطبيعاً حتّى ولو تعلق الأمر دعاة السلام؟ كيف نتعامل مع المسألة؟ ... وهل اليهود المغاربة، باعتبار أنْ ليس عليهم ثقلُ إدانةٍ كما هو موجود بالنسبة ليهود المشرق العربي، هل يمكن أن يشكل ذلك لديهم إمكانية مد للجسور من أجل فتح نقاش وحوار ربما يكون مفتاح المسألة؟]
10'- م.م: [للمسألة وجهان. فهناك مسألة اللقاءات مع يهود أو مسلمين/عرب من إسرائيل في الملتقيات المتخصصة الدولية، التي هي أمرٌ يحكمه منطق المهنة وحقلُ العمل. فإذا ما كنتَ مؤرخا أو لغويا أو في أي مجالٍ تخصصيٍّ آخر، ليس بإمكانك أن تقاطع المنتديات وأن تتحرّى في المشارك المعيّن ما إذا كان يهوديا من أيّ جنسية كان، بما في ذلك الجنسية الإسرائيلية (الوحيدة أو المضافة إلى جنسية أخرى، وهذا كثير)، ممارسا أم غير ممارس، صهيونيا أم غير صهيوني. (وكيف للمتخصص في الحقل المعين أن ينصرف للتنقيب عن صهيونية زميل له أمريكي أو أو أوروبي الجنسية، أو عن صقرية أو سلامية مشارك إسرائيلي في مؤتمر من المؤتمرات أو مركز من مراكز البحث؟ هذا ليس بإمكانه حتّى لو أراد، وليس من اختصاصه). كل ذلك يصدق أيضا على ميادين الفنون والآداب. فهذه مثلا رواية ككل الروايات (تمّ عرض الكتاب أمام الكاميرا/المشاهدين). إنها رواية זרים "الغرباء" لكاتب إسرائيلي مغربي المولد والطفولة والذي ما يزال يتردد سنويا على بلده الأصلي؛ إنه جبرائيل بن سمحون، يصف فيها بالضبط حالة التمزق الذي عاشها جيله من المغاربة اليهود الذين هاجرو، جيل "الغرباء" بعد الهجرة. ثم هذه مجموعة قصصية أخرى لنفس المؤلف بعنوان "فانطازيا مغربية" (تمّ عرضها بدورها أمام الكاميرا). العملان معا، وكذا حوالي عشرة أعمال أخرى للمؤلف تتخذ من مدن بلده الأصلي وقراه (فاس، صفرو، الحسيمة، زاكورة، ...) وعاداته وألوانه وروائحه وأسمائه الشخصية ... عناصر بناء عمله السردي (إنه في النهاية أدب مغربي مكتوب بالعبرية)]
11- خ.م: [لو قال لك قائل، حضرة الأستاذ محمد: إن تناول هذا القبيل من الأعمال والاحتفال به باعتباره أعمال أدبية من شأنه أن يشوه الوعي ويزيّف الحقائق إلى آخر ما هناك مما نسمع، بماذا تردّ عليه؟]
11'- م.م: [سأقول إن ذلك يشكل مادة أدبيــة وفنية؛ والمادة الأدبية أو الفنية تُتناول بالدرس. أما ما عسى أن ينتج عن دراسة تلك الأعمال الفنية، وحتى غيرها من ذوات اللغات والألوان المختلفة، فليس ذلك من شأنَ الأديب أو اللساني أو المفكر. فمصالح الرقابة، في البلدان التي توجد فيها تلك الخطة، هي المعنية بأن تعدّ تقارير حول أعمال معنية فتمنعها متحملة مسؤوليتها (وحينئذ ينضبط المتداول للقرارات)؛ أما الباحث فمهمته الوصف والتحليل الفنّي على المستويين: البنيوي/الفنّي والخلفيات الفكرية و الأيديولوجية]
12- تعقيب على جواب الدكتور عفيفي على سؤال حول إمكانيات الحوار ودور بعض الشخصيات والبروفيلات من الجانبين في تجسير ذلك:
12'- م.م: [هذه صورة براهام السرفاتي (عرض للصورة من مجلة "زمان" أمام الكاميرا/المشاهدين)، يهودي مغربي أمضى 16 سنة في السجن كسجين سياسي إلى جانب كثير من مواطنيه المغاربة من اليسار الماركسي اللينيني المغربي خلال فترة ما يسمى بسنوات الرصاص بالمغرب (بداية السبعينات إلى نهاية الثمانينات). إنه نموذج من نماذج اليهود المناهضين للصهيونية والمنادين بصيغ مختلفة لحل الصراع؛ ثم هناك الأديب إيدمون عمران المالح من نفس الحركة الشيوعية المغربية (عرضت صورته كذلك)، (وكذا المناضلان، شمعون ليفي المتوفى سنة 2011 ومؤسس تيار "ما زلنا على الطريق" في صفوف حزب "التقدم والاشتراكية" و صيون اسيدون، اللذان لهما نفس الموقف من الصهيونية السياسية. كل هذا، كي نبيّن أن المسألة ليست من البساطة الاختزالية الثنائية/المانوية بالشكل الذي يسود في أذهان الجمهور)].
---------------------
ومن مكملات المضامين أعلاه، هناك تفصيل حول متن "الهاكًادة المشار إليها بخصوص الصهيونية الدينية/المهدوية، هذا رابط نحوه:
"مكانة متن الهاكًادة في الفكر الديني اليهودي؛ مع تقديم لصيغية أمازيغية لذلك المتن"
-------------------------
محمد المدلاوي
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres