OrBinah

(EN ARABE) 2-De la guerre de Dahès à la guerre de Daèch-2

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur (ARABE(Window). Ou bien, aller dansOUTILS et faire les mêmes démarches.

 

من حروب "داحِس" إلى حروب "داعِش"؛

 

2- الرابط قد يكون من "أمراس كتّان"

 

الحلقة الأولى عبر هاذا الرابط

 

 

تناولت الحلقة الأولى تصنيفا تقريبيا لتقاليد الحروب العربية، تلك التي كانت تسمى قبل الإسلام بـ"أيام العرب" (داحس والغبراء، البسوس، الخ.) والتي تمكـنـت بعد الإسلام - باعتبارها نمطا سوسيو-ثقافيا وسوسيو-اقتصادا في تدبير الفضاء والحياة - من أن تـتـلبس بلبوس الدين الجديد حيث صاغت من بعض مبادئه شعارت لاستمرارها على أساس نفس القيم الجاهلية في تدبير الحياة، تلك القيم التي خُصّصت، مع ذلك، خطبةُ الوداع برُمّتها للتحذير من العودة إليها، ولم تتطرق تلك الخطبة لا إلى أسس العقيدة ولا إلى الشعائر مما عدا الحج نظرا لبعده الاجتماعي.

مناسبة عرض تلك اللمحة التاريخية التقريبية هو ما أثارته فظاعات "الظاهرة" الداعشية في هذه الأيام من تساؤلات حول طبيعة الإسلام الحركي المتطرف الحالي بصفة عامة، والإسلام الجهادي منه بصفة خاصة، في علاقة كل ذلك بالمنظومة الفكرية التقليدية للفكر الإسلامي بصفة إجمالية من حيث هو مدونات أصول، وتفاسير مقاصدية، وفقه تفصيلي (فقه الجهاد على الأخص)، وخطاب عام، بما في ذلك خطاب أدبيات السيرة والسنة وتاريخ الفتوحات.

وفي إطار هذه التساؤلات يقول الباحث، منتصر حمادة، في إحدى إشارته على صفحته الإليكترونية (11 غشت 2014) ما يلي:

[[بعيدا عن خطاب المؤامرة واختزال "الظاهرة الداعشية" في تواطؤ أنظمة عربية أو غربية، علينا الإقرار بوجود مدونة فقهية لدى المسلمين تُـشرعِنُ ما تقوم به عناصر "داعش". دققوا جيدا في بعض مضامين مدونتنا الفقهية، التي تكاد تكون مقدسة عند البعض. فهؤلاء صرحاء في الإعلان عن ذلك، ولا يمارسون علينا التقية. وبالتالي، فإن مواجهة داعش - موازاة مع المواجهة المادية الميدانية - تتطلب مواجهة فكرية، فقهية وعلمية ومعرفية. لدينا تيارات في دول المغرب العربي (المغرب، تونس، ليبيا، الجزائر) تتبنى اليوم الخيار الداعشي، وتحلم بتكرار ذات التجربة في المنطقة. ولدينا العديد من مسلمي أوروبا وحتى أستراليا يحلمون بذلك؛ دون الحديث عن وجود تيارات إسلامية حركية لديها قابلية رهيبة في تقليد الطرح الداعشي، على الأقل في الشق الخاص منه بحلم "دولة الخلافة" وبمقتضيات هذا الحلم، التي تتعارض كليا مع واقع "الدولة الوطنية" ودولة المواطنة]].

وفي إشارة مكملة بنفس الموقع، يضيف الكاتب الباحث ما يلي:

[[في ظرف يوم واحد فقط، اصطدمنا ـ من حيث لا نحتسب ـ بواقعتين صادمتين، أكدتا لنا مجدداً أن "فقه داعش"، لا يهم فقط تنظيم "داعش"، بل يهم أيضاً العديد من التيارات الديانية (الإسلامية الحركية). وهذا متوقع إذا كنا نتحدث عن بعض ـ وليس كل ـ الفاعلين الذين ينهلون مثلاً من مرجعية سلفية وهابية ("علمية") ومن غيرها من المرجعيات. ولهذا نُجدّد التأكيد على أن تنظيم "داعش" يستحق "الاحترام" لعدة أسباب، أقلها أنه صريح مع نفسه ومع الغير، ولا يُمارس التقيّة والازدواجية التي هي أقرب إلى "النفاق". ولكن، أن تصدر ذاتُ العقلية الفقهية عن زملاء باحثين، يرفعون شعار الوسطية والاعتدال، فهو أمر صادم فعلاً (...). تصبحون على خير، في وطن ينخرط بشكل أكثر فاعلية في التصدي لأي فقه يريد "اختطاف الإسلام" من أهله. ولا حول ولا قوة إلا بالله]]

تلك المدونة من أدبيات السيرة ودواوين السنة، وتاريخ الفتوحات، وفقه الجهاد، والدعوة والإفتاء، التي يشير إليها الباحث، لا يمكن اختصارها بأي شكل من الأشكال بسبب ضخامتها وتكراراتها المعنعنة؛ لكن الشبكة المعلوماتية توفر اليوم نافذة لكل من يرغب في اطلاع أولي على نماذج منها، مصوغة صياغة صورية، وبمناهج ما يعرف بالعلوم الشرعية، بما جعل منها في النهاية نصوصا مؤسِّسة في أبوابها (أبواب فقه الجهاد وديار الإسلام والحرب، والدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة حدود الزنى والسرقة والردة، والولاء أو الخروج على الحاكم، الخ.) وليس مجرد أدبيات فردية معزولة.

وبهذا يصعب الاستمرار في الترديد السوريالي المنافق، والانتهازي في كثير من الأحيان، لأسطوانة براءة المسلمين أمام كل ما يحصل باسم الإسلام وباستشهاد من أدبياته وليس باسم أي شيء آخر، من فظاعات تتحدى كل التصورات. فكما كان قد حصل ما بين العراق والشام أيام قصة "التحكيم" عن طريق رفع المصاحف على أسنة الرماح، يتم اليوم اكتسحاح العراق الذي يرفع راية "الله أكبر" من طرف جموع "كواسر" داعش، القادمة من الشام تحت راية "لا إله إلا الله" والتي تزرع الموت في طريقها وتمثل بجثث البشر على صيحات تكبير "الله أكبر".

فمن حق بقية العالمين أن يفهموا شيئا قابلا للفهم . وقابليّة الفهم هذه، رهينة على المديين المتوسط والبعيد ببذل مجهود اجتهادي ومؤسسي جرّيء وطويل الأمد لتجديد مدونة الفكر الإسلامي بمفهومه الواسع على ضوء ما حققته البشرية من تقدم في باب الأخلاق والحقوق ومبادئ وآليات تدبير شأن المدينة في إطارها الكوني الجديد. أما على المدى القريب، فلم يعد بمقدور المؤسسات والشخصيات الدينية ولا المنظمات الرافعة لشعارات الدين أن تستمر في لعبة الصمت والتستر تارة أو المراوغة الانتهازية في الخطاب تارة أخرى. ولعل في ما اتخذه مؤخرا بهذا الصدد كل من شيخ الأزهر بمصر (هــنـا) والمجلس الفرنسي للديانة الإسلامية (انظر هــنـا) دعوة تحدّ إلى بقية المؤسسات والشخصيات المحسوبة على الميدان كي تبرر وجودها في هذه اللحظة التاريخية. وفي هذا الصدد، وبدءا بمستوى الإعلام، فإن من باب الاستمرار في نفس سياسة اللف والتعميّة وطمس حقائق الواقع والتهرب منها ومحاولة "حجب الشمس بالغربال" ما حصل التواطؤ عليه من تلفيظ وتعيم المختزل المبهم "داعش" عوض النطق بتسمية "الدولة الإسلامية بالعراق والشام"، التي ارتضاها أصحابها لحركتهم، والتي تدرج تلك الحركة بوضوح في إطارها الفكري المحرك لها؛ وذلك إلى درجة تدَخـُّل بعض الهيئات الدينية لدى دول مثل فرنسا كي تستعمل هذه الأخيرة مثلا لغز Daech بدل مختزل EIIL الأكثر أمانة وشفافية في اللغة الفرنسية (Etat islamique en Iraq et au Levant). انظر هــنــا.



12/09/2014
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres