(En arabe) de la lexicographie berbère-amazighe (et la réinvention de la roue)
عودة إلى المعجم الأمازيغي
--------------------------
نشرت أمس (23 أبريل 2020) تدوينة قصيرة بصفحتي في الفايسبوك حول المعجم الأمازيغي، لقيتْ اهتماما منقطع النظير من طرف إصدقاء الصفحة تأشيرا إيجابيا وتعليقات.
مفاد التدوينة هوا أن ما يمكن اعتباره "قامــوس محيـــــــــــط أمازيغي" تتوفر اليوم مادته موزّعة/منتثرة في معاجم أمّهات على رأسها معاجم كل من محمد شفيق (3 أجزاء: عربية-أمازيغية)، ميلود الطايفي (أمازيغي-فرنسي)، إدمون ديستان (عدة معاجم جهوية فرنسية-أمازيغية)، ثم أضيف محمد سغوال (أمازيغية-فرنسية).
الشيء الذي يلفت الانتباه في التعاليق على التدوينة هو إجماع قسم منها على "التنبيه" إلى أمرين متكاملين بديهيين في الصناعة المعجمية، ألا وهما: (أ) أن العمل/الصناعة المعجمية لا تتوقف أبدا بالنسبة للغة من اللغات، (ب) أن لغة حيّة أو يراد لها أن تكون حيّة مطالبة بمواكبة المستجدّات المفاهيمية بتوفير مصطلحات جديدة. وهنا يتعين إضافة التوضيحات الآتية:
1- في هذا الباب يتعين التمييز ما بين "المعجم الجامع العام" للغة المعينة الذي يجمع المادة المعجمية الأساسية المنتمية إلى مختلف قطاعات الحياة (زراعة، حرف/مهن، أنشطة، معمار، طبيعة/جماد/نبات/حيوان ...) وحقول دلالاتها (معاملات، علاقات، أخلاق، عواطف، ...). المعاجم العربية الأولى على سبيل المثال كانت عبارة عن رسائل تجمع المادة المعجمية المنتمية إلى حقل من هذه الحقول فتعطي تعريفات لمفرداتها. نفس الشيء كانت عليه معاجم ما كان يسمّى بمؤلفات "كشف الرموز" في الأمازيغية (جسم الانسان، الثياب/الأغطية، الحيوانات، ...). وهذه المفرردات، في معظمها تكون معانيها ذات دلالات أولـيــــــــة (غير منقولة بالمجاز أو الاستعارة)، وذلك مثل: "فرس"، "بقرة"، "جبل"، "خبز"، "بحر"، "نخلة"، "أكل"، "شرب"، "ضرب" ... ويتمّ جمعها شفهيا من أفواه المستعملين أو من بطون الآثار المدوّنة كتابة كيفما كان نوعها الأدبي، بما في ذلك رضيد نصوص الحديث اليومي (وهذا الرصيد كثير هائل بالنسبة للأمازيغية).
2- هذا القبيل السابق من المفردات التي تشكل "المعجم الجامع العــــــــــام" تنتمي إلى عالم الاستعمال العام في الحياة العامة ضمن التبادل العام، وليست مصـــطــــلـــــــــحات خاصة بمفاهيم ومقولات علم صوري من العلوم العقلية أو الطبيعية أو النقلية.
3- أما المفردات التي تنتمي إلى قطاعات تقــنيـّـــــة والتي تظهر مع تقدّم توزيع العمل وتطوّر الصناعات القطاعية وظهور/تطوّر العلوم والتقنيات، فيضعها المـمــارســـــــــون المعنيون في القطاعات المعنية بأساليب نقـــــــــــــــل معانى المعجم المعام من الحقيقة إلى المــــــــــــجـــاز وعن طريق مختلف أساليب التركيب والاشتقاق من مادة ذلك المعجم. ومع رواج تلك الاصطلاحات الخاصة التي يضعها الممــــــــــارسون المعنيون (صنّاع تقنيون، باحثون في علوم مختلفة يبتدعون مقولات جديدة ويطلقون عليها ألفاظا استعارية بعد توضوح/تعريف المفاهيم) تنتقل تلك المصطلحات تدريجيا من المعجم القطاعي الخاص إلى المعجم العــــــــــام. وفي الحالات التي يتمّ فيها العمل على نــــــــــقل تسميات المستحدثات الصناعية/التقنية و/أو مصطلحات المفاهيم العلمية من لغة إلى أخرى (من الانجليزية أو الفرنسية مثلا إلى العربية) فلـــــــــيس مؤلفو/صنّاع المعاجم هم الذين يقومون بتلك المهمة. تلك المهمّة (مهمة نقل المصطلح إما بلفظه الأصلي المعدّل أو بالترجمة أو بالاستعارة ...) إنما يقوم بها الكتّـاب المبدعون و/أو الصحفيّون المخبرون و/أو الباحثون الممارسون في الحقل العلمي المعين باللغة المراد النقل إليها. وإذا ما كُتب الرواج لاستعمال من استعمالات هؤلاء المروّجين المذكورين (مثل رواج كلمات "قطار"، "طائرة"، "سيارة" ... في العربية)، فحينئذ يعمد الليكسيكوغرافي/المَعاجـمي (فردا كان أم هيئة) إلى إدخال/إدراج الكلمة/الكلمات المعينة في مكانها الألفبائي من معجم اللغة المعنية (فرنسية، عربية، عبرية، أمازيغية)؛ وذلك بشكل دوري حسب حيوية اللغات.
4- في بعض الثقافات التي حصل فيها، بدرجات متفاوتة، انفـــــــــــــصـــــامٌ بين اللغة والواقع، وساد فيها بدرجات متفاوتة أسلوبُ التعليمياتية أو "الديريجيسمية" (dirigisme) في كل المجالات، ينصّب الليكسيكوغرافي/المعاجمي (فردا كان أم هيئة) نفسَه مشـــــــرّعـــا في باب اللغة ومعلّما ملقّنا. يعمِد (كحـــدّاد أو نــجّــــار) إلى لائحة يختارها من الكلمات من لغات "أجنبية" معينة في حقول معرفية وتواصلية مختلفة، فيقرّر ما يــــــــــتــــــعيّــــن أن يكون مقابلا لها في لغة "يــــــريـــــــــــد هو إرادة قوية أن يطوّرها هنا والآن وفي جميع المجالات".
وإذا ما أضيف إلى كل ذلك أن ذلك القبيل من الحِـرفيّـين الارتيزانالــيّيـن تفوق درجةُ حماسِهم (الصفاء الهويّاتي والتطهير المعجمي من الدخيل) درجةَ معرفتهم بطبيــــــعة ملَــــــكة اللغـــة عامة وبالبنيات الصوتية والمقطعية والصرفية والدلالية للغة التي يريدون تطويرها وتثويرها، هنا والآن وعلى جميع المستويات، أدركنا مدى ما يشكّله فائض منسوب الحماس من تخريــــــب ومساس باللغة المراد تطويرها.
--------------------------------------
التدوينة السابقة المذكورة حول "محاولة إعادة اختراع العجلة" في باب المعجم الأمازيغي العام"
--------------------------------
عن المعجم الأمازيغي لمحمد شفيق
--------------------------------
محمد المدلاوي
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres