(En arabe) Inertextualité et Intelligence Artificielle
أحدثُ أوجه ما أصبح يعرف في اللغة العربية بـ"التـــنـــاصّ"
1- "التــنـــاصّ" ظاهرة ملازمة لما يسمّى اليوم بـ"إنتاج المحتـــــــــــوى"، وذلك منذ أن عرف الانسان هذه الصناعة. فقد تجلّى التـــنـــاص في "المحتويات المؤسّـــسة" الكبرى المعروفة مصادرها في التاريخ، مثل أدبيات بلاد الرافدين (كاكاميش مثلا) وبلاد النيل (صلوات اخناتون وأمينحوطيب مثلا) وإلياديات ومثيولوجيات بلاد الإغريق، وسماويات الكتب المقدسة، ...
2- "التنــــاصّ" يتجلّى في مثل تلك "المحتويات المرجعية المؤسّـسة الكبرى"، كما يتحقق في "محتويات" هذا الشاعر أو ذاك بعينه، هذا الخطيب أو ذاك، هذا المؤرخ أو ذاك، هدا الروائي أو ذاك، هذا الفيلسوف أو ذاك، هذا المتصوّف أو ذاك، هذا المخمّم أو ذاك، ... ولا يتمثل التطوّر التراكمي سوى على شكل صياغات جديدة بفهم أكثر أو أقل جودة وجمالا، أو سوءا وتشويها.
3- يتمثل لشاعر مبدع بعينه مثلا، ويعتقد كثير من غيره ذلك، أنّ عبقرية من العالم العلوي و/أو من عالم الجن تنفخ في قريحته من روحها أسرارا مكنونة يكشف عنها لسانه. وكذلك يحصل للكثير من غيره. لكنّ أحد كبار الشعراء كان قد تنبه بعد أن عاش ثمانين حولا إلى أن المحتويات التي كان يخيّل إليه أنه هو من أخرجها من العدم إلى حيّز الوجود، إن هي في جوهرها إلا ما أطلق عليه هو بنفسه مصطلح "المكرور" أو "المعار" أو "المُعاد بشكل من الأشكال الموفقة أو غير الموفقة. فقد قال:
ما أرانا نقول إلّا مُعاراً * أو مُعادا من قولنا مكروراً
4- وفي إطار العولمة الحديثة، بأدواتها التقنية التثويرية، فاض عن تقاليد التناص الجمعية الضاربة في القدم كائنٌ جمعيّ استقلّ استقلالا وأصبح كيانا عقليا موسوعيا مجردا عن أي حاملٍ شخصيّ بعينه. لقد أُطلق على هذا الكائن التقديري اسم "الذكاء الاصطناعي". ما على المتيّم أو عاشق الطبيعة إلّا أن يقدم إليه طلبا لقرض قصيدة في الغزل أو في وصف الطبيعة حتّى يلبّي طلب الزبون المتيّم في الحال. وكذلك الأمر بالنسبة للزبون طالب الخبرة التحليلية في حقل من حقول المعرفة والتدبير، و...
5- "الذكاء الاصطناعي" طبّاخ روبوتي ماهر يجيد وصفة "شحمه يقليه". روبوتات عملاقة قواعد المعطيات المودعة في عش الشبكة العنكبوتية، من الكتب المقدسة وتفاسيرها، والأداب العالمية العالمة والفلكلورية، الموسوعات العلمية، ودوريات البحث المتخصصة، وتحليلات المحللين، إلى تدوينات المدوّنين الجدد وغير دلك. روبهات لها قدرات ذاكرية هائلة وقدرات رياضية خارقة، قوّة وسرعة، لربط العلاقات ورصد القرائن بين مختلف عناصر المحتويات ذات الصلة بموضوع طلب الزبون، فتلبّي طلبه في الحين.
6- غير أن لتلك الروبوتوات هي من التواضع والصدق والموضوعية ما يجعلها وفيّو لمقولة "ليس في الإمكان أبدع ممّا كان". فحاصل معالجتها للمادة الهائلة المتوفرة باللغة المعينة في قاعدة معطيات الشبكة العالمية لا يتعدى خلاصة من نتف "كوبّي-كولي" مما هو موجود. لا يتعدى ذلك كمّا، ولا يتعداه كيفاَ؛ وبذلك يعكس ذلك في النهاية طبيـــــــــعة ونوعية ما تكون اللغة المعينة قد أودعته من نصوص في أوقيانوس المعطيات.
7- لم يتوفّر لي الوقت بعد لأجرّب لعبة الفضول لأطرح على السيد/السيدة الخنثى المشكل الروبوت المسمّى "تشاط-جيبّيتي" بعض الأسئلة الفضولية ببعض اللغات التي أفهمها كي أقارن بين أجوبته عن السؤال المعين بلغات مختلفة. لكن، في انتظار ذلك أتقاسم هنا جواب عن سؤال طرحه عليه أحد المؤثرين الكبار في هذا الفضاء الفايسبوكي. أتقاسمه مع أصدقاء صفحتي هذه الذين يعرفون جيدا إبـــــداعــــاته الدكّالية الفريـــــــــدة التي لا تخرج، مع ذلك، عن قاعدة التـــنــــــاصّ. فمن ذا الذي منهم لا يعرف بوشعيب الدكّالي الذي يعترف من جهته، مثل الشاعر ذي الثمانين حولا، بأنه لا يتعدّى كونه يروي بعض ما كان قد رواه بعض "مساخط الوالدين".
فهاهو رابط نحو تدوينة على فايسبوك تتقاسم ما قاله تشاط-جيبّيتي بالعربية كترجمة لشخصية بوشعيب الدكالي:
--------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres