(En arabe + anglais). Genres musicaux (Tashliyt) et changements des cadres socio-temporels et socio-culturels : évolution ou menace de disparition ?
الأنواع الأمازيغية (تاشلحيت خاصة) وتبدّل الأطر الزمكانية والسوسيو-اقتصادية والفكرية.
تطوّر أم إنذار باختفاء
.
1- على إثر ما لاحظت مؤخرا من ظواهر لافتة للانتباه في الحقل الموسيقي المغربي، نشرت يوم 26 غشت 2025 تدوينة طريفة في صفحتي بالفيسبوك بالعربية المغربية الدارجة تقول:
[[واحد السؤال محيّرني
علاش سواسا، صغار وكبار، شيب وشبّان، رجال وعيالات، ما يعياوش على مرّ الفوصول، فالبادية وفالمدينة، من الشطيح والرديح الكوريغرافي اللي كا يستلزم لياقة بدنية عالية وحساب إيقاعي معقد؛ وهوما زعما كا يقلو عليهم بلّى مجتاهدين فالخدمة ومواظبين أكثر على الصلاة؟
اللي ناض على النبوري، وتّـشـهّي ربطة نعناع وكوميرة، كا يصيب عْلي ولّا بْراهم فاتح الحانوت؛ واللي دخل للدار معا العشرة د-الليل وبغى شي حاجة باش يقضي، كا يدوز عند براهيم ولّا حماد ويصيبه باقي فاتح، ويقضي غاراض.
ياك سيدي ربّي عطى للجميع غير 365 يوم، وفي كل يوم غير 24 ساعة؟
يوا، منين كا يجيبو هاذ الناس الوقت اللازم للخدمة والشطيح والصلاة على طول العام؟]]
2- ولقد سبق لي أن تناولت بعض الأنـــــــواع الموسيقية المغربية (أحواش، الروايس، العيطتان الجبلية والسهلية، ميزان هوّارة) إما من الجانب البنـــــــيوي (بنيات الكلمات والألحان والإيققاعات) وإما من جانب طقــــــوس الأداء في إطار المعالجة الإثنــــو-موسيـــقيّـــة؛ وذلك في أعمال تتراوح ما بين المنهــــــج الأكاديمي بالمفاهيم والمصطلحات الموسيقولـــــوجية، وأسلوب التعميــــم التيسيــري الصحفي, سأقتصر هنا على العودة إلى بعض الأوجه الإثنو-موسيقية لتطور موسيقى رقصة أحواش (جهتا سوس والحوز)
3- لعلنا (فرانسوا ديل وأنا شخصيا) كنا قد أشرنا في مقدمة كتابنا حول بنيات عروض كلمات وموسيقى ألحان أحواش والروايس وطقوس أداءات تلك الفنون إلى أن استمـــــرارية وديمـــــومـــــة تلك البنيات وتلك الطقوس مـــــهــــــددة مع الجيل السوسيو-ثقافي الجديد، وذلك بسبب التغيّـــــرات المتسارعة للزمـــــــن والمكـــــان السوسيو-اقتصاديين (من إطار بدوي رعوي/فلاحي في فضاءات مفتوحة محــــــكومٍ بإيــــــقاع الفصـــــول الطبيعيّـــــة إلى إطار حضري صناعي/خدماتي ضيّق ومحكوم بالزمن الإداري). غير أنني لست متأكدا من صحة الورود الفعلي لتلك الإشارة في ذلك الكتاب (Poetic metter and musical forme in Tashlhiyt Berber songs-2008)، لأن الكتاب ليس في متناولي يدي حيث أنا الآن. لكنني متأكد من أن تلك الإشارة قد وردت في النقـــــــــطة-7 من نص مساهمتي سنة 2019 بملتقى اليونيسكو بـ"بوكًوطا" حول "حماية التراث اللامادي" وهي مساهمة بعنوان:
“Institutional Safeguarding of Berber language and culture in Morocco”. By Mohamed Elmedlaoui. (UNESCO 14com’s side event: “Safeguarding intangible heritage”. Bogota, Dec. 10 2019.)
4- غير أن استجداد تطوّرات ميدانية مختلفة ومتكاملة في الموضوع، قد دفعتني اليوم إلى تنــــــسيب تلك الإشارة المذكورة. الذي دفعني بجدية إلى ذلك التنسيب هو ما عرفته منصات التواصل الاجتماعي من اهتمام واحتفال بظاهرة النظام الناشئ في فن نقائض أحواش، الشاب إبراهيم كًونو، في أوساط شباب الجيل الجديد. ظاهرة تعكس في جوهرها بداية تملّك جديد لجيل مختلف لساحة احواش، ساحة أساسي، حسب قواعد الفن (Les règles de l’art) من حيث التمكن من اللغة ومن البلاغة ومن ترميزات "معاني المعنى المباشر". جيل تميّز هذه المرة بحيازة التكوين الجامعي وبالاندماج في الحياة الحضرية دون انقطاع عن ثقافة البادية.
5- من الطبيعي أن تثير ظاهرةٌ مثل ظاهرة النظام الناشئ الجديدِ ردودَ فعلِ الجيل القديم من نظّام اسايس. ففي أوساط جميع الفئات الحرفية، بما في ذلك حرف الفنون، يكون هناك صراعُ أجيال يُمثل فيه الجيلُ القديم "حُرّاس المعبد"، معبدِ الحرص على "قواعد الفن" وعلى حماية الامتيازات المعنوية والمادية للفئة المعنية في الميدان. ولابد لكل "وافد جديد" أن يُمتحن امتحانا عسيرا بإخضاعه لــ"طقوس المرور" إلى أن يُثبت جدارته ويُعترف به إن فرض نفسه. إنه ما يعرف في الفرنسية بــ"Bizutage" (ابحث عن التعريف في الشبكة)، وهو ما وضّحه الأستاذ أحمد عصيد باللغة الأمازيغية للعموم في أحد فيديوهاته (لم أستطع العثور على رابطه في صفحاته المتعددة) يتناول فيه ما حصل للوافد الجديد، النظام الناشئ، إبراهيم كونو، مع نظرائه في نقائض ساحة أسايس.
وهذا الآن رابط نحو نص مساهمتي في ملتقى اليونيسكو-2019 (الشاهد في النقطة-7)
-----------------------------
محمد المدلاوي
https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 360 autres membres