OrBinah

(En arabe). Ecrire aujourd'hui en amazighe/berbère

من أوجه الكتابة حاليا بالأمازيغية

 

(نسبيةُ الزمن. العجلة من الشيطان في حقل الزراعة أو ورشة البناء أو على المكتب)

 

.

.1- الزمن عبارة عن علاقة نسبية ما بين فِعل الحركة في المكان وسرعة تلك الحركة. وقد اختَرعت التقنيةُ من أجل حساب وحدات تلك العلاقة (سنة، شهر، يوم، ساعة، دقيقة، ثانية، ثالثة) نظاما يقوم على إيقاع بعض الحركات الدورية: من حركة الأجرام - وفي مقدمتها الشمس - إلى تردُّدات باندول الساعة الميكانيكية، وإلى النبض الإليكتروني.

 

2-  وكلما تقدمت تقنية التحكّم في الحركة الفيزيقية (من سرعة حركة الإنسان الفيزيقية عبر المكان، إلى إلغاء حواسّه لأبعاد المكان في إدراكها للمعطيات)، أصبح من الممكن للإنسان أن ينجز من الأفعال، في الوحدة الزمنية المعينة (سنة، شهر، يوم، ... دقيقة)، كمّا هائلا لا يفتأ يتزايد من الناحية النظرية فقط بالنسبة لكثير من الناس، ومن الناحية الفعلية كذلك بالنسبة للبعض منهم.

 

3-  ويتفاوت الناس في مدى تحكّمهم في مختلف التقنيات التي تزيد من سرعتهم الفيزيقية (امتلاك أو عدك امتلاك سيارة مثلا) وتزيد من استقلاليتهم إزاء أبعاد المكان في إدراكهم للمعطيات وولوجهم إلى مصادرها ومعالجتهم لها (امتلاك أو عدم امتلاك هاتف أو حاسوب مثلا، ومدى التحكم في ما يلزم من مهارة لاستخدامهما).

 

4-  ومتى حصلت هذه المهارات الأخيرة، يختلف الناس ثقـــــــافيا وسلوكيـــــــا في كيفية استغلالها في معالجة ما توفره لهم من معلــــــومات ومعطيــــــات حول موضوع اهتمامهم واشتغالهم. فمن الناس من يُسخّـر تلك المهارات تســــــخيــــرا متحكَّما فيه مع بقائه قـــــائــــدا بنفسه لفِعل المعالجة ولفعل إنجاز ما يروم إنجازه، كما كان المترجم مثلا يستعين بالمعاجم الورقية لإنجاز نص من نصوص الترجمة يكون هو المسؤول عن مدى صحتها وليس المعاجم التي استخدمها. بينما هناك من يتخذ من مهارته في امتلاك التقنيات الحديثة وسيلة لتفـــــــويــــض مهامّه في المعالجة وفي إنجاز ما يروم إنجازه إلى برامج تلك التقنيات لتنــــــــوب عنه، فيكتفي بالتوقيع.

 

5-  أسباب نزول هذه الباقة من بنات "التخمام" هي أني شرعت أمس في قراءة ديوان تجميعي لباقة من الأشعار القديمة بأمازيغية "أيت عطا". أشعار على جانب كبير من الأهمية ليس فقط باعتبارها جانبها الفني، ولكن أيضا من حيث مضامينُها الإثنـــو-ثقافيّـــة (أغاني هَدهدة الرضيع، مخض اللبن، شحن/نقل الحصاد، عملية الدراس...)؛ وهذه ترجمتي لمقدمة ذلك الديوان:

[[لأشعار "أيت عطّا" قيمة كبرى. فحيثما ذهبتَ تجد الرجال أو النساء يغنّون. لكن هذه الأشعار يرددونها أثناء قيّامهم ببعض الأشغال، مثل الرجال حينما يلقحون النخيل أو النساء أثناء مخضهنّ اللبن أو يقمن بأشغال أخرى. فلكيلا تنقرض هذه الأشعار قمتُ بجمعها من كثير من جهات أيت عطّا (مسّيسي، ألنيف، امّار، تورزا، حسيّا، وأماكن أخرى...). وقد صنفتها حسب نوعية أشغال ترديدها.

جمعتُ أشعار مخضِ اللبن، وأشغال الشحن، وأشغال الدراس ... كما أنّ هناك أشعارَ أحيدوس لأن الناس حينما يفرغون من كافة مشاغلهم يتفرغون لغناء أحيدوس. وفي الأخير جمعت أشعار تيمناضين لأمثال "تودا عدّي" (لم تعد على قيد الحياة) و "حماد وباسّو وعدّي".]].

 

6-  عمل جميل. الديوان محرر بالأمازيغية طبعا ومدون بكل من الحرف اللاتيني (196 صفحة) يليه تدوين بحرف تيفيناغ-إركام (صفحات غير مرقمة ! ولم أقم بتعدادها يدويا) على الترتيب بين دفّتي الكتاب.  غير أن الذي أثار انتباهي وبعث على تحرير هذه التدوينة هو ما يلي: شرعت في قراءة صيغة الحرف اللاتيني (بدءا من الجهة اليسرى اللكتاب) فوجدت صعوبـــــــــــة في قراءة كثير من الكلمات. استغربت للتوّ أن تكون لهجة أيت عطا من الاختلاف بما يتناسب مع تلك الصعوبة التي واجهتني، أي غيـــــــاب التمييز بين المفخم وغير المفخم (ض/د، ط/ت، ص/س...) وكثرة ورود كلمات غامضة نظرا لاحتوائها على حرف 'p'، و/أو 'o'.

 

7-  لكن سرعان ما انتبهت إلى ما افترضت أنه قد حصل. إنها فعلة من فعال الاستفادة من تقنيات التسريــــــــع، عن طريق القـــــــفـــــز على مــــــــراحـــل الإنجاز وتفويض كثير من أوجه هذه المراحل إلى البرمجيّــات في ثقة عمياء.

فمن المعلوم (عند البعض) أن حرف تيفيناغ-إركام قد تمّت برمجته الحاسوبية على ملامس دفّة AZERTY للرقن بنفس القيم الصوتية لملامس لحرف اللاتيني على دفة الرقن (مع تعديلات بالنسبة للمخمات وللمشفّهات وللأحرف الحلقومية من حاء وعين)، وأن بالإمكان رقن النص المعين بواحد من الحرفين (تيفيناغ أو اللاتتيني) ثم قلبــــــه آلـــــــــــيا إلى الحرف الآخر لكن مع ضرورة مــــراجـــــعةٍ تتفاوت أهميتها باعتبار الحرف الذي تم تفعيـــــــل الرقن به أولا.

 

فإذا قمتَ أولا بتقعيــــــل (activation) نظام حرف تيفيناغ لرقن النص ثم بدا لك أن تحصل على نسخة ثانية بالحرف اللاتيني، أمكن ذلك جزئيا فقط؛ حيث ستتحقق المفخمات مثلا في الكلمات على الشاشة بأشكال "الماجيسكول" (ض/D، ط/T، ص/S، ...)، ويسهل تتبعها لبروزها في النص قصد استبدالها بعلامة التفخيم في الحرف اللاتيني الفونيتيكي (غالبا ما يُستعمل إعجام الحرف المعني بنقطة من الأسفل: ض/، ط/، ص/، ...، فيُميَّز مثلا بين imi "ذاقَ" و imdi "تعرّض، نصبَ فخّا"). أما ما يراد له أن يظهر، بعد قلبٍ آلــــي لحرف تيفيناغ-إيركام إلى حرف لاتيني، على شكل ما يفيد الحاء في أعراف استعمال هذا الأخير (أي على شكل ћ أو فإنه يظهر على شكل 'p' ؛ وكذلك الأمر بالنسبة لما يراد له أن يمثل حرف العين (على شكل '' في أعراف الحرف اللاتيني المُعدل)، إذ يظهر على شكل 'o'.

غير أن هذين الحرفين ('p' و 'o') لا يظهران متميّزين جيدا في الكلمات بعد القلب الآلي قصد إصلاحهما يديوياً نظرا لأنهما ليسا من خانة "الماجيسكول" التي تبدو جيدا في حالة المفخمات. لذلك فإن الاستعجال يؤدي إلى مثل ما حصل في الديوان المذكور. قارن من خلال الصورتين المرفقتين (نسخة هذه التدوينة على جداري بفايسبوك 30 غشت 2024) بين نصَّي المقدمة المترجمة أعلاه بكل من الحرف اللاتيني وتيفيناغ –إركام، لتجد مثلا أن الكلمات ما أريد لها أن تفيد "ايت عطّا"، و"احيدوس"، و "حماد وباسّو"، و"تودا عدّي" تبدو في نسخة الحرف اللاتيني على شكل "ayt otta"، و"apidus"، و"pmad ubassu" و"Tuda oddi"، على الترتيب.

.

وصلة أشهارية في علاقة بالموضوع:

[[من أجل تحرير دكتوراتكم أو ترجماتكم أو سيفياتكم أو ملفات ترشحاتكم أو إجاباتكم عن أسئلة اختباراتكم، أو شطحات تخمامكم، أو قصائدكم ...، طاقم روبوهاتنا في "تشاط-جي-بّي-تي" في خدمتكم]].

------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques

 

 



30/08/2024
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres