(En arabe). Introduction concentrée à la littérature hébraïque, avec 10 nouvelles traduites de l’hébreu en arabe (Mohamed Elmedlaoui-2024)
محمد المدلاوي المنبّهي
مدخل مركّز إلى الأدب العبري
مع
10 عشر قصص مترجمة من العبرية إلى العربية
*
دار التوحيدي للنشر والتوزيع . الرباط
(2024)
------------------------------
يصدر في فاتح ماي 2024
.
وسيكون متاحا في رواق "دار التوحيدي للنشر والتوزيع"
بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط (9-19 ماي 2024)
---------------------------------
المحتويات
هــــــــــذا العمـل ...........................................................
- تقديم بقلم الأستاذ عبد الصمد محيي الدين ................................
- نبذة عن الأدب والفكر العبرانيين ..........................................
- تصدير موجز حول سرديات الأدب العبري الحديث ...................
- المجموعة القصصية العبرية المترجمة ................................
(1) المُــــــــــــــــــدية ........................................
(2) الثــــــــــــــــــــأر .........................................
(3) لســــــــعة المَشرق .......................................
(4) مطـــــــــر الإحسان .....................................
(5) إنجــــاز فوق العــادة ....................................
(6) 'يـــــاد فــــاشيــــــــــم' .................................
(7) المرأة التي بسطت جناحيها .............................
(8) صعود 'تــــودا' إلى السماء ..............................
(9) العــــــــــــــــــــــــائـد ...................................
(10) الفـــــــنــــــــــــــــدق ...................................
--------------------------------------------------
هذا العـــــــــمل
يتمثل هذا الكتاب في قسمين اثنين متكاملين يمهّد أوّلهما للثاني، ويمثّـل ثانيهما عيّنة للأول. القسم أول عبارة عن نبذة موجزة، لكنهت مركّـزة شاملة وموثقة المراجع، حول تاريخ تطور الأدب العبري. أما القسم الثاني فيتمثل في ترجمة لعشر قصص من قصص الأدب العبري الحديث إلى العربية. هذه القصص ممتدة - باعتبار تواريخ صدور نصوصها الأصلية - على مدى حوالي قرن من الزمن (نهاية القرن-19 وبداية القرن-21). وقد تم ترتيب ورود ترجماتها في هذا الكتاب ترتيبا كرونولوجيا يمكّن القارئ من رصد تطور الثيمات والقيم السوسيو-ثقافية والسوسيو-سياسية التي تتوالى، عبر الزمن والظرفيات، على الاستئثار باهتمام الجماعات اليهودية عامة في الشتات ثم في المجتمع الإسرائيلي خاصة بعد إقامة دولة إسرائيل. وقد تم إخراج ما لا يقل عن 104 هامشا من هوامش المترجم (هـ.م.) تساعد قرّاء العربية على النفاذ إلى عمق وجوهر مغزى القصة المعينة كما هي موجهة إلى قارئة ذات ثقافة خاصة، وذلك بفضل تعريف تلك الهوامش لبعض أسماء الأعلام المكانية والزمانية والمؤسّساتية، وبفضل توضيحها بعضَ الماهيات والمفاهيم الخاصة بالتاريخ والفكر والثقافة اليهوديين ممّا يرد في السرد على شكل رمزيات وإشاريات وتضمينات تعبيرية. كما تساعد هذه الهوامش القارئ على رصد أمثلة ملموسة لكثير مما تمت الإشارة إليه في التقديم التمهيدي من خصائص مميزة للأدب العبري.
----------------------------------------------------
تقــــــديــــــــمٌ للكتاب
بقلم الأستاذ عبد الصمد محيي الدين
أن يوَلّي الباحثون ونقّاد الأدب المغاربة ظهورهم للأدب الروسي مثلا على شـساعته - باستثناء ملحوظ للفقيدين محمد الفاسي وجمال الدين الدخيسي أو بعض ترجمات إبراهيم الخطيب - أو أن يفعلوا نظيرَ ذلك تجاه التراث الإبداعي الصيني المترامي الأطراف، باستثناء لـناصر بوشيبة الذي يؤكد القاعدة، فإن بالإمكان أن يُـلتمَس لذلك عذرُ البعد الجغرافي أو عذرُ شبه انعدام جسورِ قرابة حضارية.
لكن أن تظل الآداب العبرية، السفاردية منها على الخصوص، متجاهَـلة من طرف الباحثين المغاربة والمغاربيّـين والعرب إلى هذا الحد، فإن ذلك يكاد يمثّـل بالنسبة للبحث في المغرب خاصة نوعا من إنكار للذات، وذلك باعتبار كون الرافد العبري، الذي أغنى كثيراً الثقافة الأندلسية-المغاربية، يشكل مكوّنا عضويا من مكونات الهوية المغربية، إن لم نقل الشمال-إفريقية.
ليس هناك من شك في أن الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني من جهة، وكذلك المواقف الإقصائية للإسلاميّة المتشددة من جهة أخرى، ليسا بغريبين عن قيام هذا الوضع الفكري. ولقد لزم انتظار عشرات من السنين قبل أن نشهد ظهور بعض أوجه الاهتمام المحتشم باللغة والآداب العبرية ببعض الجامعات القليلة في فضاء الثقافة العربية.
إن باقة المختارات القصصية التي يقدّمها لنا هنا الأستاذ محمد المدلاوي لمن شأنها أن تساهم في تجاوز هذا القصور المزمن. فكيف يمكن يا ترى أن تتأتّى مواجهة ما يُعتبر "العدوّ اللدود" أي دولة إسرائيل - فما بالك بإبرام سلام معها - بدون معرفة عن قرب بمكونات نسيج كيانها البشري من أشكنازيم سلافيين، وسفارديم، وبمختلف الأبعاد الإثنو-ثقافية لذلك النسيج، وكذا بلغته وآدابه كحدّ أدنى؟
الباقة المذكورة من المختارات القصصية العبرية مترجمةً إلى العربية، تضعُ أمامنا، مُشهَرا، قرنا كاملا من الإنتاج الأدبي العبري من خلال جنس أدبي بليغ التعبير في الحقل السوسيو-تاريخي، أي جنس القصة. إنه لعملٌ يحوز أربع مزايا أساسية على الأقل.
أولى تلك المزايا تتمثل في سبرٍ لأغوار هموم كيان كان قَـدَرُه أن يظل على مرّ ثلاثة آلاف عام رهين حجرٍ سيكو-اجتماعي دائم، في تيهٍ ما بين الشام، ومصر، وبلاد الرافدين، ثم في كًيتوهات أوروبا وفي ملّاحات إفريقيا الشمالية. ففي هذه المجموعة القصصية توثّـيقٌ لأحوال مختلفة من أحوال نفسية اليهودي، سواء أكان ذلك "اليهوديَ التائه" في ظلّ "التنظيمات" التي أصدرها "الباب العالي" في فلسطين إبان موجات الهجرات اليهودية الأولى من أوروبا الشرقية ثم موجات هجرة يهود شمال إفريقيا ما بين الخمسينا والسبعينات من القرن-20، أم في ظل الانخراط في نواة دولة كيبوتزية الطابع، التي هي الأصل التكويني لدولة إسرائيل.
هكذا يكون بوسع بصيرتنا أن تنفتح، من خلا كل ما تعكسه هذه المجموعة القصصية، على استيعاب أنواع السلوكات، والمواقف، والأوضاع، وردود الفعل، والدوافع الأنثروبولوجية المحرّكة. ففي المجموعة التي بين أيدينا نصيب من كل ذلك. يصدق ذلك على أولى قصص المجموعة المختارة، قصة "المُـدية/السكّين" (האולר) للكاتب شالوم عاليخيم (الإسم الأدبي للكاتب الروسي-الأمريكي شوليم ناووموفيتش رابينوفيتش 1958-1916) التي تتحفنا بما هو بمثابة تلحين أدبي لوصيّتين من الوصايا العشر: "لا تقتل" و "لا تسرق". إنه نموذج لما بصمَ به الموروثُ التوراتي-التلمودي الأدبَ العبري في نهاية القرن-19، وإلى اليوم. ثم إن هناك قصة "إنجاز فوق العادة" (מעשה בלתי רגיל) لـ"أهارون ميكًيد" (1920-2016) التي هي ذات طبيعة تـتراوح ما بين الانطباعية والوجودية. إنها قصىة تصوّر كيف انقلب مَللٌ من حياة عائلية رتيبة، بعد مشورا بطولات حماسية من أجل مُثلٍ وشعارات الجماعة، إلى نوع من الانكسار والندم والتوبة. إنه تصوير لمجتمع كان يتدرج من أجل تجاوز ما-قبل نظام العمران الحضري، حيث يولِّد العملُ على فك العزلة السوسيو-مجالية مختلِفَ الهموم التي تقترن بالحداثة.
المزية الثانية من مزايا هذه المختارات القصصية، التي تُرجمت بعناية وقُـدّمت بسخاء لقرّاء العربية، تتمثل بالضبط في اختيار الأستاذ المدلاوي لكوكبة الكتّاب. كوكبة من كتّاب يطرحون إشكاليات تتراوح مِن بُعد العلاقة بالاعتقادات ذات المُسْحات المهدوية، إلى هموم الشاهد والذاكرة كما صورت ذلك قصةُ "ياد فاشيم" (יד ושם)، مرورا بسرديات الحنين والنوسطالجيا (قصص جبرائيل بن سمحون) وبالخلفيات الإثنوغرافية ذات الأساس الاستشراقي (قصة "الثــــأر").
أما المزية الثالثة من مزايا هذا العمل فتعود إلى المستوى الرفيع للترجمة التي أنجزها الأستاذ محمد المدلاوي. فمهما كان القارئُ غيرَ عارف البتّة في حقل الأدب العبري، سيدرك لامحالة منذ بداية الصفحات الأولى إلى أيّ مدى يحرص المترجم على المزاوجة بين الدقة الدلالية والسلاسة الأسلوبية؛ وذلك إلى درجة أنْ قد يشبّه للقارئ أنّ هذه القصص من إنشاء صاحب الترجمة، إذ يصدق على ترجمته بامتياز ذلك التعبيرُ السائرُ المعروف بـ"السهل الممتنع".
وأخيرا تتمثل المزية الرابعة على المستوى المنهجي. إذ عمل المترجم في قسم التصدير من عمله على إعطاء تلخيص كرونولوجي مركز لمختلف الحقب التي مرّ بها الأدب العبري، مع تمثيل في قسم الترجمة لانعكاسات بعض خصائص تلك الحقب على الجانب الشكلي لجنس القصة العبرية الحديثة. فمِن خلال ذلك التصدير يتمكن القارئ من الإلمام بالحقب التوراتية، والتلمودية-الهاكًادية، وبحقب القرون الوسطى، وعصر التنوير أو الهاسكالا، وأخيرا حقبة الإحياء (תקופת התחיה). إنه لتلخيصٌ ذو فائدة كبرى بالنسبة لغير العارفين بالشأن الأدبي العبري نظرا لأنه يسمح للقارئ، من خلال صفحات قليلة، بأن يضع قدمه في الفضاء الغنيّ الرحب لذلك المسار الطويل من مسارات الإبداع.
زيادة على المزايا الأربع المسوقة، وكتتويج للوصفة، متّعَـنا الأستاذ المدلاوي في هوامش الكتاب بطيف عريض من الإحالات البيبليوغرافية، ومن قرائنِ كشفِ التلميحات وتأويل الرمزيات، مِن كل ما من شأنه أن يوفر مفاتيح للولوج إلى العمق التكويني والتفسيري للنصوص المترجمة. هذه الهوامش، التي تفوق المائة، ما بين قسمي التصدير والترجمة، تشكل في حدّ ذاتها ليس فقط معينا لما يشبه تمثيلات "الماندالا" (mandala) لمتاهات عالم الموروث التاريخي-الديني اليهودي، ولكن أيضا لمختلف التيارات الأدبية التي تخترق القصص المترجمة.
ومن خلال وافر الهوامش التي تتخلل كل صفحة من صفحات العمل، وكذلك من خلال عرضِ تلخيصٍ لمختلف حقب الإنتاج الأدبي العبري، يستجلي القارئ رحابة المعارف اللغوية والتاريخية والأنثروبولوجية لدى الأستاذ المدلاوي في الميدان. ولعل امتلاك المترجم لناصية هذه الأبعاد الثلاثة هو ما يكمن وراء ما وصفته أعلاه بـ"السهل الممتنع" لدى مؤلّف "يوميات موحمّاد".
وعلى كل حال، فإن إضفاء صفة وحدة متضافرة على عناصر هذه الدُفعة من القصص الممثِّلة بشكل متساوٍ لأوجه الأدب العبري، يشكّل في حدّ ذاته إغناءً للرافد العبري، الذي هو نفسه عنصرٌ من العناصر المكونة للهوية اللتعدّدية، ليس المغربية فقط، ولكن أيضا الأندلسية-المغاربية..
عبد الصمد محيي الدين
باريس. 31 مارس 2024
-------------------------------------------------------------------------
الغـــــلاف:
https://static.blog4ever.com/2006/04/162080/COUVERTURE-MOHAMED-MEDLAOUI-2--5-.png
-------------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres