(En arabe) Avec l’institutionnalisation, en cours, de la coopération académique entre Marocains et Israéliens, quid d’une coopération analogue avec les Palestiniens?
أكاديميات ولسانيات مُعولمة بلا حدود،
وشذرات من التطوّات الحديثة لفرع الفونولوجيا،
ومفارقات بعض أوجه "المُمانعة" الأكاديمية والثقافية
---------------------------ا-----------------------
1- في نهاية تسعينات الألفية الثانية، التقيت لأول مرة باللساني الكندي دوكًلاس بوليبلانك (Douglas Pulleyblank) من جامعة بريتيش كولومبيا بـ"فانكوفر-كندا، وذلك بعد سنوات من التعارف الأكاديمي المتبادل عن بعد عبر قراءة الأعمال والاستشهاد بها. التقينا إلى جانب لسانيين بارزين، أذكر منهم الراحل موريس هالي وفرانسوا ديل، و نيك كليمانتس وإيدساردي... في ندوة دولية نظّمها اللساني Iggy Roca بجامعة إيسيكس البريطانية في موضوع Derivations and Constraints in Ponology، وذلك في إطار النقاش النظري الذي أعقب ظهور وتعميم العمل المشترك لكل من "آلان برانس" و "بول سمولانسكي" الذي أسس ما عُرف بـ"نظرية الأمثلية" (Optimality Throry)؛ ذلك النقاش الأكاديمي المعولم الذي بدأ بالندوة الدولية العملاقة التي تمّ تنظيمها بـ Royaumond في الضاحية الباريسية سنة 1995 والتي جمع وأخرج أعمالها (التي تتضمن عملا مشتركا لنا، فرانسوا ديل وأنا شخصيا)، كل من Jacques Durand و Bernard Laks (Current Trends in Phonology : Models and Methods-1996). خلال وأثناء مثل تلك الملتقيات، درجت على أن أحمل معي بعض أعمالي المنشورة في المغرب أو التي أنجزت كرسالة جامعية ولم يتيسر لها النشر، لكي أسلمها لأبرز من أعرف أنهم يشتغلون في موضعها، إذ تلك هي الوسيلة الوحيدة لإيصال ما ينشر في المغرب من تلك الأعمال إلى من تعنيهم.
2- لحوالي سنتين بعد ذلك اللقاء مع دوكًلاس بوليبلانك، توصلت من قسم اللسانيات بجامعة بريتيش كولومبيا المذكورة، وأنا حينئذ أعمل بجامعة وجدة، بطلب فحص أطروحة PhD في الفونولوجيا بعنوان Postvelar Harmony، فقبلت، وحررت تقريرا بعثت به ونوقشت . يتعلق الأمر بدراسة فونيتيكية وفونولوجية من إنجاز اللسانية كيماري شاهين Kimary Shahin حول انتشار الإطباق/velarization و/أو التفخيم dorsopharyngealization/في اللهجة العربية الفلسطينية. وقد نشرت الأطروحة سنة 2002 وبعثت إلي المؤلفة مشكورة في الحين بنسخة موقعة (انظر الصور) ثم أعيدت منها طبعة ثانية. في ما عدا ذلك التبادل، الذي تمّ عبر جامعة كندية على مشارف شمال شرق المحيط الهادي، وفي ما عدا مراجعة ترجمة رواية الكاتب الفلسطيني، أيمن سكسك، المحررة والمنشورة باللغة العبرية بعنوان אל יפו ("إلى يــــــافا")، مراجعةً لغوية/ترجمية/، وبيداغوجية عامة كذلك من حيث النظر في مدى اندراج العمل الترجمي (الذي هو بعنوان "من روائع الأدب الفلسطيني المترجم عن اللغة العبرية") في إطار الحقل الأكاديمي الذي تقدم المترجم بعمله كدعامة لترشحه للترقية فيه بالجامعة التي أحالت علي الملف (إحدى جامعات المملكة العربية السعودية) فبعثت إليها بتقرير حوله مؤرخ بـ 7 دجنبر 2015؛ في ما ذلك لم يتح لي طيلة مشواري العملي أيّ تبادل آخر، مباشر أو غير مباشر، مع الأوساط الأكاديمية الفلسطينية.
3- هذا الواقع الأخير المشار إليه يمثل في تقديري مفارقة صارخة، خصوصا إذا تم استحضار بعض ما ورد في تقديم الأستاذ أحمد حمّاد للترجمة العربية المذكورة بقوله:
"أطلعني أخي العزيز الدكتور محمد الغبّان على ترجمته الرائعة لرواية الكاتب العربي الفلسطيني، أيمن سكسك، التي كتبها بالعبرية؛ وسعدت جدّا بدقة الترجمة وأسلوبها الذي ينمّ عن موهبة مؤكدة تضاف إلى مواهب عالم الترجمة الأدبية عن العبرية (...). حينها شعرت بشعور مزدوج، السعادة لأن أحد أبنائي يسير على نفس الدرب، والإشفاق على المترجم لأنه قرّر أن يدخل هذا العالم بما يحف به من مخاطر تصل إلى حد الاتهام بالترويج لأفكار العدوّ ولثقافته".
إنها بالفعل التهمة النمطية السهلة التي هي على ألسنة كل فرسان "الممانعة" المتقاعسين، في ممانعتهم، عن خوض غمار التنافسية في البحث العلمي والعمل الثقافي، اللذين لم يعد لهما وجود اليوم خارج حلبة العولمة الكونية. يتذكر الكثير منّا ضجة الممانعة الثقافية/الأدبية التي شُنت في بداية الألفية الحالية على الأديب المغربي محمد برادة بسبب مشروع مجرّد ترجمة بعض الأعمال الأدبية العربية إلى اللغة العبرية (وهي ممانعة "على أساس مبدئي أولا، وثانيا لأن الترجمة إلى اللغة العبرية لا تشكل إضافة لأنها لغة ميتة" حسب تعبير الروائي، صنع الله إبراهيم). وإذا كانت شبكة التبادل العلمي المعولم للمجموعة العلمية اللسانية قد مكّنتني شخصيا منذ عقود من التبادل الحضوري في الملتقيات أو عبر مجرد القراءات والاستشهاد والإحالة، وذلك بلا حدود جمركية، في استغناء عن أي قنوات وطنية هي منعدمة، فإني قد خبرت بدوري تلك الممانعة في حقل آخر على مدى أكثر من ربع قرن، منذ أن نشرت على نفقتي الخاصة كتيّب "من الأدب العبري الحديث: نماذج قصصية مترجمة" واستقبل في عقر المؤسسة الجامعية التي كنت أعمل بها بنفس الممانعة الهجومية، وإلى المحاولات الفاشلة منذ عدة سنوات في العثور عن دار نشر لنشر الترجمات العربية لبعض أعمال الكاتب الصفريوي الميلاد والنشأة، جبرائيل بن سمحون، وعلى الأخص منها روايته "المغربي الآخير" (המרוקאי האחרון) ومسرحيته-1982 "مَلِـكٌ مغربي" (מלך מרוקאי). إنها في الواقع ممانعة متجذرة في قِدمها، تذكّر بممانعة وزير المعارف المصري في الأربعينات من القرن الماضي، لمّا ثنى الطالبَ الذي سيصبح هو الدكتور ظاظا من التسجّـل في "الجامعة العبرية بالقدس" (التي تأسست لأكثر من 20 سنة قبل قيام دولة إسرائيل) ليتخصص في اللغة العبرية، وذلك بدعوى عدم الإسهام في الاعتراف بالحركة الصهيونية...
4- كثيرة هي التوأمات بين المدن الفلسطينية والمغربية، وتسميات الأحياء والمنشآت المغربية بمرجعيات فلسطينية إلى حدّ الفولكلور الشعبوي؛ وكثيرة هي اتفاقيات "التعاون والتبادل" بين جامعات مغربية وجامعات عربية من كلّ صوب؛ وكثيرة هي الملتقيات والسفريات والاحتفالات التي تجمع تنظيمات النسيج الثقافي والأدبي المغربي بنظائرها على رقعة نفس الفضاء المذكور؛ ولكن، يبدو الأمر كما لو أن ليست هناك جامعات ومدارس عليا فلسطينية يمكن البحث عن أوجه للتبادل والتعاون المؤسّـسي معها. أقول هذا لأني وعلى إثر اتصال تمّ بي منذ حوالي شهرين وأعقبته تبادلات عدّة، قضيت أمس (29 مارس 2022) ساعة ونصف ساعة في تواصل على منصة الزوم، دُعيت إليه، مع كل من نائب إحدى الجامعات العربية الفلسطينية بالجليل وإحدى الكاتبات المكلفة بالتواصل، وذلك في إطار سعي تلك الجامعة إلى إقامة جسور تعاون أكاديمي مؤسّـسي بينها وبين جامعة أو جامعات مغربية في إطار مشروع للتكوين في باب التعليم والتكوين والتحضير التوجيهي الجامعي تدعمه السوق الأوروبية المشتركة. وتزداد المفارقة إذا ما علمنا أن هناك الآن خطوات ملموسة جدية لإقامة وتفعيل مثل ذلك التبادل والتعاون بين بعض الجامعات مغربية وبعض نظيراتها الإسرائيلية الناطقة بالعبرية و/أو الإنجليزية.
----------------------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres