(EN ARABE) 20-Fevrier et idéologie de la misère
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)
حركة 20-فبراير
حينما تغطي عدوى أيديولوجة "تـامّـارا"
على مفارقات الهوية الفكرية
كلمة "تامّارا" من بين ما يحفل به معجم العربية المغربية من أصول أمازيغية؛ وهي في أصلها الأمازيغي اسمُ مَصدرٍ مشتق من فِعل "مّـْــر" (بتشديد الميم وتسكينها وتسكين الراء) الذي يفيد "عُـلوق الشيء ونشوبه في وضع من الأوضاع"؛ ومعناها المجازي، في باب أوضاع الحياة، هو "الضنك واللغَـب وضيق الحال في كـبـَد".
ويتفرع سؤال عنوان هذا المقال عن سؤال أعمّ هو (هل هناك تلازم عضوي بين فكر الإصلاح وثقافة "تامّـارا"؟)؛ وهو سؤال كنت قد أجبت عنه بتغليب الإيجاب فيما يخص حالة الثقافة المغربية، وكان ذلك في ثنايا نقاش فكري مرسل مع زميلي، الأستاذ عبد السلام، سنة 1984 أمام مقر الحزب الشيوعي الفرنسي بالدائرة 19 بباريس، وكان كل منا يعدّ حينئذ دكتوراه السلك الثالث. فقد استغرب زميلي ساعتها روعة هندسة وفضاء المقر البيضاوي لحزب رفاق الزعيم جورج مارشي، فما كان منّي، في نوع من الدعابة العصبية المنطوية على جدية في العمق، إلا أن قاطعته وصحت في وجهه "واش بغيـتيـهوم يديرو كَـاراج باش يبانو موناضيلين؟ ومنين بعدا تسلـّطـت علينا حنايا هاد الإيديولوجية ديال تامّارا؟"؛ فضحك الزميل ملء أحشائه، وبقيت نكتة تلك اللحظة من بين ذكرياتنا.
والذي دعاني إلى إعادة صياغة السؤال بالشكل الذي هو عليه في عنوان هذا المقال، هو دعوة تم تعميمها في الأسبوع الأول من أبريل 2011 على صفحات الشبكة وعبر قنوات البريد الإليكتروني بعنوان ("رسالة إلى الفنانين المشاركين في المهرجان الفلاني لـسنة 2011) موقعة باسم "حركة-20-فبراير". وقد عكست يومية "التجديد" (13 أبريل 2011) هذا التعميم ومداه في العنوان الرئيسي لصفحتها الأولى الذي يقول (الحملة ضد مهرجان "كذا" تتوسع). ومما ورد في نص دعوة الحركة ما يلي:
("ظهرت حركة عشرين فبراير الاحتجاجية في المغرب بداية هذه السنة، عقب الثورات التي فجرها شباب تونس ومصر، وهي مكونة بالأساس من شباب كانوا قد فقدوا الأمل في العمل السياسي بسبب الفساد الانتخابي وتخلي الأحزاب عن أداء مهامها في بناء الديمقراطية". (...). من هذا المنطلق، يوجه شباب الحركة هذه الرسالة إلى مختلف الفنانين الذين أكدوا مشاركتهم في مهرجان 'كذا' لهذه السنة، لتخبرهم أن الكثير من المغاربة اليوم يناهضون هذا المهرجان، ليس لأنهم لا يحبون الفن والفنانين، بل لعدة أسباب من أهمها: - أن مبالغ مالية طائلة تصرف على هذا المهرجان في الوقت الذي ما زال فيه أطفال المغرب يموتون كل سنة كلما هبت أقل موجة برد على جبال الأطلس، والسبب غياب الطرقات ووسائل التدفئة؛ الخ. (...). وإلى كل فنان أكد مشاركته في مهرجان موازين [نقول]: يجب أن تعلم أنه بمشاركتك في هذه الدورة ستساهم في قتل طفل في الجبل، أو حرمان أم مغربية من جنين، أو الزيادة في معاناة المرضى ونسبة الفقر والأمية... والأكثر من ذلك أنك ستساهم في دعم الفساد. الخ.)
لقد دأبت حركات "التغيير"، كما تجلت في مجملها تباعا بالمغرب على الخصوص، على أن تغرف من معين عمق ثقافي أساسه تبجيل وتمجيد وثني لكل مظاهر الشظف والجفاوة (مع أنه "من بدا جفا"، كما يقول الحديث) وإحلال تلك المظاهر محل جوهر الفضيلة كيفما كان الإطار الأيديولوجي المؤطر لمضمون ما يعتبر فضيلة هنا أو هناك. فقد عايشنا ذلك في سبعينات القرن العشرين مثلا مع الفكر الشيوعي في طبعاته اللينينة والماوية كما تم تسويقها في المغرب بمنهج أهل الحديث والسِيرة (أي قياس الحاضر على الغائب من خلال استحضار وقائع الغائب عبر المرويات)، ذلك الفكر الذي كان يحُط، بناء على مخيال تلك المرويات، من شأن كل من ليس أشعثَ أغبرَ في مظهره، ولا يُسبغ على هندامه ومظهره لمسة من لمسات ما يفيد الشقاء (سروال جينز ممزق، أو بذلة ميدان عسكرية، "غوفالة" بخصلاتها الشعثاء الذابلة "المستشجرة إلى العُلا"، إرسال لحية كاسترية أو لينينية/غيفارية، ما تيسر من الوسخ الطبيعي، الخ)، والذي كان يمنع الشباب الجامعي مثلا من إحياء سهرات الغناء بالأحياء الجامعية، بدعوى كون ذلك من باب "الجنوح البورجوازي الصغير المتذبذب"، وينظر إلى كل علاقة بين الجنسين مثلا كعلامة من علامات "التفسخ البورجوازي" في "مجتمع الاستهلاك الأمبريالي" ممّا "يعوق حصول الوعي" ويلهي شباب الطليعة عن "هموم الشعب" و"مهام الثورة". كما عايشنا ذلك في التسعينات، بعد تبخر الفكر الشيوعي، مع كل أطياف من جعلوا من مناهضة فضاءات حيوية الشباب في "البولفار"، والمهرجانات، والشواطئ، أولوية أولويات برنامجهم السياسي في التغيير.
أما عن بعض بقية مضامين ديباجة الرسالة، فينبغي التنبيه إلى أن الحركة الشبابية المغربية التي استولت اليوم على الشارع بشعاراتها السياسية الجذرية لم "تظهر عقب الثورات التي فجرها شباب تونس ومصر" كما ورد في الرسالة المذكورة، التي يبدو أن محرريها نَسُوا أو أُنسُوا التاريخَ القريب. فتلك الحركة قد انطلقت في المغرب منذ سنوات من الشارع بالضبط، على شكل موسيقى "البولفار" وحركة "نايضة" التي تمت بشأن سوسيولوجيتها ومضامين خطاباتها دراسات مهمة من طرف ثلة من النساء الباحثات على الخصوص (أمل أبو العزم، ، دومينيك كوبي، كاثرين ميلر) فلم يولها القوامون من الرجال أي اهتمام إلا من حيث اعتبار بعضهم في المحاكم كلَّ ذلك من باب "عبادة الشيطان" التي تستوجب في نظر بعض القضاة النابهين استنطاق المتهمين بالشهادتين، ومن آثار الإدمان على "حبوب الهلوسة" كما قال الزعيم الليبي أخيرا في حق شعبه بالجماهيريته العظمى، ومن باب الانقطاع عن المحيط المدني والفناء في العدمية، الذي ارتاح إليها من تزعجه السياسة من موقع الحكم، وتضايق منه من يبحث عن موارد بشرية لتقوية صفوفه السياسية من موقع المعارضة أو المناهضة للحكم للحلول محله. وإذ مزج رواد حركة "نايضة" أهازيجها "الهـبهوبية" و"الربرابية"، ورقصاتها التمرّغية على الأرصفة، بكوكطيل غريب من الشعارات المجدوبية السوريالة، من قبيل "حمار وبخير" من جهة، و"مغاربا حتى للموت" من جهة ثانية، فإنه لم يعلم في نهاية الأمر أيُّ فريق من القوم مقصدَهم. وإذا ما اقترح باحث أو فريق بحث في السوسيولوجيا أو السيميولوجيا أو الإثنو-موسيقى مشروعا للبحث في الميدان على مؤسسات البحث العلمي، يصطدم، في أطار برامج أولويات مشاريع "الطاقات المتجددة والتنمية المستدامة"، بفقرة "ما هي الانعكاسات السوسيو-اقتصادية للمشروع؟" في مطبوعات إدارية لتديبر البحث العلمي لا تؤمن ثقافتها بالمعرفة الصرف كجوهر مبدئي لوظيفة البحث في مجتمعات المعرفة قبل التساؤل عن ما يمكن أن يُصنع بالمعرفة الحاصلة عن البحث.
وإذ انطلقت حركة الشباب من "البولفار" بأهازيج من تلحين الجن، وبرقصات تمرغية صُراعية من كوريغرافيا المجانين، ثم غاصت تلك الحركة لحين من الدهر في ردهات أنفاق الفيسبوك وبقية الفضاءات التقديرية، قبل أن تعود لتكتسح الشارع من جديد، لكن هذه المرة بشعارات سياسية واضحة وبلغة الإنس أدهشت الجميع، سواء في ذلك من كان يشجع "عدمية" البولفار ويعتبرها نعمة من نعم العولمة في باب التحييد السياسي، أم من كان يرى في تلك "العدمية" تجفيفا مدبّرا لمنابع صفوفه بتخطيط محكم من أياد خفية داخلية وخارجية، فقد اكتملت بذلك حلقة المفارقة العجيبة لـ"التوابع والزوابع" أمام الأنظار المشدوهة للجميع؛ فانتهى الجميع، بمن في ذلك رواد الحركة أنفسهم، إلى نسبة زوابع تلك الحركة وتوابعها إلى رياح ثورة "الشركَي"، وذلك بناء على ثقافة الاعتقاد التقليدي بأن المغرب يستمد كل مقوماته وأسس عبقريته، في باب الفكر والمجتمع والمدينة، من جهة الشرق على سبيل الحصر.
وانطلاقا من هذا التذكير، تفرض الأسئلة الآتية نفسها على الملاحظ:
(1) إلى أي حد تأتي الرسالة المنسوبة إلى حركة 20 فبراير بشيء جديد على المستوى الثقافي في دعوتها المغاربة إلى مناهضة المهرجان المعني؟
(2) إلى أي حد تترجم هذه الدعوة استقلالية هذه الحركة ووعيها بحقيقة تجاذبات المحيط الذي تتحرك فيه وتخترقها تياراته، وبجوهر وأولويات ما قامت من أجله في بولفار "التزمير" ثم في شارع "التغيير"، بما في ذلك أولوية حق شباب الجيل في تصريف طاقات شبابه تصريفا فنيا؟
(3) أفلا بد في الحرص على عدم إضاعة المال العام من أن يبدأ بالتقشف من باب صنف معين من أصناف الفرجة والفسحة والفن؟ ثم ما القول في حالات بعض الأثرياء المليارديين الذين يساندون حركة 20-فبراير ويؤمنون اللوجيستيك ماديا وعلى ذممهم ملايير من المال العام على شكل ضرائب، وذلك بقطع النظر عن عرضيات خلفيات تحريك الملف في حقهم؟(1) فكأن مثل هؤلاء إنما يتخذون من الحركة حشود استعداء ومساومة في وجه السلطة لثنيها عن أي محاولة جدية لتفعيل سياسة محاربة الفساد بتحريك قضائي لملفات المجلس الأعلى للحسابات مثلا. وذلك وجه واحد فقط من أوجه المفارقات التي تطبع الهوية السياسية لحركة 20-فبراير.
(4) لماذا لا تنادي حركة 20-فبراير بوقف مختلف الأوراش في ميادين السكن والتجهيزات الأساسية والتنمية البشرية بما أن تلك الأوراش تشكل مرتعا للفساد المالي؟ أم أن ذلك في الطريق بما أن جمال ريان، رئيس "حركة المغاربة الديموقراطيين المقيمين في الخارج" يقول بأنه، في إطار "الحراك الاجتماعي والسياسي الذي يجهده المغرب، وميلاد حركة 20-فبراير التي كنا سباقين للانخراط فيها"، قد دعت حركته إلى توقيف التحويلات المالية نحو المغرب.
يحكى أن أحد الشيوخ الألباء من المشرق، أبا حامد الغزالي، قد أفتى يوما بتكفير الفلاسفة وبضرورة صد الناس عن تعاطي علم المنطق علم الرياشيات لما يمكن أن يتولد عن تعاطيها من تفلسف واعتداد بالعقل والانتهاء بالخروج عن الإيمان، فأجابه نبيه مثله من المغرب أكثر واتزانا وتواضعا، أبو الوليد بن رشد، بأن منطقه ذاك سيترتب عنه تحريم الماء وتجفيف منابعه بسبب ما يحدث أحيانا كثيرة من أن الناس يموتون غرقا في الماء أو شرقا به.
لا يتعلق الأمر، في مفهوم منطوقات هذه الأسئلة، بالدفاع عن هذا المهرجان أو ذاك، في شكله، وفي مضامين مواده، وفي مدى استفادة الرصيد الفني الوطني منه، وخصوصا فيما يتعلق بدورة الكتلة المالية التي تضخ فيه انطلاقا من المال العام (عن طريق هبات مجالس الجماعات والمدن، والمؤسسات الاقتصادية العمومية وشبه العمومية)، وبعلاقة الطرف المنظم بالجهات المستفيدة مما يضخ في الفنادق وفي صفقات الإشهار وغيره، مما يندرج في نهاية الأمر في باب الإشكالية العامة لتدبير المال العام، في المهرجانات غير امهرجانات من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية. إنما يتعلق الأمر بالتساؤل عن مدى صواب ترسيخ ثقافة تربط الفضيلة ربطا عضويا بمظاهر الجفوة والشظف على غرار ما تمت الإشارة أعلاه إلى نماذج من ظواهره، وتزكي ذلك بالتباكي الشعبوي على أطفال ونساء الأطلس، كما لو أن مشاكلهم في الصحة، والتمدرس، ومواصلات فك العزلة، أمور من اختصاص منظمي المهرجانات ومن مسؤولية المشاركين فيها وليس من اختصاص وزارات بعينها وبسياسة عمومية بعينها، وكما لو أن إنقاذ أطفال ونساء الأطلس، وغير الأطلس، وفك العزلة عنهم، لم يتم البت في حظوظ حصوله سلفا، في الميدان وعلى أرض الواقع، وليس على أوراق خرائط التقطيعات الجهوية، من خلال سياسة ترابية جهوية قديمة/حديثة قامت مثلا بتثنية السكك الحديدية وتثنية الطرق الوطنية بطرق سيارة، وببرمجة مشروعٍ ضخم لشق سكة "التيجيفي" يرهن القدرات الوطنية في باب التجهيز لعدة سنوات، وذلك في مثلث محصور بعينه وقبل استكمال شق الطرق الوطنية والثانوية والثالثة في بقية "هوامش" التراب الوطني، وكما لو أن تنفيذ "حكم الشعب" في مهرجان من المهرجانات أو أي مظهر من مظاهر الفرجة،(2) انطلاقا من "ساحة للتغيير أو للتحرير"، بدل فتح نقاش جدي حول أولوية مشروع مثل مشروع التيجيفي مثلا، هو الطريق المعبّد السيّار نحو فك تلك العزلة الجهوية، التي تحولت من إرث استعماري إلى تراث سياسي وطني.
---------------------------
(1) "... لكن الوجه الآخر للقضية يهم الملياردير كريم التازي؛ كنت دوما معجبا بشخصية التازي، صديقا ورجل أعمال ومغامرا وصاحب مواقف. لكن هل يمكن أن أناصر الرجل فقط لأنه يؤدي ضريبة مساندة 20-فبراير؟ أبدا فنتيجة الافتحاص المالي قادت إلى وجود مليار درهم بذمة التازي لم يؤدها إلى خزينة الدولة؛ ولم نر أي توضيح من صاحب 'ريشبوند' لإبراء الذمة. بماذا تنادي حركة 20-فبراير؟ بإسقاط الفساد أينما وجد، بمحاربة التملص الضريبي... إن لجوء السلطة إلى استخدام القانون لتركيع المعارضين وتأديبهم يبدو لي مجرد عرض؛ إذ الجوهر هو عدم صدور أي توضيح من الملياردير التازي حول حقيقة عدم أدائه لمليار درهم لخزينة الدولة." (عبد العزيز كوكاس؛ المشعل الأسبوعية 1 يونيو 2011)
---------------
(2) بعد أقل من أسبوعين على انتفاضة الضمير حول مظاهر الفرجة المجسدة في المهرجانات أو في المهرجان الفلاني، تمتد أيادٍ بالنيابة يوم 28 أبريل 2011 إلى رمز الفرجة والترفيه المغربيين في عمق تقاليدها التاريخية، ألا وهو ساحة جامع الفنا، بعمق المغرب التاريخي مراكش، لتُسكت فيها أصوات البنادير والحكواتيين والروايس والمهرجين، وذلك على إثر تفجير مِزْوَد من الشظايا الحديدية القاتلة التي استقرت في أجساد أبناء وبنات السبيل من مواطنين وضيوف من رواد مقهى أركانة. إذ ذاك بادرت كل أصوات أيديولوجية تامارا إلى إعادة تشغيل أسطوانة "ندين هذا الفعل ولكن ..." التي تم تسجيلها كـ"ماركة مسجلة" بعد تفجيرات 2003 التي كانت قد استهدفت نفس القبيل من الأهداف الترفيهية ("مطعم شرف" بالدار البيضاء)، والتي كانت أعقبت تفكيك ما كان قد سمي قبل سنة منها بـ"الخلايا النائمة" المشرقية، التي كان قد أجمع طيف واسع من الصحافة المستقلة ومن الأصوات السياسية على اعتبارها "خلايا نائمة مزعومة" من اختلاق جيوب مقاومة "المفهوم الجديد للسلطة" الذي كان من بين الرهانات التي كان قد نادى به العهد الجديد.
---------------------------------
فإذا كانت جمل "الإدانة" لأحداث الجمعة 16 ماي 2003 لدى ذلك الطيف جملا مركبة كقاعدة، تستدرك دائما مضمونها عن طريق ربطه بـ"لكن"، فتقول مثلا (... لكن حذار من أن يُتخذ الأمرُ سلاحا لتبرير سياسة الاستئصال باسم مقاومة "ما يسمى بالإرهاب" )، وهو ما يفيد ويُـقـر في الأذهان بأن الإرهاب كواقع إنما هو أمر مدبّر أو مشجع عليه على الأقل من طرف جهات غيبية داخل جهاز الدولة، وأنه ليست له أي علاقة لا بالخطابات التكفيرية التحريضة الداخلية ولا بالواقع التنظيمي العالمي، إذا كان الأمر كذلك، فإن "إدانة " تنفيذ "حكم الضمير" بالنيابة في رمز الفرجة بـ"جامع الفِـناء" الذي حكم عليه بالفَـناء يوم الخميس 28 أبريل 2011، والذي جاء بالضبط في الوقت الذي تعالت فيه أصوات "تحريفية"لإعادة قراءة لملف 2003 وإسقاط قانون الإرهاب لإعطاء معنى كامل للعفو السياسي عن معتقلي السلفية، هي "إدانة" تلخصها لدى ذلك الطيف جمل مماثلة من هذا القبيل:
- (أقوى رد فعل على العملية الأرهابية التي ضربت جامع الفنا ... جاء من شياي 20-فبراير: "لا للإرهاب، ولا لاستغلال الإرهاب لقتل المطالب الديموقراطية" (...). شباب 20-فبراير يقولون: لا، للإرهاب، ولا، لتجار الإرهاب (...). الرهان اليوم هو تخليص قطار الإصلاحات من الأحداث الظرفية والوقوف بحزم في وجه الأجنحة "المحافظة" التي تخفي "قلقها من الديموقراطية" خلف الدفاع عن الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب). (توفيق بوعشرين، في افتتاحية يومية أخبار اليوم 30 أبريل 2011)).
- (... نحن نعتبر بأن العمل هو فعل إجرامي؛ وانطلاقا من مبادئنا فأننا ندينه بشدة؛ ونعتبر أن تطرح تساؤلات كثيرة، خاصة بالنظر إلى التوقيت ... كما نحذر من مغبة استغلال هذا الحدث من أجل المزيد من التضييق على الحريات وخرق حقوق الانسان... وكيفما كانت هوية الفاعلين، فإن عملية مراكش لا تخدم سوى مصالح المستفيدين من الفساد والاستبداد. (عبد الله الحريف؛ ص:4، يومية الأحداث المغربية 30 أبريل 2011 )).
المهم في كل هذا ليس هو ترجيح هذا الاحتمال أو ذلك في باب التحقيقات الأمنية والقضائية؛ إنما هو التساؤل عن الدلالة السياسية لخطاب دأب منطقه باطراد على نفي حقيقية الواقعية الموضوعية لظاهرة الإرهاب في أبعاده الداخلية والعالمية ونفي أي علاقة بينه وبين خطاب التحريض، وعلى الربط الآلي المبدئي بالمقابل بين أحداثه، حتى قبل سماع تفاصيل كيفية تمامها، وبين إرادة جهات غيبية داخل جهاز الدولة تختلف ألقاب ترميزها،
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 347 autres membres