OrBinah

Discours contre les festivals et terrorisme contre les cafés (quel rapport?)

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller  dans  la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

 

 

 

من خطاب "تــامّــارة" إلى الإجـهـــاز على الحياة في المقاهي

 

(هل من خيط رفيع أو حبلٍ سميك؟)

 

  

 

أولا:  ما قُبيل الإعدام الرمزي لأركَان في جامع الفنا بمراكش

 

على إثر رسالة عممتها "حركة 20-فبراير" في منتصف أبريل 2011 تدعو فيها، من منطلق محاربة الفساد، إلى مقاطعة أحد المهرجانات بالمغرب، تم نـشر نصّ بهذا الركن بالذات بجريدة "العلم" تحت عنوان "هل أصابت أيديولوجية تامارا حركة 20-فبراير؟"؛ وهو معروض بنفس موقع "أوربينا" بالصفحة الآتية:

 https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-20-fevrier-et-ideologie-de-la-misere

 

ومما جاء في ذلك النص، ما يلي: ((لقد دأبت حركات "التغيير"، كما تجلت في مجملها تباعا بالمغرب على الخصوص، على أن تغرف من معين عمق ثقافي أساسه تبجيل وتمجيد وثني لكل مظاهر الشظف والجفاوة (...) وإحلال تلك المظاهر محل جوهر الفضيلة كيفما كان الإطار الأيديولوجي المؤطر لمضمون ما يعتبر فضيلة هنا أو هناك. فقد عايشنا ذلك في سبعينات القرن العشرين مثلا مع الفكر الشيوعي في طبعاته اللينينة والماوية كما تم تسويقها في المغرب بمنهج أهل زالحديث والسِيرة (أي قياس الحاضر على الغائب من خلال استحضار وقائع الغائب عبر المرويات)، ذلك الفكر الذي كان يحُط، بناء على مخيال تلك المرويات، من شأن كل من ليس أشعثَ أغبرَ في مظهره، ولا يُسبغ على هندامه ومظهره لمسة من لمسات ما يفيد الشقاء (...)، والذي كان يمنع الشباب الجامعي مثلا من إحياء سهرات الغناء بالأحياء الجامعية، بدعوى كون ذلك من باب "الجنوح البورجوازي الصغير المتذبذب"، وينظر إلى كل علاقة بين الجنسين مثلا كعلامة من علامات "التفسخ البوروجوازي" في "مجتمع الاستهلاك الأمبريالي" ممّا "يعوق حصول الوعي" ويلهي شباب الطليعة عن "هموم الشعب" و"مهام الثورة". كما عايشنا ذلك في التسعينات، بعد تبخر الفكر الشيوعي، مع كل أطياف من جعلوا من مناهضة فضاءات حيوية الشباب في "البولفار"، والمهرجانات، والشواطئ، أولوية أولويات برنامجهِم السياسي في التغيير)).

 

 

وانطلاقا من التذكير أعلاه، انتهى النصّ المذكور إلى طرح الأسئلة الآتية، باعتبارها أسئلة تفرض نفسها على الملاحظ:

 

 (1) إلى أي حد تأتي الرسالة المنسوبة إلى "حركة 20 فبراير" بشيء جديد على المستوى الثقافي في دعوتها المغاربة إلى مناهضة المهرجان المعني؟

 

(2) إلى أي حد تترجم هذه الدعوة استقلالية هذه الحركة ووعيها بحقيقة تجاذبات المحيط الذي تتحرك فيه وتخترقها تياراتُه، وبجوهر وأولويات ما قامت من أجله في أصولها السوسيولوجية انطلاقا من "بولفار التزمير" وانتهاء بـ"شارع "التغيير"، بما في ذلك أولوية حق شباب الجيل في تصريف طاقات شبابه تصريفا فنيا وترفيهيا كذلك؟ خصوصا وأن شعار مناهضة المهرجانات في حد ذاتها كقيمة من القيم، شعار أخلاقي قديم ربط منذ ظهوره الفرجة والترفيه في الأذهان بالتفسخ والجنس والخمر والشذوذ، وغير ذلك، قبل أن يُـلف اليوم نفسُ الشعار في لحاف موجة الحرص على المال العام؛

 

(3) أفلا بد للحرص على توفير المال العام من أن يتم البدء في التقشف من باب حق الترفيه والفرجة والفسحة والفن؟

 

(4) لماذا لا تنادي حركة 20-فبراير بوقف مختلف الأوراش، في ميادين السكن والتجهيزات الأساسية والتنمية البشرية، بما أن تلك الأوراش تشكل جميعا مراتع للفساد المالي؟ أم أن ذلك في الطريق بما أن السيد جمال ريان، رئيس "حركة المغاربة الديموقراطيين المقيمين في الخارج" مثلا، يقول بأنه، في إطار "الحراك الاجتماعي والسياسي الذي يجهده المغرب، وميلاد حركة 20-فبراير التي كنا سباقين للانخراط فيها"، قد دعت حركته إلى توقيف التحويلات المالية نحو المغرب؟

 

 

 

ثانيا: ما بُـعيـد المحرقة الثقافية لأركَـان بساحة جامع الفنا

 

بعد أقل من أسبوعين على خطاب "انتفاضة الضمير" ضد مظاهر التبذير في الفرجة والترفيه، مجسدة هذه المرة في المهرجانات بصفة عامة، أو في المهرجان الفلاني بصفة خاصة، كما عكست رسالةُ 20-فبراير تلك الانتفاضة، تمتد أيادٍ بالنيابة يوم 28 أبريل 2011 إلى رمز الفرجة والترفيه المغربيين في عمق تقاليدهما التاريخي، ألا وهو ساحة "جامع الفنا" بعمق المغرب التاريخي، مدينة مراكش، لتُسكت فيها أصوات البنادير، والحكواتيين، والروايس، وأحواش، والعيطة، والملحون، والمهرّجين الشعبيين، ولتطرد منها الحمّاصين، والقرّابين، وقارئات الكف، ومروضي الثعابين، وكل من يحصل هناك على لقمة عيش دون أن يكون مدينا لـمّـن أي جهة كريمة وحِجرها، وذلك على إثر تفجير يد أمّارة بالمعروف وناهية عن المنكر عن بعد، أو عازفة فقط على وتر تلك النغمة عن قرب في تناغم مع خطاب رسالة الانتفاضة، لـمِزْوَد بلاستيكي من شظايا الحديد ذي البأس الشديد، التي استقرت في بين جوانح أبناء وبنات السبيل من مواطنين وضيوف عشقوا مدينة سبعة رجال من رواد مقهى أركانة، فحصدت الأرواح، وكان محصول الحصاد ثقيلا.

 

إذ ذاك بادرت كل أصوات "أيديولوجية تامّارا"، على اختلاف قواميسها وخطاطاتها الفكرية في قراءة الواقع والتاريخ، إلى إعادة تشغيل أسطوانة ("نُـدين هذا الفعل، ولكن ...")، تلك الاسطوانة التي تم تسجيلها في ديوان الخطاب كـ"ماركة مسجلة" منذ تفجيرات 2003 التي كانت قد استهدفت نفس القبيل من الأهداف الترفيهية ("فندق فرح" بالدار البيضاء 2003وما تلاها من وقائع "السيبير-مقهى" وشارع مولاي يوسف في ريع 2007، والتي كانت أعقبت تفكيك ما كان قد سمي قبل سنة منها بـ"الخلايا النائمة" المشرقية في صيف 2002 التي كان قد أجمع طيف واسع من "الصحافة المستقلة" ومن أصوات سياسية معينة على اعتبارها "خلايا نائمة مزعومةهي من اختلاق جيوب مقاومة "المفهوم الجديد للسلطة" الذي كان من بين الرهانات التي كان قد نادى به العهد الجديد؛ وذلك باعتماد قاموس "ما يسمى" (ما يسمى بـ"الإرهاب"، ما يسمى بـ"السلفية"، ما يسمى بـ"جماعة كذا"، الخ.) (1).

 

 

 

فإذا كانت صِيغ "الإدانة" لأحداث الجمعة 16 ماي 2003 لدى ذلك الطيف من منتجي الخطاب تتمثل في جُمل مركبة كقاعدة أسلوبية تعمل دائما، في تحديد المضمون الحقيقي لتلك "الإدانة"، على ربط منطوقها بما يُستدرَك به بعد "لكن"، فتقول مثلا (... لكن حذار من أن يُتخذ الأمرُ سلاحا لتبرير سياسة الاستئصال باسم مقاومة "ما يسمى بالإرهاب")، وهو استدراك يفيد ويُـرسخ في الأذهان بأن الإرهاب كواقع وحدث فيزيقي إنما هو أمرٌ مدبّر أو مشجَّع عليه على الأقل من طرف جهات غيبية داخل جهاز الدولة، وأنه ليست له أي علاقة لا بالخطابات التكفيرية التحريضية الداخلية ولا بالواقع التنظيمي العالمي للإرهاب، إذا كان الأمر كذلك، فإن "إدانة " ما حصل أخيرا من تنفيذ  بالنيابة لـ"حكم الضمير" في حق رمز الفرجة بـ"جامع الفِـناء"، حكـَم يوم الخميس 28 أبريل 2011 على هذه الساحة بالفَـناء، والذي جاء بالضبط في الوقت الذي اكتمل فيها تشكُّـل مدرسة "تشكيكية" (révisoniste) تجاهر اليوم بالدعوة إلى إعادة قراءةٍ سياسيةٍ رسمية لملف 2003 وإلى إسقاط قانون الإرهاب بناء على تلك القراءة لإعطاء "معنى كامل وصادق" للعفو الملكي الأخير عن أطياف "سلفية" وغير "سلفية"، إنما هي "إدانة" قديمة/جديدة مماثلة في جوهرها، ومن حيث صيغتها، لما سبقها من صيغ ("ندين الإرهاب، ولكن"). وهذه نماذج موثقة لذلك التحيين للأسطوانة:

 

-- ( ... إن أقوى رد فعل على العملية الأرهابية التي ضربت جامع الفنا (...) جاء من شباب 20-فبراير: "لا للإرهاب، ولا لاستغلال الإرهاب لقتل المطالب الديموقراطية" (...). شباب 20-فبراير يقولون لا، للإرهاب، ولا، لتجار الإرهاب (...). الرهان اليوم هو تخليص قطار الإصلاحات من الأحداث الظرفية والوقوف بحزم في وجه الأجنحة "المحافظة" التي تخفي "قلقها من الديموقراطية" خلف الدفاع عن الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب. (توفيق بوعشرين، في افتتاحية يومية أخبار اليوم 30 أبريل 2011)).

 

 

 

-- (... نحن نعتبر بأن العمل هو فعل إجرامي؛ وانطلاقا من مبادئنا فأننا ندينه بشدة؛ ونعتبر أنه تطرح تساؤلات كثيرة، خاصة بالنظر إلى التوقيت (...). كما نحذر من مغبة استغلال هذا الحدث من أجل المزيد من التضييق على الحريات وخرق حقوق الانسان (...). وكيفما كانت هوية الفاعلين، فإن عملية مراكش لا تخدم سوى مصالح المستفيدين من الفساد والاستبداد. (عبد الله الحريف؛ ص:4، يومية الأحداث المغربية 30 أبريل 2011 )).

 

 

 

ثالثا: تـنبـيــــه لا بد منه

 

الغاية من كل هذا التذكير ليس هي ترجيح هذا الاحتمال أو ذلك في باب التحقيقات الأمنية والقضائية، التي لها هيئاتها المتوفرة على العناصر والمعطيات، والمسؤولة عن كل أوجه عملها سواء من حيث الغايات أم من حيث احترام القانون ومبادئ الشفافية. ذلك أن كثيرا من الاحتمالات تبقى واردة من الناحية النظرية الصرف في مثل هذه الأحوال في باب المكائد السياسوية كما تشهد بذلك التجارب القديمة والحديثة. إنما الغاية هنا هي التساؤل المعرفي عن الدلالة السياسية لخطاب مترسّخ دأب منطقُه، باطراد وبدون استثناء، على نفي مبدئي لحقيقية الواقعية الموضوعية لظاهرة الإرهاب في أبعاده الداخلية والعالمية، وعلى نفي أي علاقة بينه وبين خطاب التحريض، وعلى الإسراع والمبادرة كل مرة، في مقابل ذلك، إلى الربط الآلي المبدئي بين أحداث ووقائع الإرهاب المتكررة في البلاد على مدى أكثر من عقد من الزمن وبين إرادة جهات غيبية داخل جهاز الدولة تختلف ألقابُ ترميزها من طرف المدّعين، ولا أحد يعرف من هي، مثلها مثل طائر العنقاء؛ ويتم ذلك الإسراع حتى قبل توفر العناصر الظاهرية المعايناتية (constat de faits) للكيفية العملية التي يكون قد تم بها الحدث المعين من أحداث الإرهاب.

 

معنى ذلك، على مستوى علم تحليل الخطاب، أن هناك خطاطة ذهنية قبلية (grille mentale préétablie) لدى المدّعين، يُـقرأ من خلالها الحدث الإرهابي عامة حتى قبل حصوله، وترسيخ بها دلالةُ حصوله في أذهان العموم عبر قوالب الخطاب المروّج بعد حصوله. فحسب هذا المنطق المفارق، لن يثبت أبدا بأن هناك ظاهرة إرهابية قائمة بذاتها وبخطابها تحصد الحياة بغير حق، ولو هلك بفعل أعمالها كل من في الأرض جميعا (2).

 

فزيادة على طابعه العبثي على المستوى المعرفي، يبقى هذا المنطق المفارق ضعيف الأهمية حتى على المستوى العملي بالنسبة لمروجيه، وذلك بالرغم من قوته المباشرة الظاهرة على العقول الضعيفة؛ وذلك بسبب فرط تعدد التفسيرات المتـنـاقضة التي يسمح بها طابعُ المؤامرة الغيـبـية التي تؤسسه. إذ يكفيمثلا تغيير حدود قضاياه، من موضوع ومحمول، وفعل وفاعل ومفعول، ليفضي ذلك المنطق إلى معكوس غاياته، كما يتجلى ذلك مثلا في الوجه الآخر من أوجه المفارقة إزاء استقلالية واقع التدافع الإنساني الموضوعي، من قبيل رأي من يرى مثلا بأن جوهر الغاية، على سبيل الحصر، من مختلف أوجه ملاحقات هذه الدولة أو تلك لبعض الحركات السياسية المعاصرة من ذوات المرجعيات الدينية في هذه العشرية أو تلك، إنما هو عمل مدبر باطراد من طرف نفس الجهات الغيبية داخل جهاز الدولة، وذلك من أجل إعطاء تلك الحركات مشروعية "نضالية"، قصد تأهيلها سياسيا لموازنة ثقل القوى الليبرالية، أو الاشتراكية، أو الديموقراطية، أو غير ذلك، حسب مناخ الفترة و/أو شعار الحكم ما بين ثوري، أو قومي، أو "حداثي" للدولة المعنية.

 

-----------------

 

شطحات جفرية أو قبالية للتأمل:

 

الأعمال الإرهابية البارزة التي استهدفت المغرب، مركزةً على مظاهر الفرح والفرجة وفضاءات الترفيه في حياة هذا البلد منذ بداية تلك الأعمال، تميزت برمزية دلالات أسماء أماكن اقترافها: فهناك إرهابية فندق "اسني" سنة  1994 بمراكش؛ ومعنى "اسني" في الأمازيغية هو "التاج"، وما أدراك ما التاج؛ ثم كانت هناك إرهابية فندق "فرح"؛ ومعنى "الفرح" معروف، وهو المستهدف؛ ثم هناك اليوم، إرهابية "اركَانة" بمراكش من جديد؛ ولا يخفى ما تمثله بالنسبة للمغرب رمزية هذه الشجرة الزاهدة المباركة التي لا يوجد لها مثيل لا في الشرق، ولا في الغرب من المعمور، والتي شكلت مصدرا رئيسيا للطاقة (دُهنا، وحَطبا، وكلأً للماعز والإبل، علـفا للبقر على شكل "افياش" و"تازكموت") متجذرا في صلب الأرض لإقامة أسس دولتين من أهم الدول التي رسمت خارطة مغرب ما بعد الحقب القديمة، أي المرابطون والموحدون، الذين ارتبط تاريخهم بمراكش بالضبط. فلعل ما حصل إذن لرمز أيديولوجية تامّـارا على المستوى العالمي في أبوطاباد بأقصى الأرض، بعد ثلاثة أيام فقط بعد العدوان الجبان على الأركانة في حمى مراكش، يترجم سخط غضب أقطاب هذه الأرض، أي لعل "دعوةْ لوالي مولْ لقصور"، و"سبعاتو ريجال"، وكافة "ريجال لبلاد"، هي التي ضربت في أعماق أبوطاباد.

 

 

 

(1) انظر مقالا وصفيا لهذا الأسلوب في تغطية الأحداث في مقال لسعيد الكحل بعنوان "مواقف الأحزاب والمنظمات الحقوقية والإعلام في مواجهة الإرهاب والتطرف"؛ وذلك عبر الرابط: http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=130732

 

 

 

(2) يمكن الاطلاع على مقال لرشيد نيني في عموده بجريدة المساء، يلخص هذا المنطق تحت عنوان "صفحة يجب أن تطوى"؛ وذلك عبر الرابط:  http://www.almassae.press.ma/node/19647

 

 --------------

 

بالنسبة للأسئلة المعرفية حول الخطاب وفعل الحركات الاجتماعية، انظر الصفحة الآتية

 

https://orbinah.blog4ever.com/blog/lire-article-162080-2295023-_en_arabe__mouvements_sociaux_et_sciences_humaines.html

 

 



09/05/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres