(EN ARABE) Au Caire, les anges ne battent pas les ailes lorsqu'on évoque le Maroc
Si le texte arabe ci-dessous ne s'affiche pas correctement, aller vers la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows
الملائكة لا ترفرف بأجنحتها في القاهرة عند ذكر المـــغــــرب
تمهيـــد
مرة أخرى، تبقى بلاد الأخوتين (الأخوة العربية قبل عقود، والأخوة العربية الإسلامية مند سنوات) وفيةً لمركزيتها المشرقية حينما يتعلق الأمر بتموقعها بالقياس إلى البلاد المغاربية عامة، وإلى المغرب على الأخص. ذلك ما أكدته أعراض سلوك جمهور الخطبة التاريخية التي وجهها الرئيس الأمريكي مبارك حسين أوباما إلى العرب والمسلمين في "عاصمة أم الدنيا" وحِمَى الزعيم حسني مبارك يوم الخميس 04 يونيو، بعد محادثاته مع خادم الحرمين، أي عشية خُطَب الجمعة للغداة عبر المعمور ليوم الجمعة 5 يونيو 2009.
الرئيس الكوني الأول
كان خطاب أوباما بمثابة "تصريح رئاسي أمام العالَـمِـين" حول "حال أمم الأرض"، لا حال الأمة الأمريكية فحسب كما جرى بذلك التقليد إلى حد الآن؛ ولقد نصب ذاك الخطابُ هذا الرئيس كأول رئيس كوني معولم يشعر بأن من بين أوجه تسهيل أداء رسالته المعلولمةِ الأبعاد، يتعين العملُ على تدعيم شرعيته الدستورية الأمريكية بتوسيع للقاعدة السياسية الكونية لبرنامجه السياسي، وذلك اعتمادا على اكتساب أصوات "مواطني الأرض"، وهي أصوات ناشئة لم تُـمأسس بعد؛ وربما سيأتي يوم تواكب فيه القوانين الانتخابية الأمريكية هذا المسعي فتوجد صيغةً ما لمفهوم "الناخب المعولم"، وذلك عن طريق إصدار بطاقة خضراء أو زرقاء مثلا يمكن أن يحصل عليها الشخص عند توفر شروط معينة، وذلك ليس قصد الهجرة إلى الولايات المتحدة، ولكن من أجل المشاركة في التصويت انطلاقا من موقعه الوطني أو الجهوي عبر العالم خلال رئاسيات هذه الأمة المتماهية أبعادُها لحد الآن مع أبعاد العولمة. غير أن الآفاق الفكرية لتلك الشروط ستبقى بعيدة المنال، على الأقل بالنسبة لنموذج الجمهور الذي بايع الحسينَ إماما خطيبا يستشهد بالقرآن والسنة وسط عواصف من التصفيق والمُـكاء والتصدية السهراتية عشية يوم الجمعة في جامعةِ قاهرةِ القوم. فرؤساء الولايات المتحدة لن يتحولوا أبدا إلى مولاّهات يقضون فترات ولاياتهم وهم يخطبون في في شعوب الأرض مستشهدين على الدوام بالقرآن والسنة، ولا بالتوراة والتلموذ، ولا بالأناجيل ورسائل الرسل، ومشيدين تارة بعبقرية الإغريق والرومان، وتارة بعبقريات الهند والصين أو بحضارات الإسلام أو اليهودية أو المسيحية أو البوذية أو الكانفيشيوسة أو المايا أو الأزتيك أو غير ذلك.
فإذا ما اتخذنا مؤشر التصفيقات والمكاء والتصدية كأساس لقياس نوعية وسُـلّـمية هموم جمهور الخطيب أوباما في الآماد المتوسطة والبعيدة، سيتضح لنا أنه جمهور قوم يمشي مُكِبّـا على وجهه موليا إياه نحو الوراء، جمهور ينخر الشك الوجودي ذاته، إلى درجة أنه يبحث عن أي التفاتة اعتراف واسترضاءات تدغدغ فيه نرجسية عقليةٍ طفولية، ناكصة نحو الوراء عبر عالم من التمثلات الأسطورية، أكثر مما جمهور يشكل عينة لنخبة أمة تحركها مثـُلٌ حاضرية ومستقبلية وتبحث لتحقيقها عن شركاء وحلفاء. ذلك أن تصفيقات ذلك الحشد، المصفـى أمنياً بطبيعة الحال، كانت تلتهب مع كل إشارة ثناءٍ رمزي – وكلها أشارات تحيل على عموميات ماض أسطوري سحيق ولّى – أكثرَ مما كانت تحتفل بالفقرات التي تتعلق في الخطاب بالمبادئ والأهداف الأخلاقية الكونية لعمل الحاضر والمستقبل كما يراها الرئيس بعيون أمريكية ويتصورها في إطار فلسفة براغماتية أمريكية.
فقد »كان بعض التصفيق من الجمهور تحية لبعض فقرات خطاب أوباما مخجلا ومؤسفا وأشبه بالفرح الطفولي الساذج الذي يبديه صبي عند الاهرامات حين يخاطبه خواجه بكلمة عربية، عندما قال أوباما "السلام عليكم باللغة العربية"، وعندما اشار الى أكثر من آية قرآنية دوت حالة من التصفيق المعبرة عن الشعور الفطري بالنقص، وعندما ارتفعت بقوة دوائر التصفيق تهليلا بإشارة أوباما الى قيم الإسلام في المساواة، والأزهر في التعليم، ونائب الكونجرس المسلم عندما اقسم على المصحف«، وذلك على حد تعبير صحيفة الدستور المصرية نفسها.
لكن الشيء الأصيل في هذا "الشعور الفطري بالنقص" الذي يستمسك من خلاله جمهور أرض الكنانة بكل إشارة استرضائية من إشارات أوباما إلى أمجاد العرب والمسلمين مهما كانت مستهلَـكة وَملوكة هو أن ذلك الشعور يترجم في نفس الوقت، وفي نوع من المفارقة، عجرفة متجذرة في حس ذلك الجمهور نفسه حينما يتعلق الأمر بتموقعه إزاء بقية فضاءات أولئك العرب والمسلمين أنفسهم الذين يتماهى معهم لكن من موقع الصدر، وعلى الخصوص من ذلك فضاء بلاد المغرب. فحينئذ، يشكل خطاب العجرفة وأعراض النرجسية وجها من أوجه التغطية عن الإحساس الفطري بالنقص الذي رسخته العبقرية الفرعونية تاريخيا في وعي ولا وعي رعية المِصَرين. فإذ صفق ذلك الجمهور بحرارة، وصاح في هيستيريا تذكر السامع بسهرات الغناء المشرقي، مفجرا تعابير حبوره وجذله على إثر كل إشاراة رمزية من إشارات الاعتراف بالوجود في حظيرة التاريخ مهما كانت تعميمية من طرف أوباما، من قبيل الإشارة المملة إلى مكانة علوم الحضارة الإسلامية في تاريخ النهضة الأوروبية، فقد أُصيب ذلك الجمهور، على ما يبدو، بإحباط ذريع وخيبة مفاجئة لما تمثل أكثرُ اعترافات الرئيس الأمريكي "بالجميل"، من حيث الطابع الملموس للمرجعية التاريخية المشار إليها، في قوله: »أعلم كذلك أن الإسلام كان دائما جزءا لا يتجزأ من قصة أميركا، حيث كان المغرب هو الدولة الأولى التي اعترفت ببلدي«. فحينئذ أصبح القوم كأصنام خرساء على رؤوسها الطير، يستعجلون من الخطيب جـُملا أخرى تغطى على الجملة المحرجة، وتنسخ ذكرها من ذاكرة الموقف، وذلك بالرغم من أن نسق إيقاع الخطبة قد تميز بوقف استئنافي لمدة لا تقل عن ثانيتين بعد كلمة "ببلدي". وللوقوف على هذا الأمر، يمكن الإنصات إلى تلك الفقرة من خطاب الرئيس، وهي تبدأ من نقطة الدقيقة 8 بالضبط من التسجيل، وذلك عبر الرابط الآتي:
http://thelede.blogs.nytimes.com/2009/06/04/full-video-of-obamas-cairo-speech/
ويمكن قراءة النص الكامل للخطاب عبر الرابط الآتي:
http://www.nytimes.com/2009/06/04/us/politics/04obama.text.html?pagewanted=1&_r=1
نصان ذوا علاقة
- "عاصمة المغرب في جوف الشرق ؟الأوسط؟":
https://orbinah.blog4ever.com/blog/lirarticle-162080-1200882.html
- "المغرب، اليونيسكو .... ومصر":
https://orbinah.blog4ever.com/blog/lirarticle-162080-962550.html
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 349 autres membres