(En arabe) De la déconfiture des cadre idéo-politique au Maroc de 2021
الجذور الفكرية لتفسخ الأطر الأيديو-سياسية في مغرب 2021
"فــــلان بنـــــفلان"، وتمـييع مشهد الفكر والسياسة.
ستتم معالجة الموضوع انطلاقا من رصد بعض أوجه بروفيل السيد فلان بن الفلاني، من خلال النقط الآتية، وذلك انطلاقا من جزئية صغيرة عابرة.
1- فكراً وممارسةً، تشكّل شخصية "فلان بن الفلاني" تداخلا/تناسخا إشكاليّا لانهائي الحالات للحظات الماركسية اللينينية، والأممية الشيوعية، والقومية العربية، والأممية الإسلامية، والبراغماتية السياسوية... كل ذلك على خلفية ذهنية مؤامراتية يتصور من خلالها صاحبُها العالمَ والشعوب والأفراد والجماعات كجُلّـة بلّورية متعددة الفصوص والألوان والزوايا بين أصابع الشيطان الأكبر الساحر ذي الوجهين، وجه أمريكي ووجه الصهيونية. وهو الوحيد العارف بلعبة أصابع ذلك الساحر، والقادر وحده على إبطال ما يصنع السحرة.
2- حول إحدى تلك اللحظات المتداخلة/المتناسخة، لحظة الماركسية اللينينية والأممية الشيوعية، كتب أحد الرواة ما يلي:
[في نهار آخر، لاحظ موحمّاد بلـّي والفو الطلبة يردّدو فالموظاهرات ديال باب حيّ ظهر المهراز، فين كان البوليس كا يرابط، شيعار: "آ-البوليس سير فحالك، الجاميعة ماشي ديالك". بان ليه، من باب الفهامة زعما، بلّي هاذاك الشيعار ما-شي مناسب، وما كا يساعد-شي على "كسب القوّى الحيّة إلى جانب الجاماهير" (...). تمّا قال موحمّاد معا راسه: "ياالله، نظم واحد الشيعار باديل"، ونظمه فالليل فالغورفة دياله 232، كا يقول الشيعار الجديد: "آ-البوليس كون على بال؛ الماشاكيل بحال-بحال" (...).
فالغد ليه، غير خرجو ثاني الطلبة من المطعم، وتوّجهو ثاني لباب حي ظهر المهراز، وبداو كا يغنّيو ويردّدو ديك اللازيمة ديال "آ-البوليس سير فحالك ..."، خفّ موحمّاد بحال شي "تلميذ نجيب" لعند الزعيم "فـــــلان بن الفلاني" فوسط الجوقة، و ملى عليه في وذنية الشيعار الجديد الباديل. تمّ-تمّ، رفع الزعيم يدّيه بزوج وبدا كا يقول: "صافي-صافي، سمعو-سمعو"، ورمى ليهوم الشيعار الجديد، وتلقّـفاته الجاماهير الطولّابية بحمــاس: "آ-البوليس كون على بال؛ الماشاكيل بحال بحال"؛ وفرح موحمّاد بالإنجاز النيضالي دياله].
3- وبعدما تّـشـتّـتات "كومونة ظهر المهراز" بعيمان، وبعدما خرج فـــــلان بنــــفلان من الحبس، سمع موحمّاد والرافيق الطيب العاطفي بلـّي الرافيق فـــــلان بن فــــلان كاين فالدار البيضا، وتّافقو باش يمشيو يزوروه ويقولو ليه على السلامة، وبالخوصوص باش يعرفو "فين وصل التنظيم" بعدما تّفرتك وتوضّر ليهوم راس الخيط دياه. بالصحّ رجعو مخيّبين مفقوصين، حيث ذيك الساعة ونصّ اللي كانو بغاوها "نيقاش وإفادة حول "وضعية التنظيم"، ذازت كلّها فالسرد ديال فــــلان بن فــــلان على راسه وعلى التاعلّوق ديال الشباب الموناضيل بالشخص دياله. حكى كًاع ليهوم كيفاش كانو كا يجيو هاذوك الشباب لدار أهله فالمدينة ملّي كان فالحبس، وكا يبداو يبوسو السرج د-الموبيليت دياله... وهذا ما كان.
4- ذازت عويّمات أخرى، وترشّح فلان بنـفلان للبرلمان، وسقط/سقّطوه. بدا كا يقول بلّي "راه الحسن براسه هوّا اللي تّدخل، حيث قال ليهوم: كلّـشي نقبله، ما عدا ولد القــــلّاي". وعاود ترشح بعد عشر سنين، وفي إطار الإعداد للحملة دياله، طلب من مجموعة من المعارف والريفاق القُدام دياله يساهمو بكاليمات في حقه. كان من بينهوم موحمّاد اللي بعث ليه بـ"شهادة في حق فلان بن الفلاني" كا يعرض فيها الصورة اللي كانت عنده عليه؛ وخرجت المساهمات في كتاب بعنوان "شهادات". نجح فلان بن الفلاني، ودخل للقبة ديال برّلامان، و"حصل على رقم قياسي في الأسئلة باسم منظمة العمل"، كيما جا فموسوعة "ويكيبيديا" الغرّاء.
5- أما في باب ذهنية المؤامرة، فإني أحتفظ بلقطتين حيّـتين، بعيدا عن سيل هامر من المقالات ومحاضرات المنابر اليوتوبية للسيد فلان بن الفلاني. كانت الأولى في جلسة دردشة ليلية ببهو أحد نوادي الإقامة بالمدينة الحمراء، جمعتني الصدفة خلالها مع فلان بن الفلاني والمرحوم عبد اللطيف حسني، مدير مجلة "وجهة نظر". التحقت بهما وهما جنبا إلى جنب على الكنبة في نقاش حادّ بينهما حول السياسة والأيديولويجيا والثقافة والمثقفين والقوى العالمية... لم أشارك في النقاش لأنه كان أوسع من مداركي، وإنما كنت منصتا باهتمام دون أن أبدي من الإشارات ما يفيد التفاعل لصالح وضد أي فكرة/طرف. ومن بين الأفكار التي سمعتها قول فلان بن الفلاني إن "هناك 3000 مثقف مغربي يتقاضون عمـــــــــــــولة شهرية من أمريــــــــــــكا". وقد أسمعني إياها صاحبها من جديد ذات يوم سنة 2003 ونحن في السيارة في طريقي من الرباط إلى أكًادير بعد أن تلقيت نبأ عن صحة المرحوم والدي.
فقد تلقيت خلال تلك الرحلة مكالمة من الأستاذ محمد شفيق، عميد معهد الإركام حيث كنت أشتغل، فكانت تلك المكالمة نقطة انطلاق نقاش بيني وبيني رفيقي فلان بن الفلاني حول... "الأمـــــــازيغيّة". كان من بين ما ساهم به صاحبي قوله، على خُطى المرحومين الدكتور خاشيم والزعيم القدافي، "إن الأمازيغية لغة عــــــــــربيّة قديمة كما تدل على ذلك قرابتها من لهجات جنوب الجزيرة العربية..."؛ وزاد من عنده أن الدارسين الغربيـيـن قد اكتشفوا تلك الحقيقة فأطبقوا عليها بالأسداد في خبث مخافة أن تساعد تلك الحقيقة على تحقيق الوحدة العربية، وأخذوا، في مقابل ذلك، يشجعون تـــوجّـــــها يتمثل في تشجيع الاهتمام باللهجات بشكل منفرد في العالم العربي من أجل تفتيته...
6- ولعل ذلك "التــــوجّــه" الخبيث المذكور هو المقصود بما ورد أمس (29 غشت 2021) في تعليق اختلاسي مقتضب علق من خلاله فلان بن الفلاني على تدونة بالفايسبوك لأستاذ وكاتب من العيار الثقيل تقاسم فيها إخبارا بصدور كتاب "يوميات موحمّاد". سأل أحد المعلقين على التدوينة قائلا: "أهو كتاب بالعامّـيّة؟"، فأجابه الأستاذ باقتصاد: "نعَـم". هنا علق فلان بن الفلاني على تدوينة الأستاذ صاحب الإخبار بقوله: [هذا التــــــــــــوجّه لا يستحق دعاية من قِـبَـل أمثالكم]. وجدت ذلك طريفا، فأشّرت عليه بعلامة "جاضور" الحمراء، لكي أشعِر المعلّق بأني قد قرأت الرسالة التي تجنّب أن يرسلها إلي مباشرة عبر قناة صفحتي التي هي مفتوحة للعموم. بل إني زدت على ذلك - بعدما اكتشفت أن لفلان بن الفلاني حسابا فايسبوكيا ولم أصادف قط تدوينة من تدويناته بينما المفترض أنه يرى ما أدوّن بما أن حسابي مفتوح، فنقرت على اسمه وتجلت لي صفحته، غير أن مضامينها غير متاحة لي. فهمت من ذلك أنه قد قصر الولوج إلى صفحة على "الأصدقا" أو على فئة منهم؛ فبعثت إليه للتو بطلب صداقة، ولم أتلق لحد الآن أي إشعار بالقبول.
7- أما التداخل/التناسخ بين الأطر الفكرية/الأيديولوجية والسياسية، فلم يكتف فلان بن الفلاني باتخاذه إطارا شخصيا لنشاطه الفكري والعملي. لقد سعى وعمل جاهدا، بالقلم والمحاضرة والعمل الميداني على نشره وتعميمه انطلاقا من تصوّر عنوان كبير سمّي بـ"الكتلة التاريخية"، التي اتضح الآن أنها "عجنة/هجنة تاريخية". فمع بداية تداعي قلعة "المؤتمر القومي العربي"، الذي شارك فلان بن الفلاني في في تأسيسه، بادر صاحب صلصة "العجنة التاريخية" إلى المشاركة في رتق شقوق تلك القلعة المتداعية من خلال مشاركته كذلك في تأسيس "المؤتمر القومي الإسلامي" في بيروت في منتصف التسعينات الماضية. وبموازاة مع ذلك على المستوى الخارجي، ما فتئ صاحب العجنة التاريخية يبذل قُصارى الجهد والمساعى على المستوى الداخلي ويقدم جميل الخدمات لكل من يعنيه الأمر ضمن أطراف متناقضة، من أحزاب ومنظمات حركية وأطراف أخرى، من أجل عجن كل الأطر الأيديو-سياسية للانتقال بها إلى منطقة اللون الرمادي حيث تختفي المعالم وتنعدم المعايير، وتبقى السيادة لثقافة "الهمزة".
لقد نضجت طبخة "العجنة التاريخية" نضجا جمعيا لما بادرت نخبة واسعة من المثقفين بنشر المغاربة "بيان من أجل وحدة اليسار" على إثر صدمة فوز تيار الإسلام السياسي في انتخابات 2011 (بيان نشرته صحيفة "أخبار اليوم" في عددي 9-10 أكتوبر 2012)، وهو البيان الذي ورد فيه عنوان "في استـــــــدخال الشأن الديــــــــــــــني" كأساس من أسس "النقد الذاتي" في أفق "وحدة اليسار".
.
فالوضعية الفكرية/السياسية الراهنة، إذن، لها تاريخ متصل ولها فرسان مثل فلان بن الفلاني، وليست مجرد طارئ مجّاني. إنها الوضعية التي أحسن الأستاذ محمد الناجي وصفَها/توصيفها بإيجاز هذا الصباح في تدوينة له بالفايسبوك بعنوان "Impressions électorales" في إشارة إلى رمــــاديّة الحملة الانتخابية الجارية، وذلك بالرغم من أن الأستاذ الناجي لم يشر إلى دور هذه الحركة الفكرية التي يعتبر فلان بن الفلاني من أبرز فرسانها، وركّز فقط على دور نظام المخزن في مجال التربية.
تدوينة الأستاذ الناجي :
Impressions électorales
----
Le voile et le notable à gauche!
La circulation entre les partis est plus fluide que jamais. L’absence de projet est commune à tous, les frontières entre gauche et droite s’effacent. L’observation de la scène électorale est édifiante à ce sujet et révèle le recul de la conscience politique (l’inconscience) et l’avancée de l’opportunisme dans différentes formations.
Ainsi le voile n’est plus propre au parti islamiste, on le retrouve brandi comme un argument électoral dans des partis de ‘’gauche’’. Non il ne s’agit pas d’une ouverture, il est question d’une adaptation à la société et à ses tendances les plus rétrogrades, d’une reddition au populisme ambiant, d’une envie de gratter des voix puisque ça réussit aux islamistes. La régression idéologique est ainsi criante. Les dégâts de la destruction de l’école sont évidents, ils participent du remodelage du champ politique. La gauche comme la droite baisse le bras devant le notable qui choisit, à sa guise, le parti qui lui convient, les portes sont grandes ouvertes devant lui. Les formations se plient à la logique régnante du gain électorale : les notables, les voilées, des islamistes au besoin pourquoi pas on en décèle certains, les femmes au foyer ! Tous ces profils soulignent une même ligne de conduite : l’analphabétisation du champ politique, un brin d’islamisation qui vient rassurer sur les profils et attirer des voix. Le pouvoir en pulvérisant l’éducation a réussi à aseptiser le champ politique qui est désormais uniforme et ne présente plus la moindre menace ni la moindre odeur de renouveau du pays.
-------------------------------------
محمد المدلاوي
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres