OrBinah

(En arabe marocain). Chemin postscolaire-13 (Texte narratif). Fugue, remous-guerres, et examens à l’ENS.

طريق ما بعد السكُـيلة-12

 

(فصل ثانٍ، تابع لسلسة "طريق السكُيلة" التي لم تنته بعد)

(بداية سلسلة الفصل الأول "طريق السكُيلة"، عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

 

.

 13- الإقامة في فاس-ز ("جــلاء، قلاقل وحروب، وامتحانات المدرسة العليا")

(القسم-1 من هذا الفصل الثاني: "الرحلة إلى مراكش" عبر هذا الرابط: هــــنـــــا)

.

جــلاء، قلاقل وحروب، وامتحانات المدرسة العليا

.

دازت أسابيع بعد ما هرب الطوبّاماروس من فاس لأكادير في شيتاء 1973 على إثر إغلاق كلية الآداب والمدرسة العليا للأساتذة، وهوّا غير بارك فدار خوه الحسن فحيّ "بواركًان" فأكادير، ما كا يخرج. كان ديما حاطّ حداه الراديو، صباح وعشية وليل، كا يتصنّت للأخبار الوطنية والدولية فالمحاطات المختالفة، ما كا يسكّتو غير ملّي كا يقرا جريدة العلم اللي كا يجيـبها ليه خوه كل يوم. كا يقراها من القاف حتى للقاف، وخصوصا المقالات التحليلية الطويلة ديال محمد الربي المساري وعمر نجيب. فشهر يناير، استأثرت الطرود البريدية الملغومة اللي تسافطـ'ــت لجوج من قادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالمادة الإخبارية فالصحافة وفالإذاعات. وفي نفس شهر يناير، أعلن الملك الحسن الثاني فواحد الخيطاب ديالو على إرسال تجريدة من القوّات المسلحة الملكية إلى سوريا ومن بعد إلى مصر، في إطار الإعدادات لحرب الخروج من "حالة اللا-حرب واللا-سلم"، أي "حرب اكتوبر 1973" مع إسرائيل، اللي سمّاها البعض في ما بعد لمّا تمّت بـ"حرب رمضان"، بينما سمّاها البعض (نداءات الضابط المصري المنشق، الشاذلي من إذاعة ليبيا) بـ"حرب تحريك، لا حرب تحرير"، واللي مهّدت لاتّيفاقية كامب دافيد بين "ميناحيم بيغين وأنور السادات". ما دازت غير شي شهرين على ذاكشّي حتّى وقعت الأحداث المسلّحة المعروفة بـ"أحداث مولاي بوعزة" فالمغريب، اللي قامت بيها مجموعات مسلّحة في جيهات مختالفة من أطراف شرق الأطلس (تينغير وكًـلميمة وإميلشيل) يوم عيد العرش بالضبط، 3 مارس 1973. وتّعرف فيما بعد أنه، شهرين بعد من ذاكشّي،  أسس الوالي مصطفى السيد وصحابو ذيك "البؤرة الثورية" وسمّاوها "الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" في ـبلدة "الحكًونية" (في 20 ماي 1973، أي 8 شهور بعدما شارك فالمؤتامار-15 ديال "أوطم"، بعدما دوّز الولي شي أسابيع في ليبيا ديال "صوت التحرير" وصيفطوه من تمّا يدير شي شهيرات د-التدريب على السلاح فـ"ألمانيا الديموقراطية"، على ما حكاو من بعد). الحاصيل، الدعوة كا تخلع فالداخيل والخاريج وعلى جميع الجبهات، والناس كا تّسنّى أو كا تّـوقّع "التغيـيــر" اللي ما عارف حتّى شي واحد الكيفية والملامح ديالو بالضبط في "معرَكَة المَصير".

ما ارتاح موحماد من التهجـهيج والزوابع اللي فـراس الطوبّاماروس حتّى توصّل أخيرا بالكارطونة ديال الكتوب اللي كان خلّاها عند صاحبو، محمد بوحمدي في فاس، بعدما سيفطها ليه هاذ الأخير عن طريق الساتّيام. تمّا كًلس للأرض ورتاح كثير من الراديو، وعطاها للقراية والماكلة فابور.

ملّي بدات كا تخفّ الدعوة، وما بقات-شي الهضرة بزّاف على الطلبة، جات زارتو الواليدة وعطاتو واحد 1700 ريال من ذاكشّي اللي بقى ليها من اللي كان كا يعطيها فالعوطال. حكات ليه بلّي صاحبتها "كلتوم أيت الكًمّاضي" قالت ليها بلّي خوها "المحجوب ولد عناية" قال للناس بلّي كان شاف "سّي محماد" بجلابتو فالكار ديال مرّاكش-أكًادير. وزادت قالت ليه الواليدة بلّي الناس كا يقولو راه قبطو "المنبّهي" وصحابو ... وكاين كًاع اللي كا يتّشفّى من ذوك اللي ما كان-شي عاجبهوم "موحمّاد" يصبح "سّي موحمّاد" ...

تمّا، كانت عند موحمّاد الوقت والجوّ الكافيين باش يقرا خير الله من المسايل اللي راشقة ليه عليها فالتاريخ العامّ والقديم (ابن خلدون، هيرودوت) والفلسافة الإغريقية والوجودية، والتحليل النفسي (فرويد) والسوسيولوجيا الكلاسيكية (دوركهايم) والآداب العالمية القديمة (بين الرافدين، مصر القديمة، الإغريق)...؛ وذاكشّي على ضوء ذوك النصايح اللي كانو عجبوه ديال الأستاذين "محمد التازي" و "محمد سبيلا" فباب "التثقيف"، حيث دابا كا يقرا مزيان بالفرانسية، وحتّى النكًليزية كا يتّعافر معاها مزيان.

كان سمع موحمّاد، عن طريق بعض الموراسلات بلّي كانو سمحو لواحد الستّين طالب، بعد مودّة من إغلاق الكلّية، باش يلتاحقو ويستانفو الدوروس. ومعا قرابة فصل الصيف، بعدما هدأت الدعوة ديال الهضرة على المسالة الطولّابية، توصّل موحمّاد بشي خبارات كا تقول بلّـى غادي تّـنظّم شي دورة استيثنائية لجميع الطلبة الآخرين ديال الفوج فشهر سبتمبر، باش يدوّزو حتّى هوما الامتيحان. واحد النهار سمع شي بالاغ في ذاك الموضوع فالإذاعة؛ وتمّا عاد ثاق فالخبار. بالصحّ، بقى للطّوباماروس دابا يقرّر اشنو غادي يدير.  تساءل معا راسو ياك ما غادي يكون ذاكشّي فورصة لاعتيقال المسؤولين القُلال بزّاف ديال "أوطم"، اللي كانو فلتو من الشبكة؟ قال معا راسو، بعد ما ضرب الحساب فالحين - وهو كان عيى صافي من حالة "شيبه السيجن" فدار خوه : على كل حال، يلاك كانو باغيينو راه دابا معروف فين كاين؛ حيث واحد صاحبو وصاحب خوه، اللي كان قرا معاه فالطور الأول بمعهد تارودانت، "حسن كًاش"، اللي كان هوّا الكاتيب الرئيسي و"الساعيد الأيمن" ديال الموحامي محمد السعيدي، ما كان-شي كا يفوّت ليقاء من الليقاءات القليلة اللي كان كا يخرج فيها معاهوم موحمّاد لشي عرضة بالليل، إلّا وهوّا يقدّمو باعتيزاز كا مسؤول في "الاتحاد الوطني لطلبة المغرب" لناس مخلّطين من موحيط القضاء والموحاماة وغيرهوم اللي ما كا يعرفهوم-شي موحمّاد. وزاد الطوبّاماروس وقال معا راسو: على كلّ حال، حتّى يلا كان شي ميلفّ ديالي حدّو فاس، واخّا انا متيقّن بلّي ما قمت بحتّى شي جيناية، فا يلا كانت كا تناظرني شي حاجة، فمن البلادة نبقى ساجن راسي عام أو عامين بشكل مجّاني، وتّقطع الصيلة ديالي بالجاميعة، ومن بعد عاد نطيح فالشبكة، وعاد يبدا شي سيجن حقيقي من الصيفر. عزم ثاني موحمّاد، وقرّر يلتاحق بفاس باش يوجّد للدورة الاستيثنائية لاختيبارات عام التاخرّوج فسبتمبر.

وصل لفاس بالساتيام، بعدما طركًـ صاحبو الطيب العاطفي فالمحمدية، ونزل غير فالأوطيل اللي حدا الماحطة د-فاس: "Hotel de Paris". باش تدوز للغوراف، كا تدوز من وسط البـار، عاد توصل للجاناح ديال السكنى. لقى الأوطيل عامر بواحد الفيئة من الطلبة اللي جاو لنفس الغرض. بداو السلامات والمساولات على ظروف المحنة، وعلى "شكون اللي عندو الموقرّار؟"،... شي يامات من بعد سوّل عليه صاحبو، الطيب العاطفي اللي لتاحق حتّى هوّا بفاس وقالو ليه بلّي الطوباماروس نازل فأوطيل باريس. قال للطوبّاماروس راني نازل فـ"أوطيل الحاديقة"؛ ومشاو بجوج لأوطيل الحاديقة ففاس الجديد. لقى موحمّاد أوطيل الحاديقة "ديالو" القديم مدبوز بطلبة الجانوب على الأخص: جوج حتّى لثالثة فالغورفة، بالفورنو والكًاميلة ديالهوم. بالرغم من كلّشي اللي كان كا يتّقال على هاذاك الأوطيل (واللي كان واقيع)، كان "أوطيل" رخيص، وصالح لبحال الحالة اللي صبحـ'ـت عليها فيئة "طالب-أستاذ" بعد إغلاق المدرسة العليا، وانقيطاع المينحة بشكل موفاجئ هاذي شي ستّ شهور أو أكثر.

تمّا ردّ محمد بوحمدي للطوبّاماروس ذاك الدفتار ديال صندوق التوفير اللي كان خلّاه عندو فالدار ديال حيّي "الليدو" بفاس نهار قرّر يهرب لأكًادير. قبل من ذاكشّي صاق موحمّاد الخبار بلّي الناس كا يقولو راه الطوبّاماروس عندو فلوس. وبالفيعل كانت عندو فدفتر التوفير 110.000 ريال. شحال من واحد جا ضار بيه وطلب منّو شي تسليفة. سلّف بعدا واحد 3000 ريال لبوحمدي بنفسو لأنه واثق فيه مزيان، ومن بعد ذاكشّي سلّف 3000 ريال لـ"قيروش" بعدما شجّعو العاطيفي على ذاكشّي. الأول ردّ ليه ذيك الحصيصة بالتقسيط على شكل "فخاد ديال الدجاج"، بعدما جاه الماداد من عند الأهل فالبلاد (كان كا يخلّص ملّي ياكلو بجوجهوم فشي مطعم). ومن بعدما كثرت الطالابات على الطوبّاماروس من القريب والبعيد، قال معا راسو:

["سطوبّ، حبـ'ــس؛ غادي تدير الخاطر لهذا ولهاذاك، وفالأخير يبقى كثير من اللي ما باقي-شي تقدر تدير ليه خاطرو واخّا بغيتي. الجماعة تغني واحد، وواحد ما يغني الجماعة. غادي تسالي فلوسك، وتدخل للنادي ديال الضيقة، بدون ما تخرّج أي واحد من الضيقة"]، وهوّا يحبـ'ــس بـ"فران-امان". قالو ليه واحد، شي مرة قدّام الأخرين، بالمزاح المخلوط بالجدّ: "يوا كنتو صدّعتونا بالإشتيراكية، وصوّتنا عليكوم، ودابا ولّى التاصرّوف رأسمالي"! تمّا، زاد معاه موحمّاد حتّى هوّا بالمزاح المخلوط بالجدّ وقال ليه:

[ياك، آ-خويا، نفس الغُرّاف باش كانو كا يعبرو لينا الحصّة اللي كانو كا يعطيونا لمودّة عامين ونصّ فإطار التعاقود ديال 8 سنين اللي وقّعنا عليه؛ ومن بعد، كان كلّ واحد بدا كا يغرف من الكًـُـفّة ديالو بمعيلقتو أو مغرفتو الخاصة؟ ياك كنتي حاضر ملّـي حكى لينا "سي فلان" بلّي خوه، بعدما دار الحساب ديال مجموع المينحة لمودة عامين ونص اللي خذاها "سي فلان" بحال الأخرين، قال ليه ملّي بدا كا يطلب منّو يسلّف ليه: /يضهار وكان، آ-كًـُما، يس آ-يكد يتّكا اقُّراب/ ("ظاهر نيت، آ-خاي، بلّي كان كا يدوز ليك للشكارة")؟ وضحك الجاميع. وزاد الطوباماروس: [يوا، اشنو دابا جاب الاشتيراكية والرأسمالية للهضرة فهاذ الأحوال؟ واش كا تعرف ذيك القصّة ديال "الجُندب والنملة"، أو ذيك الأخرى ديال "كُل وقيّــس" ("الديب والكًنفود فجنان الكرموص")؟ آ-خويا الصاراحة صابون...، وكا يقولو النكًليز: يلا سلّفتي فلوسك لصابك، كا تخسر فلوسك وصحابك]. وزاد الجاميع كا يضحـ'ـك.

بقى دابا لموحمّاد ينجز التحرير النيهائي ديال البحث د-التاخرّوج (إشراف أستاذ أحمد العلوي) ويطبعو، ويجمع الشتات ديال الموقرّار. كانو بعض "المحاضرات" اللي تّملات على ذوك اللي كانو من الستّين الناجية اللي سمحو ليهوم بمواصلة الديراسة، كا تروج دايرة بين الطلبة اللي جاو يدوّزو غير الدورة الاستيثنائية. كا تّجمع كل مجموعة منّهوم، وكا يبدا يفتي اللي حاصل على كُرّاسة المادة الفلانية على الآخرين، وينقل هوّا بنفسو (الفوطوكوبّي ذيك الوقيتة كا تعمل من 100 إلى 200 ريال للصفحة) فدفتارو. واحد المرة كان موحمّاد فواحد المجموعة، وكا يملي عليهوم واحد منّهوم  (يمكن "ازازول") "موحاضرات" مادة "الليسانيات" اللي تّسندت، بعد اللي كان وقع، لواحد الأستاذ آخُر من الجيل القديم. بدا كا يسمع وينقل (شي هضرة على "نظريات أصل الغة"، نظرية الهاوهاو/الباوباو ...)، وكا يجيب ليه راسو بلّي كان قرا بحال هاذاك الركًيع فشي بلاصة. غير وصل ذاك اللي كا يملي لباب "العلاقة بين الدال والمدلول"، وملى على صحابو: "فهَــبْ مثلا أنك ارتجلتَ كلمةَ 'تزلمَع'"، وموحمّاد يتذكّر فين قرا ذاكشّي. قال لذاك اللي كا يملي: ساين، ساين شويّة، ونزل بسورعة للغورفة فالسفلي وجبد كتاب "دلالة الألفاظ" ديال ابراهيم أنيس. فتحو ولقى هاذاك المسلك. وطلع، وقال لصاحب الإملاء: قرا كًاع الفقرة الأخيرة من الأول، وبدا كا يقرا. قال ليه تّسنّى وتبّع معايا وبدا موحمّاد كا يقرا من ذاك الكتاب، وما بغى يكمل ذاكشّي. تمّا قول ليهوم موحمّاد/الطوبّاماروس: صافي؛ كفى الله المومنين القتال؛ اللي باغى كمالة "المحاضرات" بالحرف والفاصيلة، يمشي للطالعة ويشري هاذ الكتاب، راه رخيص؛ وبداو كا يتعجّبو وعطاوها للضحك. الحاصيل، كُلّشي كان مرقّع، والجاميع كا يتّأقلم معا الركًيع، وما-شي غير فـ"الليسانيات". وعلى هاميش التحضير للامتيحان، تمّا في "فندق الحديقة"  بالضبط، كان الطوبّاماروس وباقي النوزالاء كا يتفرّجو جماعة بالليل فالتلفازة بالأبيض والأسود، خيلال أسبوع كامل، على انتيصارات "حرب رمضان المباركة التي نصر الله فيها أمة القرآن" اللي كان تمّ الإعداد ليها فبداية فصل الربيع. كانو كا يتفرّجو بحاماس على الطيارين ديال "دويلة إسرائيل" اللي تمّ الأسر ديالهوم، تماما كيما كان موحمّاد فالعام الأول (صيف 1970) كا يتفرّج بحاماس واخّا ما-شي كوايري، هوّا وبقيّة النوزالاء، وحتّي بعض ولاد الدرب، في نفس التلفازة ديال "فندق الحديقة'، على  إنجازات الفريق الوطني المغربي فكاس العالم ديال ميكسيكو في بداية صيف 1970. 

من جيهة أخرى، في باب التحضير للامتيحان، موحمّاد كان حصلت عندو، بفضل السوابق د-القراية، وخصوصا بفضل ستّ شهور الأخيرة ديال الاعتيكاف فأكًادير، واحد المهارة كبيرة فالتعامول معا النصوص على حساب المقام، وما بقى ليه غير يحفظ بعض الشواهد ديال الشيعر فمادة "الأدب المغربي الحديث"، ويعمل شي قيراءات فمادة "التربية" و"التشريع المدراسي (قانون الوظيفة العمومية، الترقية، التقاعد، هيكلة المدرسة العمومية، السُلّم الإداري، ...)، لأنّ اللي نجح فالليسانس غادي يمشي للرباط يدوّز امتيحان "شهادة الكفاءة التربوية" (كيتابي وشفهي). هنا، بالإضافة إلى نظرات خاطفة على واحد الكتاب اللي كا يروج بزّاف عند الطلبة كا مرجيع بالعربية، شرى موحمّاد جوج ديال الكتوب بالفرانسية: واحد ديال جان بياجي (Psychologie et pédagogie)، والآخر ديال آلان (Propos sur l’éducation). وتمّا رجع موحمّاد، من جديد، للخلوة ديالو القديمة في نفس "جنان السبيل" الصغير قدّام سينيما "ريكس" فدار الدبيبغ، فين كان كا يكًلس فنفس البنك  اللي قدّام الخُصة اللي كان شرب منها فرمضان ديال نوفمبر 1970 ذاك الشاب زويزو العصري، بعدما مرمدو واحد بو-سروال قندريسي، وزعف وقال بالغدايد وبدا كا يغوّت: "Je déteste votre religion". تمّا بدا كا يكًلس ويبدا يقرا حول مادة "التربية". بدا بكتاب آلان، ومن بعد، كتاب بّياجي: جوج د-الأعمال مختالفين فلسافياً، ونفسانياً وناظارياً؛ ولاكين موهيمّين بزوج. واحد الحاجة خلعاتو فالموقدّيمة ديال كتاب بيّاجي، كان كا يحسّ بيها على الهاميش، بالصحّ عمّرو ما صرح بيها. ورد فموقدّمة هاذاك الكتاب ما معناه: "كا يقولو الناس بلّي ما كا يتّوجّه للتعليم سيوى اللي فشل يدير حاجة أخرى". هذاك الإحساس كان عندو من نهار اكتاشف بلّي التكوين ديال فالتعليم الأصلي ما يسمح ليه-شي باش يعمل توجيه علمي، وزاد ذاك الإحساس ملّي صبح موحمّاد "طوبّاماروس. ولاكين قال: سير على الله، باللي عطى الله.

جا موعيد الامتيحان، وتّلاقى الطوبّاماروس معا طلبة أُخرين، وتلاقى بالضبط معا الرفيق "محمد رقيد"، وتمّا اطمأنّ بلـّي ما غامر-شي ملّي قرّر يجي لفاس. حتّى واحد ما دوى معا الطوبّاماروس، وداز الامتيحان، الكيتابي والشيفاهي؛ ونجح موحمّاد ثاني بميزة (كا يعقل بلّي قالو ليه بلّي مول العبرية، الأستاذ السموأل، عطاه 8 على 10؛ حيث قال ليه "الله يهنّيك" قبل ما يكمّل معا المجموعة). بقى مازال موحمّاد شي ثلث أيام استيراحة فـ"فندق الحديقة"، كا يطلّ كلّ نهار على الجوطية ديال باب مقبرة اليهود يجمع اللي لقى من كتوب خلّاوها اليهود (فرانسية أو عبرية)، ومن بعد جمع قلوعو للرباط فين يدوّز "شهادة الكفاءة التربوية". نزل عند رفاقو فذيك الدار ديال حيّ "لوصيان"، اللي دغيا عمر'ت حتّى هيّا من جديد. داز الكيتابي، ونجحو فيه يالله شي 22 طالب من جميع الفوج، وكان منّهوم موحمّاد، وجا الشيفاهي ودوّزو عند الأستاذين "مبارك ربيع" و"محمد بوخزار" فالماقرّ ديال "المدرسة العليا للأساتذة". الأستاذ مبارك ربيع كان كا يدخّل بثلاثة أو ربعة (شي شاهد على شي)، بالصحّ كا يبقى معاهوم بزّاف. سوّل الطالب الأول على اشنو قرا فباب التربية، وقال ليه الطالب: استاذ قريب "عبد الواحد وافي"، وقريت ...؛ قال ليه الأستاذ: صافي-صافي؛ واش هاذاكشّي من علوم التربية! نتاقل لموحمّاد، وسوّلو نفس السؤال. جاوب وقال ليه: انا، أستاذ، سبق لي قريت النظرية الترباوية العامة د-تربية الطيفل في كتاب "Emile ou de l’Education" ديال "روسو"، وفي هاذ الأواخير قريت "Propos sur l’Education" ديال "آلان"  و"Psychologie et pédagogie"  ديال "بّياجي". قال ليه "الله يعطيك الصحّة؛ غير هاذاكشّي د-الإكراه والانضيباط ديال آلان، راه فات وقتو"؛ ومن بعد انتاقل لواحد آخر، وجاوبو هاذ الآخر: أنا، آ-أستاذ، قريت "The Art of Teaching"، وقال ليه الأستاذ برافو. فالواقيع، كا يعرف اشنو قرا هاذاك الزميل، اللي كان بالفيعل تعافر معا النجليزية. شاف واحد المرّة موحمّاد واحد التلخيــص ديال هاذاك الكتاب بالنكًليزية المبسّطة على شكل كتيّـب صغيور بزّاف ديال واحد 30 صفحة فواحد السلة د-المعروضات فــ"دار أمريكا" فساحة "لافياط" اللي كان مسجّل فيها هذاك الزاميل فدروس النكًليزية. الأستاذ بوخزر كان كا يدخّل واحد بواحد. تركّزت الأسئيلة ديال فالأول على بعض أوجوه المعريفة د-موحمّاد باللوغة العربية، وبكيفية تبليغ بعض أوجوه البنيات ديالها الصرفية والإعرابية، وصاب موحمّاد حافظ سوارو؛ وانتاقل لمسايل أدبيّة خصوصا الشيعر المغربي. جاوبو موحمّاد بلـّي الديراية ديال بالشيعر المغربي شيبه منعادمة "ما عدا الموقرّار ديال هاذ العام" علاحقّاش بدا الاهتيمام ديالو باللوغاويات/الليسانيات هاذي شحال.

بعدما ظهرت ناتيجة الكيتابي، وكان الحال باقي رمضان، رجع موحمّاد فرحان للدار ديال "لوصيان"؛ شويّة ها واحد صاحبو، من الطلبة النوجابا القُدام، اللي كان ما يفرّط-شي فصلاتو وكان موعجاب بكتاب "مع الله في السماء" ديال أحمد زكي، واللي ما كان-شي داخل معا صحاب الكًاميلة فبداية رمضان فـ"فندق الحديقة"، دقّ الباب، وفتحو ليه. غير دخل، وقال ليهوم من الباب: /يس، أوي، يلّا كرا  ن-ما يتّياوشّان؟ نسقض! نسقض!/، وبداو صحابو كا يضحكو. زاد، ورفع صبعو فوق راسو، وبدا كا يقول: "قوّد، قوّد!"، وزاد وقال: /شاهدات، آ-ماد غيد يلّان، يس-اس نّيخ: "قوّد"/؛ وزادو عاود ثاني مكرشخين بالضحك.

بدا دابا موحمّاد كا ينتاظر التعيين: فين غادي يجيّحوه. ما بطا-شي ذاكشّي، علاحقّاش بدا الدخول المدراسي. جاه التعيين فواحد الإعدادية د-البنات فوجدة باعتيبارو "أستاذ السلك الثاني للغة العربية، مكلف بتدريس الاجتماعيات، خلفاً للمنصب الشاغر". ودّع صحابو فدار حيّ "لوصيان" وخذا القيطار لمدينة وجدة، وهوّا كا يتذكّر الأبيات ديال "هاشم السعداني، اللي حفظها هاذي غير شهرين في مادة "الأدب المغربي"، واللي كا تبدا هاكذا: [يا لاسلام بكيو على دخول وجدة * ...].

--------------------------

محمد المدلاوي: https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



12/09/2019
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres