OrBinah

(EN ARABE) 5-De l'état des études littéraires aux Dpts d'Arabe

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller  dans  la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

 

عن  الدراسات الأدبية في شعب العربية بالجامعة المغربية

القسم الأول عبر الرابط الآتي

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-3058740-_en_arabe__1_de_l_etat_des_etudes_litteraires_aux_.html

 

5- الدراسات الأدبية المغربية، وعولمة البحث العلمي

 

سبق أن قيل في مستهل هذه الحلقات بأن عمود "مساءلة البداهة" قد اختار أن يغرّد اليوم خارج الكورال، وذلك بطرحه لمسألة مضامين برامج الدراسات الأدبية بالجامعة في هذا الظرف الذي تبدو فيه مثل هذه الأسئلة كجزئيات تافهة أمام جلال البرامج السياسية العليا حول الإصلاح العام تحت شعار "محاربة الفساد" أو حول معدل النمو  السنوي،  الموعود حسب اختلاف المرجعيات، إما باعتماد إجراءات صلوات الاستسقاء استجلابا لـ"الصابة" و"العام الزين" وترديد خطاب "محاربة الفساد"، أو باعتماد أرقام توفير آلاف مناصب الشغل في الوظيفة العمومية، أو برفع شعارات حول إصلاح المنظومات الضريبية والادخارية المصرفية أو الريعية أو الاستثمارية، أو حول إعادة إصلاح جديد للمنظومات التعليمية والصحية والثقافية والترابية الجهوية، الخ، وذلك . وقد وقع ذلك الاختيار النشاز ليس فقط من أجل كسر رتابة لحن الظرفية كغاية في حد ذاته، ولكن لأن الأمر يدخل في صميم فلسفة مساءلة البداهة، التي هي الخيط الرفيع الرابط بين نصوص هذا العمود، والتي تتمثل بالضبط  في العمل على ألا يؤدي الانخراط كل مرة في ما ترشحه الظرفية والإعلام لاستقطاب جُماع الاهتمام إلى استحواذ موضوع تلك الظرفية على طبيعة الأسئلة بشكل حصري يجعل التفكير أسيرا باستمرار لمزاج برصة تدافعات اللحظة. فالأسئلة المتعلقة بموضوع كموضوع واقع الدراسات الأدبية في شعب العربية، التي هي أسئلة قائمة في العمق، ومزمنة، وسابقة على كل التيمات التي رشحتها الظرفيات تباعا لاحتلال الواجهة، هي أسئلة لا ترتفع بمجرد التقادم كما سبق أن قيل.

ومن خلال استعراض نماذج مما يحفل به فضاء الثقافة المغربية المسماة بالشعبية (ملاحم، أوديسات سماوية وأخروية، قصائد ملحونية) من مناجم بكر، ومن ينابيع ثرة كفيلة بإعادة الحياة إلى الدراسات الأدبية بمفهومها الواسع وبجعل تلك الدراسات تنخرط في دورة رواج اجتماعي عام تتكامل فيه الوظائف والخدمات الاقتصادية مع مبادرات الإبداع والاختراع على كافة المستويات من جهة، ومع الخدمات والوظائف الثقافية للمجتمع الحديث (قطاع الشباب، تنشيط، ترفيه، مسرح، سينما، تيليفزيون، إعلام، إشهار، سياحة ثقافية) من جهة ثانية، من خلال كل ذلك الاستعراض، تمت الإشارة في الأخير إلى أن كل أدوات معالجة تلك الآداب المغربية، بمختلف تعبيراتها اللغوية وحواملها الخطية أو الشفهية، متوفرة الآن من الناحية المعرفية على مستوى البحث العلمي الأكاديمي الأساسي، وإن كان قد صيغ أغلبها بلغات أجنبية سواء داخل المغرب أو خارجه. فحتى المعارف التقنية، مثل عروض الملحون وعروض الشعر الأمازيغي في علاقتهما بالبنيات الموسيقية، وكذا أدوات المعالجات اللسانية والفيلولوجية التحقيقية والسيميائية وحتى الإملائية، قد تراكمت بشأنها اليوم دراسات مستفيضة ودقيقة وبمفاهيم صورية قابلة للتبليغ المنهجي؛ بحيث أن كل ما يلزم وينقص هو المبادرة إلى تصور وصياغة برامج للتكوين والبحث في الهياكل الأكاديمية المعنية قصد تصريف تلك المعارف تصريفا سوسيو-ثقافيا، وذلك بنقلها من الحيز الضيق للبحث العلمي الأساسي إلى مجال التيسير والتعميم البيداغوجيـيـن عبر قنوات ومسالك التكوين. وفي هذا الصدد، ومن أجل إعطاء فكرة ملموسة عن وجه من أوجه ما يتم في فضاءات أخرى على مستوى البحث الأساسي بخصوص بعض جوانب هذه الآداب، نشير هنا إلى حدثين علميين تمّا في ظرف أسبوع واحد.

ففي العاشر من نوفمبر الحالي (2011) نظمت ندوة علمية بجامعة ليدن بهولندا تكريما للمستشرق والمستمزغ الهولندي، هاري شترومر Harry Stroomer، مدير سلسلة منشورات Berber Studies تحت عنوان بالإنجليزية هذه ترجمته: (في ظل العربية: الدراسات الأمازيغية، والعربية، والحميرية). وقد توزعت المساهمات، من حيث مواضيعها، حول الدراسات الفيلولوجية والأدبية واللسانية المنصبة على واقعي كل من اليمن من جهة والمغرب من جهة ثانية. وقد تمثل نصيب هذا الأخير في ثلاث مساهمات: مساهمة المحتفى به، الذي استعرض مسيرته العلمية التي بدأت بالدراسات الشرقية، وخصوصا منها اليمنية، قبل أن تتمحور في العقود الثلاثة الأخيرة على الدراسات الأمازيغية، المغربية منها خاصة.  أما الباحث المغربي، محمد السعدوني، من جامعة ليدن كذلك، فقد قدم دراسة فيلولوجية وسوسيو-ثقافية لأحد المخطوطات الأمازيغية، "المرشد المعين"، الذي هو ترجمة أمازيغية لمتن ابن عاشر. وقد قدمت شخصيا عرضا بعنوان، ترجمتُه من الانجليزية هي "الدائرة العروضية المولـّدة لأبحر شعر الملحون" (1)، وهو عرض مدعوم بمستند مكتوب تم توزيعه، يقدم الخطوط العريضة، مع أمثلة ملموسة لنظرية جهاز صوري متكامل ليس فقط لكيفية تقطيع أشطر وأبيات شعر الملحون، "مبيّـتا" كان النظم أم مشطورا (مكسور الجناح)، ولكن كذلك للدائرة العروضية التقديرية التي تتولد بمقتضاها كافة أبحر الملحون في كلا نمَطـَي نظمه من "مُـبيـّـت" و"مشطور" على حد سواء وبنفس الترسانة البسيطة من المقولات والمفاهيم الاصطلاحية (مقاطع، أساب وأوتاد، وتفعيلات أو أقدام) ومن القواعد وحالات الجزء والعلل.

أما الحدث العلمي الثاني فقد تم بعد خمسة أيام من الأول، أي يوم 15 نوفمبر 2011 بباريس وعلى إثر حفل تقديم كتاب مشترك تكريما للـّـساني الفرنسي، بيار أنكروفي Pierre Encrevé يوم 14 من نفس الشهر. وقد تمثل في يوم دراسي بجامعة باريس الثامنة من تنظيم مجموعة البحث: ERASME—Institut maghreb-Europe من نفس الجامعة بشراكة مع دار العلوم الانسانية – باريس الشمالية؛ وذلك تحت عنوان ترجمته: "المخطوطات العربية-الأمازيغية". وقد شكلت المساهمات المغربية هذه المرة ثلث المساهمات: أي أربع مساهمات من أصل اثنتي عشرة، وهي الآتية مترجمة عن الفرنسية: محمد المدلاوي (تقاليد أدبيات "المازغي" في سوس بالمغرب: قيمها ووظائفها السوسيو-لغوية)، الختير أبو القاسم-أفولاي: (الإنتاج المخطوط للمرشدين اللغويين خلال الفترة الاستعمارية)، علي أماهان (تقديم مشروع مختارات من التراث الأمازيغي المخطوط)، محمد سغوال (مخطوط رسالة أحد الأعيان المتعاونين مع الإسبان والفرنسيين قبل احتلال الريف: ترجمة وتحليل). وقد أعدت كل هذه المساهمات بمبادرات علمية فردية، وخارج أي برنامج علمي مؤسسي وطني بالرغم من كثرة الشعب والمراكز الأكاديمية والمعاهد.

وقد انتهى اليوم الدراسي حول المخطوطات العربية الأمازيغية بتقديم مجموعة من المقترحات قصد صياغة توصيات اليوم الدراسي، أهمها العمل على نشر أعمال ذلك اليوم في غضون سنة 2012، إضافة إلى نقط أخرى تتعلق بالعمل على هيكلة هذا المسلك من مسالك البحث المستقبلي المتعلق بثقافة البلدان المغاربية. ومن بين ذلك العملُ على تفريع هيكلة هذا المسلك المعرفي في اتجاهات ثلاثة، هي: أولا: عقد ندوة موسعة ثانية في إيطاليا خلال السنتين المقبلتين، ثانيا: العمل على نسج شبكات تعاون مع المؤسسات العلمية والأكاديمية المعنية في جنوب وشمال المتوسط قصد تنمية الاهتمام المؤسسي بهذا القبيل من الدراسات عبر برامج البحث الأساسي وبرامج التكوين الجامعي، ثالثا: العمل على إخراج هذا القبيل من البحث من حيز المبادرات الشخصية المعتمدة على العصامية والهواية إلى حيز المهنية والاختصاص، وذلك عن طريق توجيه جيل جديد من الطلبة نحو علوم وفنون الجرد، والتوثيق، والكوديكولوجيا، والتحقيق، والحوسبة، قصد تدشين فترة تدوين جديدة بأدوات العصر، خصوصا بعد تزايد أعداد المخطوطات المكتشفة في هذا القطاع، التي كانت قبل قرن من الزمن لا تتعدى العشرين، فأصبحت اليوم تعد بالآلاف، والتي كان حجم المكتشفات الأولى منها تتراوح ما بين بضع صفحات إلى بضع عشرات الصفحات قبل أن تكتشف في العقود الأخيرة أعمال مخطوطة ضخمة تتجاوز الألف صفحة.

والخلاصة في هذا الباب هي أن مسألة التدوين الذي هو عمل تأسيسي، هي مسألة برمجة وتكوين، وأن الطبيعة لا تقبل الفراغ كما كان يقال، وأن من أحيى أرضا مواتا فهي له كما يقول الحديث. وهذه مناسبة لكل الأطراف التي ترفع اليوم شعارات عامة من المستوى السياسي الأعلى حول إصلاح تعليمي وتكويني وثقافي لكي تصوغ ما يعطي مضامين ملموسة لتلك الشعارات بما يعيد توازن الحياة والرواج إلى حقول موات أو شبه موات، فتحتل بذلك تلك الأطراف ويحتل الوطن معها، ومن خلالها، وبها، موقعه الطبيعي في فضاء طبيعة لا تقبل الفراغ، خصوصا مع منطق العولمة الذي حكم فضاء البحث العلمي قبل أن يطال فضاءات الاقتصاد والإعلام والاتصال.

---------------------

(1) M. Elmedlaoui : "The Generator of the Moroccan Arabic Malhun Metrical patterns"



25/11/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres