OrBinah

(En arabe) de l'étymologie de l'ethnonyme "Arabe"

من نماذج تناسخ مرجعيات بعض الأسماء والتسميات
3- تسمية "العَـــــــــــرَب"

 

 

 

كلمة "عًــرَب" لم أقف شخصيا على ورودها لا في أدبيات ما قبل الإسلام (شعر، خطب) ولا في القرآن الكريم، كاسم إثــــــــنـــــي، على غرار اسماء "الــــــــــــروم" و"بنو إســـــرائيل". لكنّ لها ورودا على شكل تركيب نسبــــــــــــة في القرآن {بلسان عـــربيّ مبين}.

 

غير أن هذه الكلمة قد وردت في الكتاب المقدس عند اليهود (العهد القديم  Ancien Testament) بتلك الصفة (صفة الإسم الدال على إثنية). لقد ووردت فيه على صيغة الجمع في العبرية ערבים ([عربــيــــم] /- يــم/ هي علامة الجمع في العبرية)؛ إذ وردت مرارا بتلك الصيغة في أماكن مختلفة (سفر ناحاميا مثلا؛ انظر هـــنــــــا) من العهد القديم المعروف بـ"التـــــانـــــاخ" (الكتاب المقدس عند اليهود) والذي يطلق عليه اسم التـــــــوراة من باب إطلاق الجزء على الكلّ.

 

فهذه التسمية تبدو إذن كما لو أنها تسمية خارجيّة/أجنبية، أي تسميّة من إطلاق الغير، على غرار تسمية الأحباش بـ"الكوشيين (تسمية توراتية)، وأهل شمال إفريقيا بـ"البربر" (Barbarus بمعنى "أجانب/همج" تسمية إغريقو-لاتينية)، وشعوب أوروبا الشرقية بأ"الصقالبة" (Slaves, Esclaves أي "العبيد" تسمية فرانكية)، وتسمية الأمازيغ لغيرهم من جنوب الصحراء بـ/يكًناون/ "البُكم"، وتسمية العرب لغيرهم بـ/العجَم/ "البكم/الكائنات العجماء".

وإذا ما تم الرجوع إلى المعجم المقارن للغات السامية (العربية والعبرية خاصة)، نجد الجذر الأساسي لمادة /ع.ر.ب/ يتوزع ما بين معنيين اثنين:

 

(1) المزج والخلط والهجانة، في المعجم العبري (يمكن الرجوع إلى معجم Gesenius لألفاظ العهد القديم)؛

 

(2) الإفصاح والإبانة (في عربية ما بعد الإسلام بما فيها عربية القرآن).

فأما الدلالة في العربية، فمعروفة عند القارئ؛ وأما الدلالة في معجم العبرية (القديمة والحديثة) من خلال السياق التاريخي لتشكّل نص العهد القديم (الكتاب المقدس عند اليهود) على الخصوص، فالفرضية الأقرب للتفسير هي الآتية:

 

بعد تشكّل وتبلور فكرة بني إسرائيل كـ"أمّة مصطفاة من الله" وذات رسالة كونية، بعد تجربة المقام في مصر (بعد رحلة آل يعقوب) والخروج منها بقيادة النبي موسى، ثم دخول كنعان وإقامة مملكة إسرائيل، مما هو مُعتقد حسب روايات العهد القديم وإشارات القرآن الكريم (سورة البقرة على الخصوص)، تمّ تأكيد مفهوم الاصطفاء بمقابله المفهومي، ألا وهو الأجناس/الأغيار الأخرى(גויים)، الأمم الأخرى (אמות)، الأميون، الناس (Les Gentils)  وبقية التسميات التمييزية التي يحفل بها العهد القديم.

وبما أن المجموعات البشرية بشبه الجزيرة هي أقرب المجموعات البشرية (حسب رواية ابني إبراهيم: إسحاق وإسماعيل) التي كان يتعين تميّز بني يعقوب/إسرائيل بالقياس إليها لتأكيد فكرة "الشعب الخالص المختار" (في مقابل المجموعات البعيدة: المصريون، الفرس، الروم، الأحباش)، فقد تمّ استعمال المعنى العبري في المعجم السامي (المعنى-1 أعلاه لمادة /ع.ر,ب/) لتسمية قبائل شبه الجزيرة من غير بني يعقوب (أي بني أسرائيل)، أي معنى "الأخلاط والهُجناء الوثنيون" الذين ليس لهم كتاب مقدس. ولقد احتفظ القرآن الكريم بصيغة صرفية عربية خاصة لهذا المفهوم، ألا وهو تسمية /الأعراب/ {الأعراب أشدّ كفرا ونفاقا ...}؛ {قالت الأعراب أمنا؛ قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا}.

معنى كل هذا أن المعنى-2 أعلاه (معنى الإبانة والفصاحة) من معاني مادة /ع.ر,ب/ في معاجم اللغات السامية  (العبرية والعربية على الخصوص) إنما هو معنى لاحق بعد تبنّي التسمية الأجنبية/الخارجية من طرف من أطلِقت عليهم، بعد بروزهم في التاريخ كأمة فاعلة في التاريخ، على غرار اعتزاز الصقالبة مثلا بـ"سريان الدم السلافي في عروقهم".

-----------------

محمد المدلاوي

 


04/02/2018
3 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres