(En arabe) Cours de berbère pour arabisants. Morphologie du nom a- les deux état : E. Libre et E. Construit
دروس في الأمازيغية لفائدة معرّبي التكوين
الدرس-2
نبذة حول الصرف
(صرفُ الاسم حسب الموقع من الإعراب)
محمد المدلاوي 21 سبتمبر 2020
(الدرس-1 هـــــــــــنــــــــــا)
.
أوفاق التدوين الإملائي في هذه الدروس (لازمة متكررة)
بما أن الأمازيغية لا تقابل بين الممدود وغير الممدود من الحركات، فسندون الفتحة بحرف الألف، والضمة بحرف الواو، والكسرة بحرف الياء، كما في /اغوليد/ "صخرٌ"؛ /اخيدوس/ "برنوس، سلهام"؛ /ومليل/ "أبيض"؛ /يفران/ "كهوف" (ليس في الأمازيغية همزة قطع وهي تقبل بدء الكلمة بحركة كما في /ومليل/، و/يفران/).
من الناحية المعجمية والتلفظية، يشكل وجه تاشلحيت من أوجه الأمازيغية بالمغرب الوجهَ المرجعي الأساسي في هذه الدروس الوصفية، بالرغم من إيراد بعض المرادفات المعجمية من أوجه أخرى في الوسط والشمال. غير أن تَعلُّـم وجه من أوجه الأمازيغية، مهما كان، يمكّـن المتعلـّـم من فهم سريع لبدائل الأوجه الأخرى التي لا تختلف سوي ببعض المترادفات القليلية و/أو بنطق خاص لبعض الأصوات، من قبيل بدائل كـ/ش، ڭـ/ج/ي، ل/ر.
-----------------------
الدرس-2
[7] عناصر مقارنة حول الأنماط الصرفية في اللغات الأفرو-أسيوية (الحامية-السامية)
نظام صرف بناء الكلمة في الأمازيغية نظام مركّـب. إنه مركـّـب ما بين صرف العناصر المتداخلة، أي صرف تتخلل فيه الزوائد الصرفية المادّة المعجمية (Non concatenative morphology)، وهو السائد في اللغات السامية (عربية عبرية آرامية ...)، وصرف العناصر المتعاقبة (concatenative morphology) الذي يقوم على أساس إلحاق تعاقبي بالجذع الأصلي للكلمة (radical) لسلسلة من مورفيمات الزيادة (affixes) إما تصديرا (préfixation) وإما تذييلا (suffixation)، وإما هما معا. أما النمط الأول، التداخلي، فيبني كلمات المقولات المعجمية الكبري من اسم وفعل وصفة، بمختلف حالات تلك المقولات حسب النوع والعدد والإعراب (علامات إعراب، مطابقة ...) بناءً أساسيا انطلاقا من جذر معجمي مجرّد متكون من صوامت بدون حركات (ما يسمي في المعجم العربي بـ"المادة المعجمية"). هذا الجذر الصامت المجرّد لا يتحقق أبدا بتصوّره المجرد على شكل كلمة ملفوظة. فلابد من أن تتخلله مادة صرفية داخلية هي الحركات التي تعطيه هوية صرفية معينة من خلال ما يسمى بـ"الصيغة الصرفية" الأساسية.
فمادّة /كـ.ت.ب/ مثلا في العربية لا تتحقق أبدا تحققا معجميا بلفظ [كْـــتْــبْ]. لكنها تتحقّـق بصيغ صرفية تتخلل فيها عناصر الحركات ذلك الجذر الصامتي، من قبيل صيغ: /كــــَــــتـــــــَـــــب/، /كــــُـــــتــِـــــب/، /كـــِــــتـــــَـــــاب/، /كـــــُـــــتــــــُـــــــب/، الخ. هذه هي الطبقة الأولى من طبقات البناء الصرفي للكلمة في العربية، طبقة تميّـز مثلا بين البناء للمعلوم أو للمجهول بالنسبة للفعل، وبين المفرد والجمع بالنسبة للاسم، وتُعلّم أغلب علامات الإعراب من رفع ونصب (وجرّ بالنسبة للاسم). تأتي بعد ذلك الطبقة الثانية، طبقة الزوائد الصرفية التي يجملونها في حمارية "سألتمونيها". هذه الزوائد تلحق بجذع (radical) الطبقة الأولى إما كتصدير (préfixe) وإما في كتذييل (suffixe) وإما هما معا. بذلك يتم الحصول مثلا على /مـــَـــــكـــــــتــــــــــــب/ (بتصدير ميم المكان)، أو /مـــــــــــكـــــــــــــــتـــــــــــــــبـــــــــــة/ (بزيادة تذيــبل علامة المؤنث المفرد) أو /مــــــــــــــــــــكتــــــبـــــــــــــــــــات/ (بزياد تذييل علامة جمع المؤنــــت السالم).
[8] النظام الصرفي في الأمازيغية نظامٌ صرف تعاقبيّ بالأساس
النيظام الصرفي الأمازيغي تغــــــــلب عليه آلية الاشتقاق من طراز الطبقة الثانية التي تمّ التمثيل لها بالنسبة للعربية، أي الاشتقاق عن طريق إدخال الزوائد الصرفية على جذع الكلمة تصديرا أو تذييلا أو هما معا؛ وذلك لأن ما يكون هناك من حركات داخلية في جذع الكلمة الأمازيغية يكون من صميم الجذع معجميا، إذ لا تكون الحركات دائما في الكلمة الأمازيغية مجرد عناصر بناء للصيغة انطلاقا من جذر من الصوامت. وتـشذّ عن هذا جموع التكسير التي سياتي بيانها والتي تتغير فيها الحركات ما بين المفرد والجمع (مثلا: اسنوس/يسناس "جحشٌ/جحاش"؛ اماكًوس/يموكًاس "جريحٌ/جرحى").
ومن ذلك القبيل مثلا من الاشتقاق بالزوائد المتعاقبة (تصديرا أو تذييلا): كــرز/كّــــرز "حرث/يحرث؛ /تاكرزا/ (تا-كرزا/) "الحرثٌ" (مصدر بصيغة المؤنث)؛ /امكراز/ (/ا-مـ-كراز/) "الحارثٌ"؛ /يـمكرازن/ (يـ-مـ-كراز-ن) "الحارثونَ"؛ /تامكرازت/ (تا-مـ-كراز-ت) "الحارثةٌ"؛ /تيمكرازين/ (تيـ-مكراز-ين) "الحارثاتٌ".
[9] الأحوال الصرفية للاسم في الأمازيغية
ينصرف الاسم في الأمازيغية صرفيا وتركيبيا حسب أبعاد ثلاثة ثنائية القطبين (الجنس من تذكير وتأنيث، والعدد من إفراد وجمع، وحالتين إعرابيّتين):
(أ) بُعد الجنس من تذكير وتأنيث (امكراز/تامكرازت "الحارثٌ/الحارثةٌ")؛
(ب) بُعد العدد من مفرد وجمع (امكراز/يمكرازن "الحارثٌ/الحارثونَ"، تامكرازت/تيمكرازين "الحارثةٌ/الحارثاتٌ")؛
(ج) بُعد الإعراب، من إعراب "الإرسال" وإعراب "التركيب" مما تفصله الفقرة الآتية.
[10] أحوال إعراب الاسم
(أ) إعراب الإرسال (Etat Libre)، وهو إعراب الأصل في المعجم (كإعراب الرفع في العربية)؛ وعلامة هذا الإعراب بالنسبة لأغلبية الأسماء المفردة المذكّرة (التفاصيل في ما بعد) هي تصدُّر الاسم المذكر بحركة غالبا ما تكون فتحة /ا-/ (/ا-محضار/ [امحضار] "التلميذ")، وتكون أحيانا كسرة /يــ/ (/يــــسكر/ [يــسكر] "الظفر") أو ضمة /و/ (/وسود/ [وسود] "العُشٌّ").
أما علامة إعراب الإرسال بالنسبة للمفرد المؤنّث فتتمثل في تحلّي تاء التأنيث الأولى في صدر الكلمة بحركة غالبا ما تكون كذلك فتحة أو /تــــا-/ (/تـــا-محضار-ت/ [تــامحضارت] "التلميذه"، وأحياناً تكون كسرة /تـيــ-كًمّي/ [تيكًمّي] "الدار") أو ضمة (/تـــوكًميمـ-ت/ [توكًميمت] "الجغمة/الجرعة، مِلءُ الفم من سائل").
ويكون إعراب الإرسال في حالة الابتداء (/امحضار يلمد/ "التميذ قد تعلّم") وفي حالة المفعولية (/مناقّرغ امحضار/ "التقيت التلميذَ"؛ /مناقّارغ تــامحضارت/ "التقيت التلميذة").
(ب) إعراب التركيب (Etat Construit)؛ ويكون إعراب التركيب في حالة الفاعلية، إي إذا تلا الفاعلُ فعلَه (/يلمد ومحضار/ "تعلّم التلميذُ") وفي حالة مدخولات/معمولات أحرفِ الجرّ والظروف (/امحضار/ "التميذ"؛ /ساولغ س-ومحضار/ "تحدّثُ مع التلميذ") وكذلك في تمييز العدد (التفصيل في ما بعد). ومن أمثلة أحرف الجر العاملة: (/فــ-/ "على"، /غ-/ "في"، /سّغ/ "مٍنْ"، /س-/ "بِــــــ-"، /ن-/ تدخل على المضاف إليه...)؛ ومن أمثلة الظروف (/دار/ "عند"، /كًـر/ "بين"؛ /دّو/ "تحت").
وتتمثل علامة إعراب التركيب بالنسبة لأغلبية الأسماء المفردة المذكّرة (التفاصيل في ما بعد) في قلب فتحة صدر الكلمة إلى ضمّة (/امحضار/ "التلميذُ"؛ /يلمد و-محضار/ [يلمد ومحضار] "تعلّم التلميذ")، أو زيادة ياء في الصدر بالنسبية للأسماء المذكّرة التي تبتدئ بكسرة في حالة الإرسال (/يسكر/ "الظُفرُ"؛ /يــرزا يـــيسكر/ "انكسر الظـُـــفر")، أو زيادة واو في الصدر بالنسبة للأسماء التي تبتدئ بضمة (/وسود/ "العُشُّ"؛ /يخُلا ووسود/ "انهار العُشّ").
أما علامة إعرب التركيب بالنسبة للمؤنث فيتمثل في إسقاط حركة تاء التأنيث الصدرية (أي حركة التاء الأولى) إذا كانت تلك الحركة فتحة في حالة الإرسال (/تامغارت/ "المرأة"؛ /تفتا تـمغارت/ "ذهبت المرأة") أو كسرة (/تيـــكًمّي/ "دار"؛ تـنزا تــــكًـــمّي/ "بيعت الدارُ"). أما إذا كانت حركة هذه التاء ضمة، فإن الاسم يظل مبنيا لا تظهر عليه علامة الإعراب (/توضفيت/ "نملة"؛ /تمّوت توضفيت/ "ماتت النملة").
وبما أن إعراب الاسم في الأمازيغية يتعلق بحركة بدء الاسم ()، فإن الأسماء القليلة غير المتحلّية بتلك الحركة تبقى مبنية ولا يظهر عليها الإعراب لا بمقتضى الفاعلية ولا بمقتضى دخول أحرف الجرّ والظروف (/سكسو/ "الكُسكُس"؛ /ينوا سكسو/ "طُهي/نضج الكسكسُ". ويجري نفس الشي على كلمات أخرى من هذا القبيل /بادّاز/ "كسكس من طحين الذُرة"، /بوفّي/ "كسكس غليظ من طحين الشعير غير المغربل"، /بومحند/ "القنفد"، /بوتكًرا/ "السلحفاة"، ...)
[11] التعريف والتنكير
والاسم في الأمازيغية معرّف أصلا (défini par défaut) بغير أداة صرفية (كما في اللاتينية)، ويتمّ تنكيره، ليس بأسلوب صرفي بل بأسلوب تركيبي عن طريق تسبيق الاسم المذكّر بالمحدِّد /يان/ "أحد" مضافاً إلى الاسم، الذي يكون في هذه الحالة في حالة إعراب التركيب (/امحضار/ "التلميذ"، /يان ومحضار/ "تلميذٌ")، وتصدير الاسم المؤنث بالمحدّد /يات/ "إحدى" (/تامحضارت/ "التلميذة"، /يات تمحضارت/ "تلميذةٌ")؛ وقد ورثت الدارجة المغربية نظير ذلك الأسلوب في التنكير الاسم (/التلميذ/ - /واحد التلميذ/).
[12] مادة معجمية من خلال تركيب مفردات في جملة فعلية نموذجية
(ازمز/وزمز "الفصل، الأوان"؛ ايّور/وايّور "الشهر")
- ار يكشّم وزمز ن-تكرزا غ-وايّور ن-كتوبر. ""يدخل/يحلّ أوان الحرث في شهر أكتوبر."
- ار يكشّم وزمز ن-تـكًرست غ-وايّور ن-دوجانبير. " يدخل/يحل فصل الشتاء في شهر ديسمبر ".
- ار يكشّم وزمز ن-تـــفسوت غ-وايّور ن-مارص. " يدخل/يحلّ فصل الربيع في شهر مارس".
- ار يكشّم وزمز ن-ونبدو غ-وايّور ن-يونيو. " يدخل/يحلّ فصل الصيف في شهر يونو".
-----------
مرجعان في الباب
Elmedlaoui, Mohamed (2011)-b "Le groupe berbère". Pp. 243-260 in Emilio Bonvini, Joëlle Busuttil et Alain Peyraube (sous la direction de), Dictionnaire des langues. Quadrige / Presse Universitaire de France.
.
Elmedlaoui, Mohamed (2012) “Berber”. pp. 131-198 in Lutz Edzard, ed. Semitic and Afroasiatic: Chalanges and Opportunities. Porta Linguarum Orientalium. Neue Serie. Herausgegeben von Worner Diem und Lutz Edzar. Band 24. Harrassowitz Verlag. Wiesbaden. 2012.
----------------
-----------
الدروس القادمة: "التذكير والتأنيث في الاسم"، الإفراد والجمع في الاسم
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres