(En arabe) Ibnu Batouta; avait-il un statut socio-familial particulier?
كُـــلفة الحرية-2
هل كانت للرحالة المغامر ابن بطوطة وضعيةٌ أُسَرية-اجتماعية خاصة؟
1- تقـــديــــم
ورد في نص خواطر نشرت قبل أيام في نفس هذه المدونة OrBinah، بعنوان "كُلفة الحرية" (انظر هــــنـــــا)، ما يلي:
[لفضيلة الحريّة، على مستوى الفرد، كُلفة وثمن؛ وللحماية والاحتمائية بدورها مثل ذلك. ثمنُ الحرية، كفضيلة قائمة في وعي الفرد، وليس كشعار ولا منحة على شكل عِتق، هو أن الفرد يجد نفسه مـــــنبـــتّــا يواجه مصيره (ظروفاً، وحقّاً ومسؤوليةً، ومبادرة، وسلوكا، وقولا، وتفكيرا) وجهاً لوجه في عُزلة بمفرده في كل لحظة] ... وتتمثل الحماية أو الاحتمائية صورياً، على مستوى الفرد، في الانخراط العفوي الفطري الطبيعي أو الانخراط القائم على أساس خطة وقرار واعيين، في مختلف أشكال الماهيات العشائرية/الهوياتية و/أو التنظيمية . وثمنُ تلك الحماية هو إرجــــــاء دائم للمـــبــــادرة الحـــرّة - على مستوى الفعل والقول، وحتى على مستوى إعمال ملكة التفكير في مختلف الأمور، أو مجرّد التعبير الصادق عن المشاعر - إلى أجل غير مسمّىً]. (انظر هــــــنــــــا).
2- عن شخصية المغامر ابن بطوطة ودلالة أصل لقبه في هذا الباب:
[ولد محمد بن عبدالله بن محمد بن إبراهيم اللواتي [نسبة إلى /إلواتن] الطنجي، المعروف بابن ابطوطة، في سنة 703 للهجرة (1304 ميلادية ). وقد نشأ في كنف أسرة محافظة، ذات أصول بربرية (...). وما خلا هذا، فنحن لا نــــكاد نعرف شيــــــئا عن طفــــــولته وصبــــاه (...). وقد قضى الفترة الأخيرة من حياته قاضيا بتامسنة. و كان وقتئذ، و حيــــــــدا من دون أهـــــــل، هو الذي سبق له أن تزوج عدد كبير من النساء، في مختلف بقاع الأرض.] (انظر هـــــنــــا).
3- مؤشرات فيلولوجية وأنثروبولوجية
انطلاقا مما ورد في الفقرة-2 أعلاه ("لا نكاد نعرف شيئا عن طفولته وصبــــاه (...). وقد قضى الفترة الأخيرة من حياته قاضيا بتامسنة. و كان وقتئذ، و حيدا من دون أهـل")، وفي إطار عمل فيلولوجي حول أسماء الأعلام البشرية والمكانية كنت قد شرعت في تسويده فلم أحرّر منه سوى مقال قصير (انظر هــــنـــــا) يُعمِل معطياتِ علم اللغة التاريخي في تحقيق ألفاظ تلك الأعلام، كنت قد طرحت السؤال الآتي في صفحةٍ معظمُ روادها من الناطقين بأمازيغية شمال المغرب (الريفان، الغربي والشرقي):
["هل مِن عارفٍ ما إذا كانت في لهجات أمازيغية الشمال بقايا حالات كلمات تناظر فيها الباءُ الميمَ (على غرار مقابلة الراءِ للّام في بعضها) كما هوّا منتشر في كثير من الأوجه الطوارقية للأمازيغية (حيث يقال مثلا /اغانيب/ بدل /اغانيم/)؟"]
لم أتلقّ أي جواب فأتمكّـنَ من تأكيد أو استبعاد فرضية لغوية لتفسير دلالة إطلاق لقب "ابن بطـّـوطة" على الرحالة المغامر، محمد بن عبد الله اللواتي الطنجي.
وتتمثل الفرضية في أن لقب "ابن بطوطة" قــــد يكون عبارة عن تعريب (بالمعنى جزئيا، وبالصرف جزئيا) للقبٍ ذي حمولة اجتماعية كان في الأصل "ميس ن-تمطـّـوت"، كما يحصل ذلك القبيل من التعريب في كثيرٍ كثيرٍ من أسماء الأعلام البشرية والمكانية في المكتوبات الهيسطوريوغرافية بالعربية في شمال إفريقيا (انظرهــــنـــــا).
والمعنى اللغوي لــكلمة /ميس/ في أمازيغية الشمال هو "ابن"، بينما معنى /تمـطـّوت/ هو "امرأة"، مع الإشارة إلى أن أصل هذه الكلمة الأخيرة نفسها في الأمازيغية هي صفة ميميّة (أي بزيادة الميم) مشتقة من /وضـ'ــض/ ("رضع")؛ وهو ما يفيد أن المعنى الأصلي للكلمة هو "المُرضِع" (راجع مادة /رضع/ في "المعجم العربي-الأمازيغي" لمحمد شفيق)؛ وهو ما يفيد في النهاية معنى "ابن المُرضِع" كلقبٍ دالّ على وضعية اجتماعية لصاحبه (كما كانت هناك ألقاب من قبيل /ابن سودا/ وما يقابله في الأندلس /ابن ناكًريلا/: "ابن السوداء"، أو تسميتهم لأحدهم بـ"ابن فلانة").
وتجدر الإشارة أخيرا إلى أن الرضاعة والإرضاع (allaitement, co-allaitement) من بين الأساليب الأنثروبولوجية التي تترتب عنها علاقات ووضعيات سوسيولوجية خاصة في باب النسب والانتماء في المجتمع الأمازيغي القديم (انظر هــــنــــا)
--------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres