OrBinah

(EN ARABE) 4-Innocence des Musulmans, un choc de civilisations?-4

(1) Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis surARABE(Windows)

(2) نافذة التعليقات لا يظهر فيها الحرف العربي بشكله الصحيح بعد إرسال التعليق.

 

"صدام حضارات"، أم صدام أوجه الجهل؟

4- الجانب السياسي لحديث الإفك الجديد

القسم الأول عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-9537170-_en_arabe__1_innocence_des_musulman__un_choc_de_ci.html

تناول النص السابق الجانب السيكو-اجتماعي لحادثة  "حديث الإفك" الجديد، المتمثلة في شريط "براءة المسلمين". حيث ربط النص بين ردود فعل السلوك الجاهلي (بالمفهوم الذي تم بيانه في النص-2) وبين آليات تسخير نظرية "رد الفعل المنعكس الشرطي" التي صاغها العالم الروسي بافلوف في تطبيقها على المستوى الجمعي. وقد بين النص أن سلسة "حوادث الإفك"، وما تستبعه كل مرة من ردود أفعال الغضبات الجماعية، قد أصبحت براديغما وخطاطة مطردة الآلية، أضحى بالإمكان تسخيرها سياسيا على يد كل الأطراف الداخلية والخارجية، وفي كل الاتجاهات في باب التدخل السياسي على المستوى السيكو-اجتماعي. وهذا يعني أن للحادثة الأخيرة وجهَها السياسي، إضافة إلى وجهيها الأخلاقي (أخلاق الجاهلية) والسيكو-اجتماعي (الصدور الجماعي عن ردرد فعل سيكولوجية).

وبما أن الإعلام، بمختلف وسائله وأساليبه ومنابره، هو الذي يصنع "الحدث"، فإنه لم تُدرس لحد الآن مختلف الظرفيات الجيو-سياسية (العالمية، والإقليمية، والقطرية) التي تحولت في ظلها بعض الوقائع المغمورة بعينها (نشر رواية، نشر رسم، إنتاج شريط، سلوك تجديفي معين، الإدلاء بتصريح معين) في خضم ما لا يحصى من الوقائع، فأصبحت حدثا إعلاميا عالميا. لكن، إذا ما تم اختزال الأمور اختزالا لضيق الحيز، تكفي الإشارة إلى أن هذا "الحدث العظيم" الأخير، الذي كانت واقعيته الحدثانية، على مستوى حجمه الحقيقي العادي، تعود إلى نهاية ربيع 2012، حدث قد اختير له شهرُ سبتمبر بالضبط بعد اشهر من حصوله، ليروج بعد ذلك إعلاميا كحدث الساعة؛ وذلك بعد أن تم وضع لقطات منه على نوافذ اليوتوب من طرف المصري القبطي المسمى ألبير صابر الذي تم إيقافه، وبُثت منه مقتطفات على يد مصري آخر، الشيخ خالد عبد الله، في حوار دعوي له على الهواء بقناة فضائية "الناس"، والذي لم يمسه سوء (انظر كرونولوجيا صنع هذا الحدث في العدد الخاص من "التجديد"؛ 6 أكتوبر 2012؛ ص8).

أما ردّة الفعل الغضبية المنتظرة، فقد أوريد لها بذلك التوقيت أن توافق ذكرى الحادي عشر من سبتمبر (ذكرى التخريب الجهادي لبرجي مانهاتان سنة 2001)؛ وذلك قصد إعطاء رد الفعل الدلالات المتوخاة. ثم إن سيميولوجيا تعليب الحدث (embalage) وتسويقه لدى الطرف المستهدف بالتسخير، قد تم بشكل يجمع ما بين كوكتيل خمسة عناصر مثيرة مناسبة (بالمفهوم السيكولوجي البافلوفي لمصطلح "مثير" stimulus)؛ فناك عنصر رموز الهوية وعنصر الجنس، ثم هناك ثلاثة عناصر تم تشفيرها في رسم بروفيل هوية صاحب الشريط (شخص أمريكي-أسرائيلي أو أمريكي-قبطي).

وزيادة على ظرفية ذكرى الحادي عشر من سبتمبر، هناك أيضا الظرفية الجهوية العامة المتمثلة في تولي التيارات الإسلامية السلطة في المنطقة المعنية بناء على شعارات أيديولوجية تتمحور أساسا حول العناصر الخمسة السابقة، وما استتبع ذلك من مواجهة تلك التيارات لمصاعب اقتصادية واجتماعية وسياسية داخلية ملموسة، تلك المصاعب الداخلية التي تحاول تلك التيارات صرف النظر عنها، في نفس الوقت الذي تحاول فيه، على الصعيد الخارجي، إثبات أهليتها للتعامل الدولي في باب التعامل الاقتصادي لمواجهة تلك المتاعب، مع ما يشكله كل ذلك في النهاية من معادلات متناقضة. وفي هذا التناقض بالضبط يكمن سر التقاء النقيضين في تسخير أسلوب الإثارة السيكولوجية لأهداف مختلفة. فإذ كانت الواقعة المغمورة خارجية من حيث مصدرها، فإن من اعطاها بعدها الإعلامي وعبأ لها الجموع طرف داخلي (البث على الهواء؛ ودعوة أو مباركة الحزبين الحاكمين في مصر وفي تونس إلى التظاهر "السلمي").

أما رد الفعل النهائي فيعرفه الجميع (اقتحام وإحراق السفارة الأمريكية في القاهرة، وقتل السفير الأمريكي في ليبيا، وعشرات القتلى ما بين باكستان وشمال أفريقيا). وأما النتيجة السياسية لرد الفعل، التي كان يتوخاها كل من الطرفين النقيضين المسخـِّرين المحتملين للواقعة، فهي نتيجة لم تكن إلا في اتجاه واحد، ألا وهو الحسم لصالح الطرف الخارجي؛ وقد تمثل ذلك في النسخ الإعلامي المباشر وعلى التو لموضوع الحدث، الذي تحول في الحين بحكم منطق الأهمية الموضوعية للأمور، من ذلك المثير العابر والغابر (شريط تافه رديء من بين آلاف أوجه التفاهات اليومية على وجه الأرض) إلى موضوع إشهاد العالمِين على ما أسفر عنه سلوك القوم من تدمير وقتل عشوائي وفساد في الأرض.

أما نتيجة النتيجية، فهي ما عبر عنه الكاتب، أحمد فال المومن، بقوله:

 [وكأنه أريد للمسلمين أن يثبتوا بالدليل الدامغ أن كل الاتهامات والصور النمطية التي ألصقت بهم هي صور وأحكام حقيقية. ... إن ما جرى في بنغازي من هجوم على القنصلية الأمريكية، وقتل للسفير الأمريكي في ليبيا، وما سبقه من أحداث في القاهرة، لهو اعتراف وبشكل جلي بأن العرب والمسلمين ينساقون بسرعة وراء كل الاستفزازات التي يحاول الغرب "الكافر" أن يبتدعها؛ وعوض التفكير في طريقة رصينة لمواجهتها، يرد المسلمون على من يتهمهم بالتعطش لسفك الدماء، بسفكها].

 

وقد ثبت بفضل هذا كل ما كان يراد إثباته بالنسبة لمن كان يريد أن يثبت شيئا ما في حق "الوافدين الجدد"؛ كما أن من كان يتردد، ويريد أن يختبر هؤلاء "الوافدين الجدد" ببالون اختبار (خصوصا بعد التجربة الليبية) ، فـقـد استخلص النتيجة بفضل بالون "براءة المسلمين". وقد انعكس كل من ذلك الإثبات وذلك الاستخلاص، مباشرة بعد ذلك، من خلال الحضور الباهت والمتواري (عدم احتفال الرئيس الأمريكس أوباما صاحب خطاب القاهرة بأول رئيس دولة عربية منتخب (محمود مرسي) في أول زيارة له لأمريكا) ومن خلال الخطابات الدفاعية لممثلي رموز "الوافدين الجدد" في دورة الأمم المتحدة، مقارنةً لتلك الخطابات الدفاعية المتباكية لكل من مرسي، ونجاد، وعباس مثاا، بالخطاب الهجومي المهتبل للفرصة عند ناتانياهو وهو يلوّح أمام الأمم، كمعلم في فصل، بـ"قنبلة الوافدين الجدد" المستترة، حسب منطق خطابه، تحت عباءة "الديموقراطية الخضراء" في إشارة إلى "الديموقراطية الحمراء" التي لم يفت ناتانياهو، في حديثه عن إجراءات "الردع" الأممي، أن ينبه الأمم، في مرافعته، إلى حدود حماقاتها، والمتمثلة في قيمة "الحياة" في تلك "الديموقراطية الجمعية"، بالمقارنة مع أيديولوجية "الديموقراطية الخصراء" التي تُـتـفـّـه الحياة.

ومن خلال تتبع جوهر ما غلب على تعامل الصحافة المغربية مع تطور الأمور، وبقطع النظر عن مواقف بعض محترفي الإلهاب الصحفي وبعض محترفي "رياضة الشارع"، يبدو أن المغاربة، وفي مقدمتهم التيارات الإسلامية هذه المرة، قد تميزوا بالإجماع على إدراك طبيعة رهانات مثل هذه الوقائع (انظر مثلا الملف الذي خصصه العدد الخاص من يومية "التجديد"، 6 أكتوبر 2012، لواقعة "براءة المسلمين"). وهذه مقتطفات من الكتابات والتصريحات الصجفية في هذا الباب:

ففي باب ما ما يترجمه رد فعل الجموع من جهل وغباء ومن جاهلية، قال المختار لغزيوي:

[[...  "لكن غباء المسلمين الإرهابيين غير مسار النقاش من إدانة الفيلم الأمريكي المتطرف إلى إدانة الاغتيال البشع وغير المقبول وغير المبرر للسفير الأمريكي"]] (الأحداث المغربية 14 سبتمبر 2012؛ص 24)

أما في ما يتعلق بالجانب السياسي فيقول عبد العالي حامي الدين ما يلي:

[[وهنا بدأ البعض يطرح بعض الأسئلة عن مسؤولية بعض الأنظمة العربية عن تأجيج الغضب الشعبي ... وهو ما يدفع الأنظمة الغربية ومعها الرأي العام الغربي إلى تفضيل التعايش مع أنظمة سلطوية ومدها بسبل الحياة، وتأجيل مطلب التحول الديموقراطي في المنطقة ... وهو ما يفرض على الإسلاميين أنفسهم أن يتكيفوا مع المرحلة الجديدة]] (أخبار اليوم؛ ع:1433؛ 16 سبتمبر 2012)

[[ويبدو لي بأن ردود الفعل ... لم تكن لها سوى ردود فعل عكسية. ... فالصورة التي ظلت راسخة في الضمير الجمعي الغربي هي أن العالم الإسلامي رافض لحرية التعبير، ويعبر عن ذلك بطريقة عنيفة سقط على إثرها أكثر من 16 قتيلا مسلما أمام السفارات الغربية ...  بينما قتل السفير الأمريكي ... . وقد كان من الممكن ألا ينتبه أحد لفيلم تافه يحمل رسالة استفزازية؛ لكن قامت إحدى القنوات "الإسلامية" المصرية بلفت الانتباه إليه، وعملت على نشر فقرات منه. ... ومع ذلك يحق لنا في المغرب أن نفتخر بردود الفعل المغربية، رسمية وشعبية ... التي عبرت عن غضبها بطريقة سلمية]] ("أخبار اليوم"؛ 26 سبتمبر 2012)

 

ويمكن الرجوع إلى العدد الخاص الذي خصصته يومية "التجديد" (6 أكتوبر 2012) للاطلاع على مزيد من تصريحات كثير من أطياف الحركات الإسلامية المغربية، التي تعكس تصورا لرهانات واقعة "براءة المسلمين" مخالفا لتصورات ومواقف حركات أخرى تراوحت ما بين إحراق السفارات، وقتل السفراء، وموت المتظاهرين، ودعوة مسؤولين حكوميين (الوزير الباكستاني صاحب الهبة المالية) ودعاة فضائيين (مستجوب قناة الجزيرة-مباشر) الجمهور وتحريضه على قتل صاحب شريط "براءة المسلمين" على يد كل من يستطيع ذلك من المتحمسين للشهادة أو للهبة أو لهما معا، على طريقة فتوى الخميني التي قرنت بهبة،  أو اغتيال "المجاهد" المغربي للفنان المشاغب فان-غوغ الهولندي، صاحب فيلم "الخضوع"، الذي لم يتناول سوى وضعية المرأة المشرقية من زاوية نظر معينة، وبأسلوب فني معين، بعيدا عن الأنبياء والمرسلين.

   



11/10/2012
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres