OrBinah

(EN ARABE) 9-Du système de l'enseignement au Maroc-9

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

منظومة التربية والتعليم إلى أين؟

10-التوحّد والانطوائية على المستوى الجمعي 

القسم الأول عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-8860253-_en_arabe__1_du_systeme_de_l_enseignement_au_maroc.html

هناك علم للإنسو-لوجيا (Anthropologie) يبحث في بنيات الثقاقات والذهنيات وفي آليات اشتغالها؛ كما أن هناك علمَ نفس اجتماعي (Psychologie sociale) يبحث في تشكل تمثلات الجماعا المهيكلة وردود أفعالها تجاه مستجدات المحيط؛ كما أن هناك أخيرا علم حركية المجموعات (Dynamique des groupes)، أي المجموعات الطارئة غير المهيكلة عضويا (groupes conjoncturels) الذي يبحث في ميكانيسمات وآليات سلوك هذا الصنف من الاجتماع وفي تشكيل تمثلاتها بشكل مغايرٍ نوعيا لمجرد حاصلِ مجموعِ سلوكات وتمثلات الأفراد المكونين للمجموعة الظرفية المعينة (مثلا تمثلات وسلوك مجموعة مسافربن أفاقين في انتظار حافلة أو قطار أو طائرة تأخرت كثيرا عن موعدها).

بما أن الأمر كذلك، فإن للسائل غير العارف في الميدان أن يتساءل عما إذا لم يكن هناك مقابل لبعض الاختلالات على مستوى الجماعة، مما لا يُعالـج لحد الآن، فيما يبدو لغير العارف دائما، إلا على مستوى الأفراد في إطار مختلف فروع علم النفس. وليكن ذلك الاختلال موضوع التساول مثلا هو ما يطلق عليه عند بعض الأفراد "الانطوائية" أو "التوحّد" (Autisme) في علم النفس العصبي.

والانطوائية بهذا المفهوم السيكولوجي وهو اختلال في النمو الذهني للفرد، فيما يتعلق بملكة التفاعل مع المحيط الاجتماعي والتواصل مع ذلك المحيط، ذلك التفاعل وذلك التواصل اللذين يتخذان عند الفرد المصاب شكلا غير عادي بالقياس إلى معطيات مقتضيات المحيطين الطبيعي والاجتماعي. وتطبع كل ذلك عند الفرد المصاب أعراض تتمثل في سلوكيات محصورة العدد وشديدة التكرار. هذا الاختلال التفاعلي والتواصلي يترتب عنه انفصام تام عن الواقع الطبيعي والاجتماعي، يلاحظه أولياء الصغير المصاب منذ السنوات الأولى إذا كان لهم المستوى المعرفي المطلوب، فيتوجهون بالمصاب إلى مؤسسات رعاية أصحاب هذه الحالة المرضية. ومن مظاهر ذلك الانفصام التواصلي مع الواقع تشبُّثُ الفرد الانطوائي مثلا ببرنامجه الشخصي مهما كانت الظروف والمعطيات، فيرفض مثلا تحويل ااتجاه السير إذا ما كان هناك اكتظاظ، او يرفض تغيير البرنامج اليومي إذا ما حدث طارئ قاهر، أو يعجز عن إدراك جوهر قواعد الانضباط فيكتفي بترديد الألفاظ الدالة عليها، أو ينزوي مثلا في الغرفة مع بعض الأغراض المرافقة ويرفض اللعب مع الآخرين والتعامل معهم، الى آخر ما هناك من أوجه ما يسميه العموم بـ"الانانية" والاستغناء التام عن الآخرين، والاصطدام المستمر معهم في التعامل معهم وفي شأن التدبير المشترك للتعامل مع المحيط العام.

من بين المبررات الكثيرة للتساؤل عما إذا لم يكن هناك وجه جماعي لما أصبح يعرف بـ"الانطوائية" أو "التوحد" هو ما يشاهده المرء من حين لآخر في إحدى القنوات المغربية مما يسمى بـ"التعليم المدرسي"؛ ويصدق الأمر على الأخص بدروس اللغة العربية.

أتذكر بهذا الصدد أنني كنت قد تابعت مساء يوم 04 نوفمبر 2010 درسا من دروس اللغة العربية في باب "الحال"، الذي قال عنه ابن مالك قبل سُبحة من القرون في ألفيته الأزلية:

 [الحالُ وصفٌ فضلةٌ منتصبُ =  مُفهِمُ في حالٍ كــ"فردا أذهبُ"]. 

وكان الدرس درسا موجها لأحد مستويات التعليم الإعدادي. وقد شرع الأستاذ، على غرار ابن مالك، مع فارق استعماله للباوبوانت في الحاسوب، بإعطاء تعريف صوري جامع (قوله: "وصفٌ")، ومانع (قوله: "فضلةٌ، منتصبٌ، ومُفهِم في حالٍ") لمقولة "الحال" في باب مكوانات التركيبية للجملية في اللغة العربية؛ ثم انتقل إلى إيراد الأمثلة، قبل صياغة القاعد ووضع أسئلة قياس الاستيعاب.

ومن الأمثلة التي أوردها الأستاذ في "ديابوهات برنامج "الباوربوانت" كنماذج للجمل المشتملة في تركيبها على مكوّن "الحال" الآية القرآنية {أيحبُّ أحدكمُ أن يأكل لحمَ أخيه ميتاً}.

ولكي يبين معنى "الفضلة" (في مقابل "العُمدة") الواردة في تعريف مقولة "الحال"، اختار الأستاذ آية أخرى كمثال، ألا وهي {فألقى السحرةُ سُجّدا}؛ ثم علق شارحا ذلك بقوله بأن مجرد قولنا: "ألقى السحَرَةُ" يعتبر جملة مفيدة بالرغم من إسقاط كلمة "سُجّداً"، التي هي عبارة عن فضلة في الكلام؛ وبذلك يصحّ مثلا، حسب قول الأستاذ دائما، أن يقال: "كيف ألقى السحرةُ؟"، ليكون الجواب على ذلك هو: "ألقى السحرةُ سُجّدا".

لا شك أنه إذا اقترح فضولي على ذلك الأستاذ، الذي يمثل مؤسسة جمعية (مؤسسة التربية) جملةٌ مثل "أقبل التلميذ مسرورا" أو "طلعت الشمس ساطعة" لتكون منطلقا للتمثيل لـمقولة "الحال"، وذلك انطلاقا من نص مختار قصير مشوق بدل آية {وألقى السحرة سجدا}، فإن ذلك الأستاذ سيتهم ذلك الفضولي بمحاربة العربية ومناهضة الثوابت، لأن ذلك القبيل من الأمثلة من الثوابت القارة.

ويذكّرني ذلك القبيل من الأمثلة في باب تلقين العربية بدروسي الأولى في الابتدائي قبل ما يزيد عن نصف قرن في مادة "الدين" التي أصبحت اليوم تسمى "التربية الاسلامية". فبعد دروس "الطهارة" (طهارة الحدَث وطهارة الخبَث)، ثم "الصلاة"، جاء دور "الزكاة". وإذ نشأت في وسط يُعدّ فيه الجمَـل والناقة من الحيوانات النادرة، فقد هالني ما تعيّن عليّ حينئذ أن أحفظه عن ظهر قلب وأنا ابن ما دون العاشرة في ما يتعلق بقانون التشريع في باب الزكاة التي هي وجه من أوجه تدبير الخيرات وذلك بدءا بـ"زكاة الإبل" التي لا حضور لها في الوسط، تلك الزكاة التي يتراوح مقدارها، حسب عدد الأبل الافتراضية الممتلكة، من شاة واحدة إلى أربع شياه، ثم إلى "بنت مخاض" من الإبل، ثم "بنت لبون"، ثم "حقّة"، ثم "جَذعة"، مع تحديد تعريف كل فئة من حيث العمر والحمل والإرضاع، الخ.

كان ذلك وما يزال (كما خبره جيل أبنائي بعد أربعين سنة) هو المدخل إلى التنشئة الدينية التي كانت وجها من أوجه التربية الوطنية بما أنه يفترض فيها أن تلقن أوليات تدبير خيرات المحتمع؛ كما كان ذلك القبيل من الأمثلة التي سبق سوقها أعلاه، وما يزال، هو المدخل لاكتساب اللغة العربية وامتلاك ناصيتها.

أفليس كل هذا وجها من أوجه التوحّد والانطوائية على المستوى الجمعي (Autisme collectif)، إذا ما أخِذت العلاقة  بالمحيطين، البشري والطبيعي، وتبدل أحوالهما منذ قرون بعين الاعتبار؟

هذا مجرد تساؤل غير العارف في ميدان العلوم المشار إليها أعلاه والتي لها أصحابها المتخصصون فيها وفي فروعها. لكن الأكيد أن هذه العينة من عينات التعامل مع الواقع  بشكل جمعي مؤسسي أمر منبئ عن وجود اختلال ذهني يتجاوز مستوى الأفراد، ولست مؤهلا لتحديد طبيعته بشكل صوري ولا الكيفية التي يفعل بها فعله على المستوى الجمعي.

   



31/05/2012
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 345 autres membres