(EN ARABE) De la nature du discours sur la musique (malhun en particulier)
Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE, puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur ARABE(Windows).
عودة إلى الملحون؛
طبيعة الخطاب حول العروض والموسيقى
في نهاية حلقة سابقة بعنوان "مكانة الملحون في مفهوم الثقافة المغربية"، تم ختم المقال بالتساؤل الآتي: [[فما موقع مثل كل هذا من مناهج الدراسات الأدبية بالجامعة المغربية ومراكز الحث العلمي وبمنظومات التكوين والبعث الثقافي المختلفة؟ مشروعية هذا السؤال مبنية ليس فقط على المزايا الأدبية والفنية العالية لشعر الملحون في حد ذاته، وعلى صدق ترجمته للهوية المغربية؛ إنها مبنية كذلك على ما تحقق أكاديميا من توفير للأدوات المفهومية والمصطلحية والوصفية لمقومات هذا الشعر من حيث معجمه وعروضه وبناء قصيدته وألحانه، وهي عناصر قابلة اليوم للتبليغ، ولا يستلزم تلقينُ عناصرها الأساسية أكثر من ورشتين عمليتين جدّيتين في يومين اثنين.]].
أما هذه الحلقة فتهدف إلى إعطاء نموذج عملي لمدى توفر الأدوات المفهومية والمصطلحية الوصفية المذكورة على صعيد الدراسات الأكاديمية. وسيتم ذلك من خلال إيراد نموذجين من نماذج الخطاب في باب ما يتعلق بالغناء والموسيقى بصفة عامة: نموذج خطاب التمثلات والشطحات، ونموذج خطاب المفاهيم والمصطلحات. النموذج الأول، بالرغم من أن له طابعا صحفيا، فإنه لا يختلف البتة عن معظم ما يروج لحد الآن في كثير من الأطاريح والمؤلفات في ذلك الباب، أما النموذج الثاني فهو ترجمة لنص من نصوص تبادل علمي جرى بين باحثين في نفس الباب، أحدهما أجنبي ولا يفقه من الملحون سوى جوانبه العروضية والإيقاعية نظرا لعدم معرفته بالعربية المغربية. ولقد ورد في النموذج الأول ما يلي:
[[يتمثل التجديد في الموسيقى في الروابط المحكمة بين عناصر الجملة الموسيقية الواحدة. وقلما يتأثر اللحن في جوهره ووحدة معانيه بانتقاله من طبقة إلى أخرى؛ إذ المفروض في اللحن أن ينسجم مع التعبيرات الموسيقية وتسلسلها الموزون لأداء ما يفيض به الإلهام الفني عند الفنان ... ولذلك فإن الاهتزازات الحسية المتتالية والمؤثرة في السمع تعدّ عاملا ضروريا في الوقوف وتحديد ما يمكن أن ترمز إليه المقاطع الموسيقية؛ وهي نتيجة ذلك التيار المتحرك. ... خلاصة القول إنه إذا لم تكن الأحاسيس خيوطا تغزل الموسيقى من خلالها نسيجَها، فكيف يتسنى للمؤلف الموسيقي إيجاد السبيل إلى التخصيص والتحديد؟]] ("الوطن الآن". 13 يونيو 2013، ص:29). أما النموذج الثاني، فقد ورد فيه ما يلي:
[[هذا جواب عن ورقة أسئلتك المؤرخة بـ 8 يونيو 2013 والمتعلقة بعدد النبضات الوترية لآلة "السويسدي" في كل من الشطر الأول والشطر الثاني من قصيدة "حـمّان" كما غناها الحسين التولالي، أي الشطرين الآتيين:
1- سمْعو قصّة حْمّان يوم جا يتزوّج، يا مْن تْسال، وخْدا عْصرية؛
2- ونْـدم عْن شاين دار يوم روّح صابْغ لْـنْجال.
الميزان الإيقاعي للحن القصيدة هو ميزان 8/4، أي ما قيمته أربع نوطات من ذوات السنّ (croche). ويمتد الشطر الأول على مجموع اثنتي عشرة دورة من دورات الميزان، بينما يمتد الشطر الثاني على ثمان دورات، مما يعطى في النهاية عشرين دورة إيقاعية عبر جملتي اللحن، أي جملة "النداء" في الشطر الأول، وجملة "الجواب" في الشطر الثاني. وينتهي كل من النداء والجواب بنغمة "صول-بيمول" مع "تمويج" لها (mélisme) في النداء. وها هو الآن جدول لهرمية أزمنة الاعتماد (temps forts) في إيقاع لحن جملتي النداء في الشطر الأول، والجواب في الشطر الثاني: (هنا يعطى جدول من 40 عمودا أفقيا و9 صفوف أفقية). وفي الأماكن التي استرعت انتباهك، أي الأماكن التي تقوم فيها آلة "السويسدي" بمجرد مصاحبة المنشد الفرد عن طريق ترديدها الرتيب لنغمة طبع اللحن (tonique) التي هي "سي-بيمول"، تتمثل نبضات تلك الآلة حينئذ، كما يتضح من جدول الإيقاع أعلاه، في مجرد نقر رتيب لتلك النغمة بقيمة نوطة سوداء (noire) على خلفية إنشاد المنشد الفرد (solo)، أي بمعدل ضربتين في الميزان الواحد. رتابة هذا النقر، إضافة إلى قصر أوتار آلة السويسدي وصغر علبته الترديدية (caisse de résonnance)، هو ما يعطي للأذن غير المتعودة على هذا اللون الموسيقي الانطباع بأن الأمر يكاد يتعلق بآلة نقرية، وليس بآلة وترية. غير أنه يحصل أحيانا أن يحقق عازف السويسدي النوطة السوداء الثانية من الميزان بما يساويها من ذوات السن، أي مسننتين (2 croches). هذا التنويع الحر الأخير في العزف هو ما يجعل تعداد ضربات وتر السويسدي تعدادا سطريا، اعتمادا على مجرد الإنصات السمعي المباشر، أمرا متعذرا؛ إذ أن ذلك حسابٌ إنما يمكن استنتاج قيمته التقديرية عن طريق حساب عدد دورات ميزان الإيقاع في كل شطر. أما في ما يتعلق بالتصاقب ما بين مختلف درجات أزمنة الاعتماد في إيقاع اللحن من جهة، ومواطن الإيقاع العروضي للكلمات حسب موقع البحر على الدائرة العروضية من جهة ثانية، فإن أداء المجموعة (chœur) هو الأقرب إلى تحقيق ذلك التصاقب. أما المنشد الفرد، فيعطي لنفسه الحرية في الابتعاد بمختلف أنواع المد والتفاقم (syncope) عن ذلك التصاقب التقديري ما بين البنية العروضية للكلمات والبنية الإيقاعية للحن، تاركا متعة استنتاج ذلك التصاقب لفطنة المستمع ذي المعرفة السليقة بالبنيتين معا. وبصفة عامة، تبقى السرابات وتلك الأقسام ذات الأداء الحثيث التي يطلق عليها "دريدكة" هي اللون الأدائي الذي تتم فيه أقصى درجات التصاقب ما بين إيقاع اللحن باعتبار حساب أزمنة الميزان، وإيقاع العروض باعتبار توالي أنواع التفعيلات كما هي محددة في عروض الملحون.]].
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres