(En arabe) Hommage à Allal Regoug
شـــهـــــادة
في حق الأستاذ علال ركًوكًـ الذي رحل عنا ونحن في غفلة لغو الصيف
وُهب اسما من بين تلك الأسماء التي تميز لائحة الأسماء العربية في المغرب. كان اسمه عـــــــــلال.
رحم الله الأستاذ علال ركًــوكًـ، ورزق ذويه ومعارفه الصبر الجميل، ونفع الخلف بعلمه، المغربي السؤال والموضوع.
توزع سؤاله المعرفي ما بين التاريخ المغربي المعاصر والثقافة الشعبية الشفوية المتواترة نثرا أو نظما مغنى أو غير مغنى، خصوصا في مغرب البادية الناطقة بالدارجة "العروبية". ووظف تلك في أبحاثه التاريخية والفنية، فخلف رصيدا من المنشورات (كتبا ومقالات) أغنى به الخزانة التاريخية والأنثروبولوجية المغربية.
كان مكتبه في السنوات العشر الأخيرة مجاورا مباشرا لمكتبي بمؤسسة عملنا، المعهد الجامعي للبحث العلمي بالرباط؛ وكان لا يمر يوم دون أن نجلس لتبادل معلومة أو نناقش مسألة من مسائل البحث أو تدبير وتسيير شؤون البحث العلمي الجامعي بصفته في نفس الوقت ممثلا نقابيا وعضوا في كثير من الهيئات التمثيلية للجامعة. وكان ذلك لا يتم بدون أن يقدم إبريق شاي بالأعشاب التي كان سّي علال يجمع منها في مكتبه من كل لون وطعم.
وكان من أهم المسائل التي اشتغلنا عليها معا، بمبادرة منا وتزكية من مديرة المعهد حينئذ مسألة، مسودةُ مشروع حول نظام الاستحقاق (système d’éméritat) في الجامعة المغربية. تلك الوثيقة قد تبنتها بعد ذلك هيئة مجلس الجامعة بجامعة محمد الخامس-السويسي قبل إدماج الجامعتين، واشتغلت عليها ونقحتها، على أساس أن يتم تجريبها داخليا في انتظار اقتراحها على الوزارة للنظر في إمكانيات ترسيم تعميمها. لكن إدماج الجامعتين قد رشح أولويات جديدة تتعلق بإعادة الهيكلة الإدارية، فاستمر نزيف الأطر بالجامعة بارتفاع كثافة الإحالة على المعاش مع بدايات العشرية الثانية بعد عملية المغادرة المشجع عليها ماديا سنة 2004.
أما التعاون المهيكل بيني وبن الباحث الراحل علال ركًوكًـ، زيادة على التبادل اليومي، فقد تجسد خصوصا في إعداد اليوم الدراسي الذي نظمه المعهد الجامعي للبحث العلمي سنة 2012 حول "الأغنية الاحتجاجية بالمغرب" والذي عملنا معا على جمع وإعداد ونشر أعماله، التي نشرت حسب التوثيق الآتي.
المدلاوي، محمد وعلال ركوكـ (2013؛ من إعداد ---) الأغنية احتجاجية بالمغرب؛ موروث ناس الغيوان. إعداد محمد المدلاوي وعلال ركوكـ. منشورات المعھد الجامعي للبحث العلمي – الرباط.
---
لا تدخل على الأساذ ركًوكًـ إلا ووجدته موزّعا بين حاسوبه وجهاز للتسجيل يحوّل بينهما من تسجيلات الأشرطة إلى أقراص مدمجة في باب مادة التقاليد الشفوية المغربية النادرة التي يتوفر منها على كم هائل يرجى أن يقيّض له من طلبة الأستاذ من يجمعه وينظمه ويأرشفه؛ ففي ذلك حياة للراحل وللذاكرة المغربية.
لقد بلغني أمس خبر رحيل زميلي وصديقي البالغ الطيبوبة في غير ضعف، الأستاذ علال ركًوكًـ، وأنا خارج الوطن في غفلة لغو الصيف، أبلغني إياه الأستاذ خالد الدرقاوي، الكاتب العام للمعهد الجامعي للبحث العلمي عن طريق رسالة نصية، فكان له وقع الصاعقة علي لدرجة أني لم أصدق فحاولت التأكد. بعد ذلك استسلمت لقول زهير بن أبي سلمى
وَأَعلَمُ عِــلمَ اليَــــومِ وَالأَمسِ قَبــــلَهُ *** وَلَكِنَّني عَن عِلمِ ما في غَدٍ عَــــــــــــم
رَأَيتُ المَنايا خَبطَ عَشواءَ مَن تُصِب *** تُمِتــــهُ وَمَن تُخـــــطِئ يُعَمَّــــرْ فَيَهـرَمِ
ومن جهة أخرى، وإذ أنا أكبر سنّا من الصديق سي ركًوكَـ، وإذ المنايا كذلك تفعل في عشوائيتها، فإني قد رأيت في الأمر إشعارا قويا؛ فصبر جميل؛ ورحم الله صاحب الاسم الجميل. لكن فلتكن المنايا على يقين بأن ليس ذلك الإشعار هو ما سيثنيني عن العودة إلى مكتبي بجوار مكتب الأستاذ ركًوكًـ وفاءً لذكراه ولروح العمل لديه فورَ عودتي، ما لم يُصبْـنَـني غِرّةً في منعطف من المنعطفات.
---------------
محمد المدلاوي
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres