OrBinah

(EN ARABE) Langues et mentalités (identité, modernité, femme, etc.) : une nouvelle publication

Si le texte arabe ci-dessous ne s'affiche pas correctement, aller  vers la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur (PLUS, puis sur ARABE(Windows)

 

مقامات في اللغات والعقليات؛ الهوية والتحديث ما بين التذكير والتأنيث

 

 

ذاك هو عنوان الكتاب الجديد (2010) الذي صدر بالرباط لمؤلفه، محمد المدلاوي المنبهي، وهو من حجم  161 صفحة 17c × 24c))، والذي حظي بقراءة تقديمية بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية يوم 27 يناير 2010، قام بها الأستاذان، عبد الفتاح الزين (من المعهد الجامعي للبحث العلمي) وأحمد عصيد (من المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية) بعد أن حالت ظروف طارئة دون حضور كل من الأستاذين محمد العمري (كلية الآداب؛ الرباط- أكدال) ومصطفى الخلفي (رئيس تحرير يومية التجديد) اللذين كانا قد تفضلا بقراءته في أفق المشاركة في تقديمه.

وقد جاء في رابعة الغلاف ما يلي بين قوسين مزدوجين، وهو مقتطف من مقدمة الكتاب:

 

((على الرغم من أن هذا العمل يعتمد في معظم فصوله على بعض معطيات اللغة، ومنها المعجم والصرف والاشتقاق على الخصوص، وعلى الرغم من أنه يستعمل تلك المعطيات لإثارة بعض القضايا الأنثروبو-لغوية فيما يتعلق بالتمفصل أو التداخل القائم ما بين المنطق الطبيعي، واللغة، والذهنية، فإن الأمر  لا يتعلق هنا بخطاب علمي محض، محكومٍ بعلم موصوفٍ ومحدَّدِ الموضوع والمصطلحات والمنهج، وإنما يتعلق بنوع التخييل والتصوير، يتخذ من مفردات اللغة وتراكيبها خطوطا وظلالا وألوانا للتعبير التخييلي وليس لوصفٍ ولا لاستقراءٍ وتحليلٍ علمي للقضايا المثارة. فالنص إذن في متناول عموم القراء مهما كان زادهم في ميدان اللسانيات.

 

وأسلوب الكتابة في هذا العمل أشبه ما يكون بأسلوب الكاريكاتور أو أسلوب التكعيبية في الرسم والنحت من حيث إن هذا الأسلوب الأخير ينظر إلى الأغراض المستهدفة عبر ما يشبه مرايا متكسرة أو عدسات إهليجية التقعير أو التحديب، أو منشورات وبريسمات متعددة الأوجه، مضخـِّما بعض القسمات المميزة للهدف قصد إثارة الانتباه إليها؛ وهو لا يُدخل مع ذلك أي عنصر جديد على أصل الصورة، وإنما يـُخضع أبعادَ العناصر إلى تناسبات جديدة غير مألوفة فيما تعكسه المرايا المستوية والعين المجردة العادية، وبذلك يثير الانتباه إلى بعض الخصائص التي لا يتوقف عندها النظر المألوف كثيرا؛ فهو إذن فن للتنبيه والإيقاظ ولفت الانتباه. ويصدق نفس الشيء على الكتابة. "فمهمة الكتابة الإبداعية التخييـلية المستفزة للفكر النائم هي إثارة الالتبـاسات وإبرازها ـ  دون أن تكون مطالبة بفحصها مخبريا أو تسويرها منطقيا، تاركة لأذهان الآخرين السباحة في عوالم الحيرة إزاء أشياء كانت تبدو لهم بديهية."

 

أطلِق على مجمل الكتاب عنوانُ "مقامات في اللغات والعقليات"، وذلك ليس لكون النصوص المكونة له تندرج فعلا وكليةً، من حيث الخصائص الأدبية للخطاب، في باب "المقامة" بمفهومها التصنيفي المتعارف عليه، ولكن لمجرد إعطاء تسمية لعمل لا يندرج فعلا بكامله وبالتمام في إطار أي جنس أدبي معروف وموصوف. صحيحٌ أن النص الأول الذي يشكل صلب الكتاب يقـترب من المقامة من بعض أوجهه؛ إلا أنه يضيف عناصر فنية وبنائية أخرى جديدة. وأهم هذه العناصر هو الاستخدام الفني لتخريجات التقليبات المعجمية والصرفية كأداة لإثارة بعض القضايا ولتبليغ بعض الأفكار تبليغا إيحائيا غير برهاني انطلاقا من حفر أركيو-لغوي يعمل على استعادة مواطن تناصّ النصوص، واستعادة الاستعارات والمجازات الأولى التي تأسست عليها مواد المعجمين، العامّ والاصطلاحي، مما يميط اللثامَ في النهاية عن الهواجس الانفعالية الجماعية لذهنية القوم أصحاب اللغة.

 

وبناء على ما سبق، وعلى الرغم مما يربط بين المعجم اللغوي والمنطق العقلي من تداخل خاص يعكس الملامح الثقافية المعينة الخاصة بأصحاب اللغة المعينة على شكل ما يسمى بالعقلية أو الذهنية، مما يُـترك أمرُ تناوله المنهجي لأبحاث الأنثروبولوجيا اللغوية بمفاهيمها وطرقها، على غرار ما نجده لدي المدرسة الأمريكية الرائدة في الميدان على الخصوص (Boas, Sapir, Hymes, Silverstein)، يتعين ألا تؤخذ التخريجات المستخدمة في هذا الكتاب على ظاهر لفظها ومطلقِ دلالته، فتعتبرَ في حكم التحليل الأنثروبولغوي، إذ أنها، كما ذُكر، مجرد استخدامات فنية، الغاية منها تحريك الفكر وخلخلته بطرق فنية غير برهانية لدى أوسع الشرائح غير المتخصصة، لا في اللغة، ولا في الانثروبولوجيا الثقافية، وذلك قصد إثارة أسئلة عامة جديدة مما يتعين أن يعالج بعد ذلك بشكل جدّي في المجالات العلمية والفلسفية المعنية المتخصصة.))

 

محتوى الكتاب

بعد استهلال عام بعصف فكري من الأسئلة غير المعتادة تتعلق بمقولتي التذكير والتأنيث،وذلك عن طريق المقارنة بين مجموعة من اللغات السامية وغير السامية (عربية، عبرية، أمازيغية، فرنسية، إنجليزية، ألمانية، الخ) في الباب، يتمثل القسم الأكبر من الكتاب - وهو القسم الذي يقترب من الناحية الفنية من فن المقامة - في رحلة فانتــاسطيــقية عبـر فضاء لا-زمكاني تتحرك فيه شخصيات تنتمي إلى عشيرتين يجعهما الانتماء الطوطمي إلى جدين من فصيلة الأنعام؛ فإحداهما تنسب نفسها إلى جد طوطمي من الضأن، "بنو خروف"، والثانية تنسب نفسها إلى جد طوطمي من الإبل، "بنو بكر".

هاتان العشيرتان اللتان تتقارب ثقافتاهما من حيث الطبع، بقدر ما تتنافران على مستوى رمزيات تدبير رقعة الفضاء والمرعى، قد وجدتا نفسيهما في مرحلة من تطور وعي كل منهما بذاتها وقد تقاطبتا تقاطبا كليا حول تدبير شأن اللغة في ذلك الفضاء. وقد عمدت كل عشيرة لما احتدم ذلك التقاطب إلى الغـَرْف المحموم من مخزونها الأسطوري للإدلاء بحججها التي ترى بأنها عين الحقيقة العقلية.

وكما هو الشأن بالنسبة لأبعاد الأحداث والمكان والزمان، يشكل التداخل والتناسخ بين الشخصيات قاعدة البناء الفني في هذا العمل؛ وهي خاصية تضفي على المؤلـَّف طابع خفة تخييلية تذكـّر باستمرار بأن العمل ذو طابع أدبي في جوهره بالرغم من كل مظاهر مشابهة الحقيقة التي توحي بها موضوعية الاستدلالات اللسانية التي استخدمت لإثارة القضايا الفكرية التي تشير إليها الكلمات-المفاتيح أسفله. أما القسم الثاني، وهو أقل حجما مثل الثالث، فيعيد تناولَ بعض القضايا المثارة في القسم الأول تناولا أقرب إلى قصة قصيرة محررة بضمير المتكلم بإسلوب بيوغرافي. أما القسم الثالث فيعود نصيب من نفس تلك الأفكار فيطورها على شكل مقالة صحفية.

 

بالنسبة لجوهر المضمون، تشكل العلاقة المحتمل قيامها ما بين لغة معينة وعقليةالناطقين والناطقات بها الموضوعَ المحوري الذي تتفرع عنه بقية المواضيع الفرعية (وضعية المرأة، مفاهيم المدينة، والحق، والعدل، الخ). ويتمثل منهج المعالجة في رصد مجموعة من ألفاظ المعجم مما له دلالة بالقياس إلى الموضوع المحوري والمواضيع الفرعية (أنظر الكلمات-المفاتيح)، وسبر أسسها التأصيلة التي تطورت عبرها لفظا ومعنى في المعجم التاريخي، وكذا معالجة مجموعة من الخصائص الصرفية والتركيبية من قبيل أسس تصنيف مفاهيم مجردة أو محسوسة، حية أو جامدة إلى مذكر ومؤنث، والتمييز بين ما ينصرف وما هو ممنوع من الصرف، وما هو مغلب على غيره في الإتباع، الخ.

 

لكن لا يتعلق الأمر في النهاية  باستعراضات لغوية مقصودة لذاتها. إنْ كلُّ هذا الرصد والسبر إلا مجرد ذرائع لإثارة الأسئلة الفكرية والثقافية المقصودة بأسلوب أدبي يستعمل معطيات اللغة كأدوات بناء فني. فالعمل مرة أخرى، عمل أدبي وفني في جوهره؛ بل إن نصيبا من الميل إلى أسلوب السخرية في إثارة تلك الأسئلة كثيرا ما يكون بارزا في ثنايا العمل، لكن من دون أن ينال ذلك من جدية الأسئلة المثارة.

 

وكما يوحي بذلك عنوان الكتاب، فإن الحقول المعجمية/الدلالية التي استُخرجت من خلالها الألفاظ التي تم سبر تأصيلها المعجمي هي الآتية:

ü             اللغــة في حد ذاتها باعتبارها موضوعا للتفكير و/أو للعواطف والأهواء،

ü             العقلية، أو (الذهنية)، باعتبارها نمطا ثقافيا خاصا للتفكير يتداخل كثيرا على مستوى الأداء مع نمط تفكير العقل ويحل محله في غالب الأحيان في لطافة يصعب الانتباه إليها،

ü             الهوية، باعتبارها تصورا ذاتيا للذات يتحرك في الزمان والمكان والتاريخ، ويُبنى ويعاد بناؤه باستمرار بمقتضى المستجدات، وباعتبار ذلك المفهوم يشكل في فترات التحول بعدا تقاطبيا تتواجه على قطبيه قوى السكون وقوى الحركة، وهو مفهوم لم ينل بعد في مجتمع مثل المجتمع المغربي الراهين على سبيل المثال من مجهود التفكير شيئا ذا بال رغم إحساس كل من قوى السكون وقوى الحركة براهنيته،

 

وباختصار، هذه هي أهم الكلمات-المفاتيح الدالة المترددة في الكتاب:

اللغة، العقلية، العقل، المذكر، المؤنث، المرأة، المرء، أميسية، أبيسية، طلاق، ثقافة، هوية، تربية، تعليم، تثقيف، عِلم، جامعة، دراسة، قراءة، تقويم، سياسية، حُكم، عدالة، عدل، حقّ، دولة، مدينة، مواطنة، سلطة، ديموقراطية، ثورة، جمهورية، مجتمع، لائكية، مثقف، بهتان ثقافي، الخ.

 

تكــامــل

على مستوى الموضوع وعلى صعيد الأفكار المعبر عنها، يقوم هذا العمل في تكامل تام مع الملعبة الأمازيغية (http://www.bladi.net/la-comedie-berbere.html) التي صدرت لنفس المؤلف قبل سنة (نوفمبر 2008) مع فارق كون العمل الحالي عملا نثريا بالعربية، بينما العمل السابق عمل منظوم بالأمازيغية (تاشلحييت).

 

شــــكـــر

يشكر المؤلف المكتبة الوطنية للمملكة المغربية التي نظمت لقاءا تقديميا للعمل فور صدوره، كما يشكر الأستاذين محمد العميري (معهد الدراسات الإفريقية) ومحمد العمري (كلية الآداب، الرباط-أكدال) اللذين واكبا العمل في مراحل تحريراته الأخيرة مبديين كثيرا من الملاحظات المفيدة وحتى بعض التحفظات الشخصية بالنسبة لبعض المسالك، ويشكر كذلك السادة الأساتذة الدين تفضلوا بقراءاتهم التقديمية، وكذا الصحفية زاينة همو من إذعة شذا إيف-إيم التي خصصت للتعريف بالعمل أحدى حصص برنامجها الأسبوعي ليوم الجمعة، والكاتبة البارزة غيثة الخياط التي برمجت له حصة ضمن برنامجها الإذاعي Un livre, un ami على أمواج .RTM

 

 

 

 



09/03/2010
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 347 autres membres