(EN ARABE) 3-Autobiographie de M. El-Omari (mise au point de l'auteur))
بعث الأستاذ محمد العمري إلى زميله محمد المدلاوي الرسالة الآتية كـ"بيان حقيقة"، وذلك ردّ ا على قراءة هذا الأخير للسيرة الذاتية للأول، المثبتة بنفس هذه المدونة تحت الرابط الآتي:
=======================
توصلت بتعليق على سيرتي الذاتية
(زمن الطلبة والعسكر من حلقتين من إنجاز الصديق محمد المدلاوي
وقد وردت في الحلقة الثانية منه
ألفاظ غير ودية اقتضت البيان التالي [تقديمه، ثم عنوانه ونصّه]
محمد العمري
[تقديم]
الصديق الكريم الأستاذ محمد
المدلاوي حفظه الله
قرأت الجزء الثاني من تعليقك
على سيرتي الذاتية يوم 23 /05/ 2012
أي في اليوم الثالي للقائنا
بالرباط. وقد صُدمت بما جاء فيه من كلام لا يليق بمقامكم: ما نسبتموه إلى أصدقائكم
(العمري والعاطفي...) في غير سياق ولا ضرورة.
وقد كتبت ُفي الحين تعليقا على
ذلك الكلام، ثم فكرت في تركه إلى أن تهدأ النفس لمراجعته أو الاستغناء عنه، وسافرت
إلى بني ملال، وقضيت وقتا طيبا في غابات الأطلس.
وعدت إلى المحدية بذهن أصفى من
الماء الزلال، فأعدت قراءة ما كتبتَ وما كتبتُ، فوجدتها توأمين، وافق شن طبقه: صفر
لمثله. فقرر ألا أخفي عنك شيئا من سريرتي يخصك. فأنا هكذا، لا أستطيع أن أقول عن الناس
شيئا وأقابلهم بغيره. وقد تخلصتُ من خمسين بالمائة من ألم تلك الطعنة بالكتابة،
وبعد دقائق قليلة سأتخلص من الخمسين بالمائة الباقية بالضغط على زر "envoyer "
إذا بدا لكم أن ما جاء في
مقالكم عادل ويستحق البقاء، فسيكون من العدل إزاء القارئ أن تنشروا هذا التعليق
معه بدون تغيير، فهو كبيان حقيقة.
إني أظلم ثم لا أعف. والبادئ
أظلم
تحياتي
محمد العمري
السيرة
الذاتية
بين
الحقيقة الكاملة والمآرب الخفيه
الصديق الكريم الأستاذ محمد المدلاوي
طاب يومك
قرأتُ بالأمس (23/05/2012)
الجزء الثاني من تعليقك على الفصل الأول من سيرتي الذاتية: زمن الطلبة والعسكر.
فأدهشني أمران: المنطق الذي كتب به، والحالة السيكولوجية المتحكمة فيه، المتخفية
وراء حروفه. جعلتم قولَ الحقيقة مدخلا لكلاكم، فادعيتم أنني لم أقل كل الحقيقة في
حالات معينة، ثم اتخذتم هذا الادعاء ذريعة لكلام لا يليق بمن في مقامكم (تمساحت
وتشكامت).
ورغم أنني لم أعتد
الرد على من ينتقد أعمالي نقدا موضوعيا، أو حتى مغرضا، فقد رأيت من سوء الطوية ألا
أصارحك ـــ باعتبارك صديقا ــــ بما دار في نفسي بصدد تعليقك. فأقول "لكل غرض
مفيد"، كما يقول الإداريون:
1ـــ السيرة الذاتية عملٌ مركب: يقع بين الرواية والتاريخ؛ على مواقع من محور طويل قربا وبعدا من هذا القطب أو ذاك، هناك سير أقرب إلى التاريخ، وسير أقرب إلى الرواية، وسيرٌ في منطقة التأرجح بينهما. (وقد بينا هذا الأمر في كتابنا البلاغة الجديدة بين التخييل والتداول، في مبحث بعنوان: بلاغة السيرة الذاتية).
وزمن الطلبة والعسكر أقربُ إلى التاريخ من جهة، وإلى الرواية من جهة ثانية: أقرب إلى التاريخ من جهة الزمن والمكان والأحداث والأشخاص، ويقوي ذلك أنها مروية بضمير المتكلم. فهذه كلها معطيات واقعية مائة في المائة. وأقرب إلى الرواية، وأدْخَل في جنسها، من حيث الاختيارُ والتنسيق والتحلية. الاختيار من الأحداث والأشخاص، وتنسيقها بشكل يجعلها منسجمة حجاجيا، ومشوقة للقارئ، ومحلاة بالاستعارة والسخرية والتوازن الصوتي...الخ.
زمن الطلبة
والعسكر تبتدئ من اللحظة التي وقفت عندها أشواق درعية، أي من نهاية المرحلة الثانوية،
أي من الرحيل إلى مراكش من أجل اجتياز الباكلوريا. ولكن انسجام العمل فنيا (فهم ما
سيقع وتفسيره وتقييمه) فرض على المؤلف اختيار لقطة مركزة من حياة المعهد، لقطة
تفسر مسار التلاميذ القادمين منه حين وصولهم إلى الضفة الشمالية. إذن هذه اللحظة
فاعلة في تفسير بناء السيرة أساسا، أما ملازِمات المحافظة وعواقبها في سوس فمبحث
آخر. وقد كانت هذه اللقطة كافية لكل القراء، حتى الذين لا يعرفون شيئا عن المعهد
والمنطقة: أي أنها كافية فنيا. ولذلك فما تقترح أنت إضافته تشغيبٌ فني وادعاء لا
يقوم على أساس، بدليل أنك لم تستطع أن تقول ما هو. والعمل الفني يُفسَّر من داخله،
من انسجامه. وقد اعتبر أحد المُحللين، من الفلاسفة، الحديثَ عن الصفوف العرضية
والطولية في المعد كافيا، لأنه كناية عن إلغاء الفرد، وجَــزَم بأن اخراجها
سينمائيا سيكون كبير الدلالة. لهذا:
2أــ لا أعلم عن
أي شيء تتحدثون! حين اعتبرتم أنني لم أقل كل الحقيقة في مسألة انفجار المحافظين من
طلبة المعهد بعد الانتقال إلى فضاء فاس. والذي لم أتحدث عنه، في نظركم، هو ما
سميتموه: "قيام الليل"! هذه أمور لا تدخل في بناء السيرة. بل أكرر أنني
لا أعلم عن أي شيء تتحدثون! أفصحوا ووثقوا كلامكم لكي يتبين أنني أعلم شيئا
وأخفيه، أو أعجز عن الربط بين الوقائع. لا أدري عن ماذا تتحثون! هذه الألغاز غير
مفيدة في التخاطب العلمي، بل هي ضارة حين تبنى عليها مواقف وتقييمات للآخرين.
2ب ــ لنعُدْ الآن إلى المبدأ في قول الحقيقة (خارج المحاكمات)، وفي المجال الفني بالتحديد: حين نُطالبُ بقول الحقيقة، لا نعني بحال من الأحوال أن يقول المرءُ ما ليس له به علم. المطلوب هو ألا يخفي جزءا من القضية التي يعرضها مُدعيا بسوء نية أنها وقعت على غير الوجه الحقيقي. فهل لديكم دليل على أنني كنت أعلم بوجود شخص اسمه الوالي مصطفى السيد، وأنني أعلم أنه قدم مشروعا في قضية الصحراء؟ البينة على المدعي واليمين على من أنكر! لن أنتظر تقديمك لبينة لأنك لا تملكها، ولكني سأتطوع لك بالقَسَم أني لا أعلم ذلك. وغير هذا لا دواء عندي.
أعود وأتساءل: كيف تريد مني أن أذكر شيئا لا علم لي به؟! ولا يقدم ولا يؤخر في بناء السيرة..؟
لا يحتاج القارئ
إلى أن يقضي أربعين سنة في تحليل الخطاب، والانشغال بسيكولوجية التمثلات وتوارد
الأفكار والألفاظ ليدرك الحالة النفسية الكامنة وراء هذه القراءة والأغراض
المتوخاة من إيرادها. وهذا ما سيتكشف أكثر في المثالي/الثالث.
3ـــ عبتم علي (وهذا مربط الفرس، وبيت القصيد، والغرض المتوخى) عدمَ الحديث عما يروج عند جمهور الطلبة عن زملائهم الذين يقومون بأنشطة إعلامية وثقافية، ويساهمون في تسيير المؤسسة كرؤساء فرق وحراس داخلية...الخ. وأنا من هؤلاء.. وهذا جزء مما أملته عليكم حالتكم وهدفكم:
"كان عموم الجمهور
الطلابي ينظر إلى هيئة الإدارة كجهاز مخزني، وينظر إلى كل من تحمّل معها من
الطلبة مسؤولية من مسؤوليات حفظ النظام (رئاسة فرقة من بين 32 فرقة، ) أو حتى
التنشيط الثقافي (الإذاعة المدرسية، المجلة، تنظيم الحفلات، الخ.) كمجرد ذيل من الأذيال ("مسّاح" أو "شكـّام =
بيّاع") وذلك بشكل منهجي وإطلاقي. ..... وشعرت في الحين بدعوة
رسمية إلى وظيفة موازية قد تضمن لي الحماية وربما حتى بعض المكاسب، أنا الذي
جبلت على ألا انتظم في عشائر "منين نتا" سواء في تاليوين، أم في
تارودانت، أم في فاس وما بعدها؛ إلا أنني اصطدمت للتو ببعد آخر من أبعاد
سيكولوجيتي، كراهية المساومة في الضمير".
أتساءل بكل صدق وجرح وخيبة: كيف وجدتم في أنفسكم ــــ خارج الموضوع والسياق ــــ حالة سيكولوجية مناسبة لتشغيل هذا المعجم القدحي النتن...الخ("كلامُ أدخل في المعيور أو المعيار البلدي").
وهنا لا أستطيع أكتفي بالقول بأن هذا الكلام خارج عن بنية السيرة ومسارها (كما في الحالتين السابقتين)، خصوصا وقد تحدثنا عن المعهد ورجاله في الجزء الأول من السيرة. كما لا أستطيع أن أقول لك أنني لا أعلم موقف زملائي التلاميذ مني لأني أعيش بينهم، وأتلقى ردود فعلهم، خاصة في السنة الأخيرة التي كُلفتُ فيها بتسيير أحد أجنحة سكنى التلاميذ باعتباري "حارس داخلية"، كما هم حراس الداخليات من التلاميذ في جميع الداخليات. كان سكوتي هنا، وفي أشواق درعية، عن صورتي عند زملائي تواضعا مني. أما وقد ألزمتني بذلك فسأذكره لك وحدك، فأنا لا أحب التباهي بنعم الله علي. أتعوذ بالله من الغرور والادعاء وأقول مكرها:
كنتُ، على الدوام، محلَّ محبةٍ وتقدير من طرف زملائي التلاميذ: في القسم والساحة، وفي السكنى ومحل النوم. جماعةٌ خيرة مختارة منهم هي التي انتخبتني رئيسا للجنة الثقافية بعد أن اختارهم أساتذتهم لتفوقهم. اختاروني رغما عن موقف الإدارة، وضدا فيها، بعد أن كنتُ مطرودا من قِبلها عشرين يوما أتسكع في شوارع تارودانت. وقد شكرتهم في أشواق درعية، كما شكرت الأساتذة الذين ظلوا على الدوام يتشفعون لي، وينقذونني من قبضتها الظالمة: من السي البشير (ابن قريتك المنابهة) الذي أعادنا نحن أبناء ورزازات بعد أن طردنا حارس المعهد بتاليوين، (والقصة موصوفة في أشواق درعية)، إلى السي عبد الحميد (أستاذ التاريخ المشهور)، والمراكشي (أستاذ الرياضيات) اللذين أنقذاني حين طردني مدير المعهد بتارودانت وحارسه العام، غفر الله له.
هل تعرف، يا صديقي الذي أصبح يصنع لي وجها آخر غريبا عني، لماذا اختارني زملائي التلاميذ؟ وتمسك بي أساتذتي رغم حدة طبعي، ونزواتي الكثير؟ هل تعلم لماذا؟
أختاروني لأني على ضد كل ما وقر في ذهنك. سأضعُ قناع التواضع وأذكر لك السبب. اختاروني لأنني كنت متفوقا طوالَ مساري الدراسي، كنت أحصل على "التهاني" باستمرار، وأحصل على الجوائز باستمرار. ربما هذا شيء لا تعرفه لأننا لم نلتق مرة واحدة في القسم مع الأسف. أو ربما كنتَ تعرفه ولم تكن ترتاح له...الله أعلم..
ولهذ السبب رشحني الأستاذ وجاج، ذكره الله بخير، لإلقاء أول محاضرة يلقيها تلميذ في المعهد ـــ حسب علمي ــــ رغم ما كان بيني وبين المدير من جفاء جعله يأمر بإقامة الصلاة قبل نهايتها...
ولذلك وزيادة سيختارني زملائي الأساتذة في اللجن العلمية والمجالس الداخلية ولجن التحكيم والخبرة في جميع المؤسسات التي عملت فيها، أو تعاونت معها عن بعد، ولذلك أيضا سيختارني زملائي لإدارة مجلة دراسات، وكلهم خبرة وعلم وكفاءة.
الأساتذة والتلاميذ هم حماي الذي احتميت به من بطش الإدارة طوال مساري التعليمي في الثانوي.. والأساتذة والتلاميذ، ثم الطلبة، هم سلاحي الذي استقويت به على الإدارة والمخزن طوال حياتي الوظيفية...
أليس عيبا أن تأتي أنت الصديق، في نهاية هذا المطاف الذي تعرفه، وتقول: تمساحت وتشكامت ... كبرت كلمة تفوهتَ بها، غفر الله لك. إن الشمس لا تغطى بالغربال... وإخفاؤها لا يكفي لطلوع شموس أخرى.
إلى جانب هذه الهبة الإلهية (هبة العقل والذاكرة)، اختارني كل أولئك، وما زالوا يختارونني إلى اليوم، ويكرمونني في كل المنتديات بسبب ثانٍ، هو نزاهتي في تقييم أعمال الناس، واستقامتي وثباتي على الحق، وتضحيتي من أجل الصالح العام. هذه هي صفاتي عضوا في المجالس العلمية، ولجن الخبرة.
الأجدر بك، ياسيدي محمد المدلاوي، أن تفتخر بصديقك الذي يُضرب به المثل في النزاهة والصرامة، والثبات على الحق، وقمع المبطلين، ووخز الغافلين عن الحق. هذه هي صفاتي التي اعتقدت أنك وجدت فيَ بعضَها حين اعتبرتني صديقا. هل كنت واهما؟! أنا محتفظ، ومعتز، بكل ما حليتك به من صفات، وغير نادم أبدا على أنني دفعتُ بقوة وإصرار كل الشبهات التي حاول البعض إلصاقها بك، وهي أغلظ كثيرا مما نسبته إلي.
وقد سمعتُ أخيرا ما أخجل تواضعي من ثناء حيث قيل عني، في إحدى الندوات: العدو رقم واحد للأصولية والمخزن، وهي مفخرة لا أدعيها. وسمعتُ قبلَها في عز الصراع أنني فوضوي أرفض الإدارة مبدئيا، وسمعت من قال إنني رجل صدامي أعرقل الحلول التفاوضية مع الإدارة...وسمعت من موتورين أنني نكرة، ولا أستحق الرد... كل هذا سمعته وقبلته... ولكني لم أسمع ـــ من الأعداء ـــ من قال إنني من المساحين أو الشكامين... أعوذ بالله من مثل هذا الكلام... لكي يكون لك "ضمير" لا تساوم عليه لست في حاجة للطعن في ضمائر أصدقائك: ما عليك إلا الصبر على الحق، والشجاعة في التعبير عن المواقف.. والزهد في المغريات المشبوهة...الخ.
كنت أنا والعاطفي (صديقك المخلص الذي تعرفتُ عليكَ من خلاله) ضمنَ أربعة حراس للداخلية في السنة الأخيرة لنا في المعهد، وكان هناك المرحوم بوكفو المعروف بالتزامه الديني السلفي، وتلميذ آخر من ناحية سكتانة، أي من ورزازي هو الآخر. اسالْ نفسَك سؤالين:
أولهما: لماذا كان 75٪ من الطلبة المكلفين بالداخلية من ورزازات؟ وعددهم في المعهد أقل من 5٪؟
والثاني: لماذا كنتَ أنت صديقَهم أو صديقهما أو صديقه؟ كما تحب! في الماضي أو الحاضر! أو فيهما معا؟، كما تحب!
أنت تعلم أن تحتَ كل مُخبر ظاهر مخبرا مضمرا؛ يخالط الجمهور ويقوم بالأعمال الدنيئة. فإذا كان التلاميذ يعتبرون فعلا القائمين بالأعمال الثقافية والفنية والتنظيمية مجرد مخبرين وعملاء للإدارة فلا شك أنهم كانوا يضعون المتصلين بهم (وأنت منهم) في نفس اللائحة! أو كيف سمحت لك نفسك فيما بعد أن تصاحب هذه العينة المنحطة من البشر؟!
من الأكيد أن المخزن مسخ الإدارة المغربية، وحولَ رؤساء المؤسسات ومساعديهم ونوابهم إلى مخبرين من درجات دنيا. وقع هذا في جو الصراع مع المعارضة الوطنية، ولذلك رفضت طوالَ حياتي القيامَ بعمل إداري أتلقى فيه الأوامر أو أصدرها. لا مديرا ولا حارسا عاما، لا عميدا ولا نائبا للعميد ولا كاتبا عاما. وكان أكثر ذلك متاحا. والآن مَــنَّ الله علي بكل الخيرات المادية والمعنويم؛ لا أقبل أن أكون حتى رئيسا للحكومة. ومع ذلك لا أعتبر جميع العمداء ونوابَهم مخبرين وشكامين ومساحين.. حين اعتقلنا سنة 1979، لرفضنا طريق المساحين والشكامين، طُردَ معنا أربعةٌ، أو خمسة، من المديرين الذين رفضوا، في الدار البيضاء، أن يمدوا البوليس بأسماء "المشوشين".
بل أنا لا اعتبر كل المستشرقين عملاء، ولا كل من اشتغل بالتراث اليهودي مدسوسا، هذه مجازفات ظالمة. لا بد من الاحتياط، ومن النظر في المحتويات والمسارات، ولا مانع من اعتماد كل وسائل الكشف الدقيقة. ومروج هذه الوساخات كصانعها، لأنهما يدخلان في حكم حديث الإفك.
ومهما يكن من الأخطاء التي ارتكبها بعض المكلفين بالحراسة العامة في المعهد الإسلامي بتارودانت، وما مارسوه من عنف مجاني، وترتيبات غير بيداغوجية (كنت أنا من أشهر ضحاياها)، فهو المعهد الذي قام على نوايا حسنة صنعت المعجزات بكل معاني الكلمة. من معجزات أولئك الرجال ما سمعته في الذكرى الخمسين التي نظمت أخيرا في تارودانت، من أن أساتذة المعهد تبرعوا برواتبهم من أجل بناء الأقسام الجديدة التي ساهمنا نحن بعضلاتنا في بعض مراحل بنائها. إذا كنتُ مساحا أو شكاما لعمر الساحلي أو السي البشير أو السي عبد الحميد أو الحسين وجاج وغيرهم من الشيوخ الأجلاء فذلك التشكيم تاج على راسي ألقى به الله، لأنهم رجال صدقوا ولم يفعلوا إلا خيرا.
من الممكن الانتقاد، ولكن ليس من العدل تشبيهه المعهد بالنظام المخزني! المخزن هو الذي حول المعاهد التي درسنا فيها مع جمعية علماء سوس وبفضلها إلى معتقلات سرية. ومن الظلم تحويل النجباء من طلبة المعهد، مثل أحمد الدغيرني (رئيس الودادية) ومحمد العمري (رئيس اللجنة الثقافية)، وهئة تحرير المجلة، وهم متطوعون، وبوكفوا رحمه الله، ورؤساء الفرق في المطعم إلى ما نعتتهم به.
يمكن للمرء أن يوجد ويكون بضمير حي دون أن يدوس ضمائر الآخرين ظلما.
الظلم ظلمات.
والسلام عليكم
ورحمة الله.
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres