(Arabe) Définitions fantastiques de certains concepts éthiques 1-la Cité
معجم مواد الأحكام السلطانية وأخلاق المدينة وفلسفة التاريخ
كما وردت في كتاب "مقامات في اللغات والعقليات؛ الهويّة والتحديث بين التذكير والتأنيث"
كتاب "مقامات في اللغات والعقليات؛ الهوية والتحديث ما بين التذكير والتأنيث" (2010؛ انظر هــــنــــا) كتاب تخييلي الأسلوب، وفانطازيّ التحرير في باب العلاقة الأنثروبو-ثقافية بين اللغات والذهنيات. كاتبني أحد الزملاء مؤخرا في شأن بعض ما ورد فيه، فعدت إلى الفصل المعنيّ، ففاجأني أمر ما جاء فيه من إرهاص غريب قبل سنة ممّا عرف بـ"الربيع العربي" للسنة الموالية (2011) الذي أصبح غُثاء أحوى يغذّي نارا لا تبقي ولا تدر، بدل ما كان يُنتظر من أن يأتي ربيعا طلقا يختال ضاحكا يرسم البسمات على شفاه من صاحوا "هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية" (هـــنـــا).
- بعد فصل "ما يستفاد من المقامة"، وعلى طريقة دروس التفسير كما تم تلقينها لنا في الصغر، خُتم الكتاب بفصل أخير لـ"شرح المفردات" بعنوان "معجم مواد الأحكام السلطانية وأخلاق المدينة وفلسفة التاريخ" الواردة في المقامة. ويتعلق الأمر بالمواد الآتية:
اللغة، العقلية، العقل، المذكر، المؤنث، المرأة، المرء، أميسية، أبيسية، طلاق، ثقافة، هوية، تربية، تعليم، تثقيف، عِلم، جامعة، دراسة، قراءة، تقويم، سياسية، حُكم، عدالة، عدل، حقّ، دولة، مدينة، مواطنة، سلطة، ديموقراطية، ثورة، جمهورية، مجتمع، لائكية، مثقف، بهتان ثقافي.
وتعميما لمشاطرة لا يراد منها جزاء ولا شكورا من قبيل "لا خوف، لا طمع"، سأعمل من حين لآخر على نشر "تعريفات" هذه المواد على الخط بمدونة OrBinah. وهي تعريفات يتداخل فيها جوهر الجد بالاسلوب الفانطازي، أي على طريقة قول الجدّ بما يشبه الهزل كما هو طابع مجمل الكتاب. وسابدأ بمادة "المدينة".
1- مادة "المـدينة":
أن أول المتشابهات من الكـَلـِـِم وأهمها في نص مقامة مدينة النحاس هي مفردةُ 'مدينة'؛ وسيعالجها الشارح الأول، وله أجران إن أصاب، وأجر واحد إن أخطأ؛ وسيتأنس في شرحه باجتهاد بعض أصحاب الفضول المعرفي من اللغويين. يرى هؤلاء بأن القوم في مدينة النحاس قد دارت الأكوار على جيلهم، وانقطع سند العلم عن أشياخهم، فنسوا التاريخ وأُنْـسُـو ذكرَه بفعل غشاوة الأهواء وسُجُف الجهل الضاربة على مـُـضَـغ قلوبهم، فتبعهم في الضلال طلاّبهم الذين ساسهم أشياخهم - كما تُساس الدواب – وروضوهم على البصبصة حتى فاقوهم في الانقطاع عن السند العقلي الصحيح، وعن رياضة الإبداع البديع. فقد اتفقوا على ضلال، فظنوا جميعا أن المدينة مقابـِلة لــ"البادية"، ومغلـَّبة عليها في برصة قيم الحضارة والتنمية، لأن علاقة التغليب هي العلاقة الوحيدة التي يمكن أن تجمع بين طرفين في نحو منطقهم، كما فهموه لجيلهم. لقد نسوا، وما أنساهم الحقائقَ إلا الهوى وتغزّلُ مثقـفيـهم الباتولوجي بمفاتن العربية، بأن كلمة مدينة اسمُ مكانٍ، مشتق من دان/ يدين بمعنى "تعامل" و"عامل"؛ ومنه الأثر القائل "كما يدين المرء يدان"، أي "كما يعامِـل المرءُ يعامـَل". ومنه كذلك: "الدين المعاملة". ومنه قولهم "الحصول على الشيء دَينا لا مناجزة"، أي عن طريق التعامل بالذمة وبالائتمان في تبادل البيع والشراء. فــ"المدينة" إذن، من حيث الاشتقاق، هي الفضاء الذي يتعامل فيه منتظم شراكي تشاركي من الناس وفق أسس معينة للدَين والمداينة والتعامل والمعاملة. لقد سميت "مدينة"، كما يسمى الفضاء الذي يكون فيه الكائن "مكانا"، والفضاء الذي يجلس فيه الجالس "مجلسا"، والفضاء الذي يقوم فيه القائم "مقاما". إنها إذن فضاءُ تداول وتدبير شؤون العادة والعبادة، ضمانا لاستمرار العمران وتنميته، وطلبا لمـُثـُل السعادة. أي أن مفهوم المدينة في نهاية الأمر هو ما يسمى عند المتأخرين بــ"الدولة"، المشتقة بدورها من التداول والمداولة كما سنرى، التداول في الأمور وتداول الوظائف والمسؤوليات. وبما أن الإسلام تميز تاريخيا بظهوره كدِين ودولة، فإن الشرح السالف الذكر على التو هو ما يفسر تغيير اسم حاضرة يثرب بمجرد تمام الهجرة إليها، وقيام السلطة والقضاء والدفاع المؤسسي فيها. لقد أصبحت عندئذ أول فضاء لتدبير ومداولة شؤون العادة والعبادة في إطار الإسلام، من تقنين كيفية الأذان للصلاة وتحديد قبلتها (استعمال النواقيس، أم إشعال النار، أم الدعوة بالصوت؟ استقبال بيت المقدس، أم المسجد الحرام؟)، إلى القضاء بالسقي لصالح الزبير،[1] وإلى إصلاح ذات البين بين الأوس والخزرج ومحو آثار حربي 'سمير' و'باعث'، وما تخلل بينهما من حروبِ 'حاطب'، و'جحجبا'، و'السرارة'، و'الحصين'، وفارع'، و'الربيع' و'الفجار' و'معبس' ، و'مضرس'؛ وإلى المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار، وتنظيم التعليم ومحاربة الأمية بعد غزوة بدر، وإبرام أول معاهدة دفاع، وقد كانت مع يهود يثرب وتنص على ما يلي:
"إن يهود بني عوف أمةٌ مع المؤمنين؛ لليهود دينهم وللمسلمين دينهم، مواليهـم وأنفسِهم، وكذلك لغير بني عوف من اليهود. وإن على اليهود نفقتـَهم، وعلى المسلمين نفقتـَهم. وإن بينهم النصر على من حارب أهل هذه الصحيفة. وإن بينهم النصحَ والنصيحة، والبرّ دون الإثم. وإنه لم يأثم امرؤ بحليفه. وإن النصر للمظلوم. وإن اليهود يتفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين، وإن يثرب حرام جوفها لأجل هذه الصحيفة. وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مرده إلى اللَّه عز وجل، وإلى محمد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم. وإنه لا تجار قريش ولا من نصرها. وإن بينهم النصر على من دهم يثرب... على كل أناس حصتهم من جانب الذي قبلهم. وإنه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو آثم"؛
إلى غير ذلك من شؤون الدولة الثيوقراطية الناشئة، كعقد الأحلاف وتنظيم الدفاع والفتوحات وتوزيع الغنائم والفيء. لقد أصبحت حاضرة يثرب وواحتها بعد ذلك تسمى المدينة، أي الدولة وفضاء المواطنة بمفاهيم ذلك العهد. فبهذا المفهوم تحدث الفلاسفة والمفكرون - من أفلاطون إلى النورسي، مرورا بالقديس أغوسطين (La Cité de Dieu) وابن رشد، وموسى مانديلسون (Jerusalem) - عن مؤسسة 'المدينة'، وليس بمفهوم اعتبار المدينة فضاءً للهجرة القروية بفعل استقواء قيم البرصة الحديثة لتوزيع العمل والخيرات بشكل غير متكافئ، فضاءً يتميز عن البادية بالازدحام في الطرق وزحف أروقة المقاهي على جزء من الرصيف واستعمار الباعة المتجولين لما تبقى، وكذا بتحول كثير من المرافق القديمة، كالمكتبات التي هي في طريق الانقراض، إلى مقاه ومحلبات لاستقبال العاطلين، السَافِرين منهم - وهم قلة - والمقنّعين منهم - وهم كثرة من المرتدين إلى الأمية، يتسترون تحت شارات مؤسسات نخبوية رسمية وغير رسمية، كانت في وقت ما عالية الهمة على الأقل من حيث إنتاجها لشعارات مؤطـِّـرة بالرغم من زيفها، لكن ما لبث أن أفل نجمُها وخبا إشعاعها لزيف شعاراتها أولا، ولسهولة اكتساح صفوفها من طرف العاطلين الذين يتقنعون من وراء هياكل تنظيماتهم الحمائية المتعددة والمتداخلة ومن وراء ألقاب وظائفهم التقديرية الافتراضية فيها، من رئيس ونوابه، وكاتب عام ونوابه، وأمين مال ونوابه، وجوقة المستشارين.
فالمدينة - مفهوما واشتقاقا - تشمل في الحقيقة الحاضرة والبادية وهما فضاءان متكاملان. وكلـّما رسا واستتب التكامل في توزيعٍ أمثلَ للعمل ولإنتاج الخيرات والخدمات وتوزعها بين البادية والحاضرة في الفضاء المؤسسي للمدينة على أسس موصوفة تتعاقد عليها وتلتزم بها أطراف الجماعة المؤسسة، إضافةً إلى مقاييس أخرى طبعا، كلما صلحت الجماعة لنفسها وبنفسها فيقال حينئذ عن تلك المدينة بأنها مدينة فاضلة لأهلها، وانبثق فيها مفهوم الفرد المدني المشتق من المدينة والمنسوب إليها والفاعل فيها، أي ما يسمى citoyen أو citizen اشتقاقا من كلمة Cité بمفهومها الإغريقى ونسبة إليها، ليحـُل ذلك المفهوم محل فرد 'الرعية' الذي لا يـُحيل إلا على قطيع الأنعام والدواب في الحِمى، وليؤسس مفهومَ 'المواطنة'، الذي لا يمكن أن يحيل – ما دام الفرد لم يصبح عضوا مدنيا – إلا على مجرد شهادةٍ للسكن نظرا لأن المادة اللغوية "وطن" متطورة لفظا وتاريخيا عن مادة "قــطن" التي منها قطَنَ/يقطن فهو قاطن، بمعنى "اتخذ مسكنا" (قــضم/وضم، قـــسمات/وسمات، الخ.). ومعلوم أن المدينة ليست مجرد محشر للقاطنين (cité-dortoir) كما ورد ذلك في "البدين السمين في أسرار العربية" لأبي نحسٍ الأقرعِ بنِ البلاء المتوفى مصروعا على يد الجن لخروجه عن إجماع العلماء في شرح اللغة في علاقتها بالعقل والعقلبة والذهن والذهنية.
وللمقارنة مرة أخرى، بعد ما ورد في متن المقامة، فإن اليهودية تتميز عن المسيحية، من وجهة مضامين أدبيات النصوص المؤسسة للعقيدة، وكذا من حيث خصائص مراحل الظهور والقيام التاريخي، بكون الأولى أقرب إلى نظام الربط بين الدين والدولة، أي إلى ما يعرف بالحاكمية الثيوقراطية الدينية. ولذلك فإن مفهوم الدولة في اللغة العبرانية، لغةِ تلك النصوص المؤسسة، ما يزال يعبـَّر عنه حتى في الوجه المتأخر لتلك اللغة بلفظ "مدينة"؛ إذ يقال في هذه اللغة مثلا מדינת ישראל [مدينة يسرائيل] أي "دولة إسرائيل"، التي كانت الجماهير تسمع عنها في خطابيات مدرسة الشوكة والغضبة والغلبة والتغليب، وتقرأ لفظها على أعمدة صحافة تلك المدرسة مقرونا دائما بالصيغة الصرفية للتصغير ("دويلة إسرائيل") الذي هو من المعاني القدحية الفائضة عن معنى التأنيث في علوم بلاغة تلك المدرسة الخطابية؛ ثم إنه لفظ كان قد سجن لمدة عقود على مستوى الكتابة والرسم بين مزدوجتين ("دويلة إسرائيل") كأضعف الإيمان في ملة سياسة النعامة الربداء التي "تجفل من صفير الصافر"، وذلك ما لم تتصدره عبارة "مايسمى" تشكيكا في واقعية مرجعه على أرض الواقع (ما يسمى بــ"دولة إسرائيل")، وذلك قبل أن تـُــفـَـكّ عن ذلك المسمى المؤرّق رُقــى المزدوجتين اللتين هما حصاد (بالتعبير الزراعي الجديد لـ"الحصيلة") كفاح جيلين تعاقبا، وأيديولوجيتين سادتا ثم بادتا؛ وقد فُـكت المزدوجتان تلقائيا في صمت وبدون قرارات قمة تنسخ اللاءات الخرطومية الثلاث، وذلك بعد أن ولــّى قِسمٌ من الجيل بحكم القانون البيولوجي، ثم غادر بعدَه جيل ثانٍ الساحة مغادرة طوعية، فذهبت أيديولوجيتاهما معا كسحابتي صيف.
وتدخل كلمة مدينة في اللغة العبرانية في نفس القبيل من شبكة المشتقات الدائرة معانيها حول مظاهر االمعاملة والتعامل وتدبير الشأن العام، وحول أسس كل ذلك. فالفعل דן /دان/ في العبرانية يعني "حكـَـمَ" و "قضى"؛ ووزنُ "فعّـال" منه، أي דין /دايّـان/ يعني "القاضي". فتسمية /موشي دايـان/ مثلا تفيد حرفيا ما معناه: "موسى القاضي"؛ كما أن ابنة عمه، قاهرة القوم والقوميين - وما أدراك ما القاهرة - والمعروفة بــ /ﮔولدا مائير/ (גולדה מאיר)، يصبح معنى اسمها الجرماني-العبري عندما يترجم إلى العربية المغربية مثلا، هو: "الدهبية بنت الضاوي"، ويا لها من 'دهبية بنت الضاوي!'؛ إذ شتان ما بينها وبين "ميلودة بنت إدريس"؛ وذلك بالرغم من تشابه البنية التركيبية ومن الاشتراك في جنس الأنثى وصفة التأنيث. أما المركب الإضافي בית דין (بيت دِين)، فيعني عندهم "دار الشرع"، أي "المحكمة"، أو "دار القاضي" كما كان يقول المغاربة لما كان القاضي يصدر الأحكام في منزله؛ إلى آخر ما هناك من مشتقات مادة דין /دين/، التي تتراوح معانيها في العبرانية ما بين الحق، والشرع، والقانون، والقاعدة، والمبدأ، والجزاء، كما في قولهم /يوم ها-دين/ (יום הדין)، أي "يوم الدين"، بمعنى "يوم القضاء والجزاء"، يوم القيامة أو "يوم الدين" في قول التنزيل "ملك يوم الدين".
فمن خلال هذه الشبكة من المشتقات، وما يرتبط بها من مفاهيم مهيكلة، تستمد مثلا تسمية מדינת ישראל [مدينة يسرائيل]، أي "دولة إسرائيل" مدلولها بالنسبة ولفائدة الجماعة المؤسسة لها والمتعاقدة عليها – ولا حياء في دين – ، باعتبار تلك المؤسسة فضاءً لتدبير شؤون تلك الجماعة وتداولها وفق أسس معينة موصوفة ومتراض عليها من طرف الفاعلين المؤسسين، وهو نفس ما كانت تفيده كلمة مدينة في العربية حينما سميت بها حاضرة يثرب، نواة "الدولة" الإسلامية بتعبير المتأخرين حينما أسستها جماعة المهاجرين والأنصار خاصة من بين أهل يثرب لما تميزت تلك الجماعة عن عرب قريش ويهود يثرب بتصور جديد لأسس المدينة (أي أسس "الدولة" حسب تعبير المتأخرين). وهو نفس ما كانت تفيده أيضا تلك الكلمة في أذهان الفلاسفة، وفي أذهان من لقبوا الحق تعالى بــ"الملك الديّــان"، الذي هو "مالك يوم الدين" أي "يوم الحكم والقضا والجزاء" وليس "يوم الملة" كما يعتقد العامة ممن يدافعون عن اللغة من خطر التلوث.
كان كل ذلك مفهوما مفقوها قبل أن يضيع أساسُ العلم وينقطع سندُه في هذا الباب وفي غيره عن عقول السلف بعد أن أصبح سلفيا وعن أشباه عقول الخلف بطبيعة الحال بعد أصبح متخلفا في مدينة النحاس، التى لم يكن قد بقي فيها إلا أمثال فلول حلقة أبي عمرو ابن الخلا، يسوسونها سياسة؛ فما القول إذن في "السياسة"؟.
- المادة المقبلة: مادة "السياسة" (انقر هـــــنــــا).
[1] جاء في كتاب الفضائل من صحيح مسلم:
حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. وحدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير؛ أن عبدالله بن الزبير حدثه؛ أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، في شراج الحرة التي يسقون بها النخل. فقال الأنصاري: سرح الماء يمر. فأبى عليهم. فاختصموا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير "اسق يا زبير! ثم أرسل الماء إلى جارك" فغضب الأنصاري. فقال: يا رسول الله! أن كان ابن عمّتك. فتلون وجه نبي الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال "يا زبير! اسق. ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر". فقال الزبير: والله! إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك : {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا} النساء 74.
Inscrivez-vous au blog
Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour
Rejoignez les 345 autres membres