(En arabe) De Guei Hinnom (Bible) à Jahannam (Coran) et de Awras "Aurès" à Arwas "lieu de malédiction" dans l'imaginaire marocain.
من نماذج تناسخ مرجعيات بعض الأسماء
2- تسمية "جـــــــــــهــنـّــــــم" والتفاسير
وردت في التوراة والقرآن كثير من الكلمات المستعارة بلاغيا انطلاقا من بعض أوجه واقع الطبيعة المحيطية لأهل لغة التنزيل، وذلك للتدليل مجازيا على بعض منازل مُقام الناس في عالم الآخرة، إن خيرا وإن شرا. وفي مقدمة تلك الكلمات "جنّة/جنّات عدن" و"جهنم". غيرأن كثيرا من المفسرين انتهوا بإعطاء تلك الكلمات مرجعيات طوبينيمية بإحداثيات لا تقل جغرافية عن جغرافية الارض. بل إن كثيرا من التفاسير الشعبية قد أطنبت في حصر تفاصيلها "الطوبوغرافية والطبيعية" وظروف الحياة فيها، مثل "دقائق الأخبار في ذكر الجنة والنار" لعبد الرحيم بن أحمد لقاضي، و"الدُرر الحسان في البعث ونعيم الجنان" للعلامة الموسوعي الشيخ جلال الدين لسيوطي، الذي امتدّت موسوعيته إلى ما يمكن تسميته اليوم بـ"البورنو-حلال من خلال كتابه "نواضرُ الأيكِ في معرفة النَـــيـْـــك".
وإذْ ما يتعلق بالمرجعية الأولى لـ"جنان عدن" بمملكة سبأ باليمن القديمة سهل، فسأقصر القول هنا على "جهــنّـم". لقد وردت كلمة גיהנום [كًـيـهينوم] في سفر يوشع (ספר יהושע) من أسفار التوراة كاسم لواد بلقع سحيق في جنوب غرب مدينة القدس العتيقة كان يتخذ كخلوات ومُختليات لمزاولة الطقوس الوثنية من طرف وثنيّي المنطقة حينئذ (انظر هـــنــــا). وكلمة גיהנום [كًـيـهينوم] كلمة مركبة من גי ("واد") و [هينوم]، اسم علـَـم، مثل قولنها "واد زيز"، "واد لاو"، "واد سبو" في المغرب.
ومن طبيعته ذلك الواد، كخلاء بلقع وواد عميق سحيق ووحش، اكتسب ذلك الواد دلالته السيئة في الأذهان، وسرى في الحديث المجازي محمّلا بتلك الدلالة (يوجد كذلك "وادي جهنم" بكل من لبنان وسوريا). وحتى كثير من التفاسير القرآنية تتحدث عن جهنم بصفة الواد مسمية إياه بــ"وادي جهنم".
فواد جهنم، في أصل تسميته وما ارتبط به فالأذهان، إنما مثله كمثل ذلك المرجع المكاني الذي أصبح شبه أسطوري في الثقافة واللغات المغربية، أي ما يعرف بـ"ارواس" ("سير، الله يدّيك لارواس" ... "مشى لشي ارواس"، "يضر-نّ غ-ورواس"). فتسمية هذا المكان الأسطوري في الثقافة المغربية عبارة - في الحقيقة - عن قلب لفظي مكاني (métathèse مثل لعن/نعل، معايا/عمايا ...) لتسمية منطقة /اوراس/ بالجزائر، تلك المنطقة المعروفة بتضاريسها الصعبة والتي يخترقها بالضبط واد سحيق عميق حاد الأجرف الصخرية العالية، من هوى منها هو إلى لهلاك لا محالة؛ وهذه بعض صور لذلك الواج عبر الرابط الآتي (انقر هـــــنـــــا)
---------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres