OrBinah

(EN ARABE) De la Guerre de Dahès à la Guerre de Daèch

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur (ARABE(Window). Ou bien, aller dans OUTILS et faire les mêmes démarches.

 

 

من حروب "داحِس" إلى حروب "داعِش"

 

1- الرابط قد لا يكون خيطا رفيعا

 

 

شغلتنا مصادر ومراجع ما كان يُعتبر "تكوينا" لجيلنا في فترة الطلب وتكوين الذهنية والشخصية، بتفاصيلَ ملحميةِ القسماتِ لأوجه كثيرة من أوجه الرعب والدمار والخراب  على شكل سلسلة دورية من الحروب الطاحنة العربية المسمّاة "أيام العرب" لِما قُبيل الإسلام ولأوجُه امتداداتها بعده؛ تلك "الأيام" التي اشتهرت بأسمائها كأعلام (يوم البسوس، يوم الفِجار، يوم ذي قار، يوم داحس والغبراء، الخ.). وكانت تلك الحروب من صنفين، حسب بطاقات تقديمها في تلك الأدبيات التي تم تلقينها إيانا:

1- حروب قبلية، تم تقديمها بهذه الصفة في تلك المصادر، وقد نُسجت حول دوافع وأسباب اندلاعها حكايات غزواتية طريفة، من قبيل جُرح أحدهم لناقةٍ في ملكية قوم آخرين، أو إهانة بعضهم لامرأة من غير قومه ، أو غش في رهان للخيل بين قومين. وتتخذ تلك الحروب من روح الفروسية، وقيم الشجاعة والشرف، وثقافة الثأر للدم أطرا أخلاقية لشرعنة الغزو الجماعي المتبادل، وللتعبئة الجمعية من أجله. وقد واكب تلك الحروب وتلاها ديوانٌ من أشعار المفاخر القبلية والمآثر الحربية (معلقة عنترة، معلقة عمر بن كلتوم، معلقة النابغة، الخ.)، وذلك بقطع النظر عن الإشكالات الأكاديمية التحقيقية لمادة ذلك الديوان من حيث الصحة والنحل والانتحال، التي لم يجرؤ على الخوض فيها مرّة إلا الأديب طه حسين قبل قرن من الزمن في كتابه "في الشعر الجاهلي" والتي لا تغير في الواقع صفاتها التحقيقية من دلالاتها الأنثروبولوجية شيئا. هذه الروح التي تبني الحياة على أساس الغزو والاقتتال والتي سمتها الأدبيات الإسلامية بروح الجاهلية الجهلاء هي ما جاء الإسلام لإزالته أو الحد منه على الأقل وإحلال روح السلم محلـّه، كما تدل على ذلك التسمية التي أطلقت على الدين الجديد (الإسلام = الجنوح إلى السلم في تدبير شؤون الحياة) كما تدل عليه خطبة الوداع، التي خُصصت برمتها لمبادئ المعاملات الفردية والجماعية وليس للعقيدة والشعائر (انظر نصّا قصيرا  هــنــا).

 

2-  حروب قامت بعد الإسلام، وقدمتها أدبيات نفس المصادر كحروب فِرَق ومذاهب عقدية فرعية، لكن مع عدم الحجب الكلي، في تلك الأدبيات، لخلفيات هذه الحروب والفتن، خلفيات أساسُها صراع بلا هوادة حول السلطة والنفوذ الإثنو-قبلي في الدولة الإسلامية الناشئة ثم المتمكنة بعد ذلك. ولقد اتخذ هذا الوجه الجديد لتلك الحروب من "القراءات" المختلفة حسب المواقع، لمبادئ الإسلام ولدلالات التجربة التاريخية لثيوقراطية "دولة المدينة" (الحاكمية لله على يد رسوله)، أطرا لإعادة إضفاء المشروعية على مواصلة نفس تقاليد الاقتتال على خلفية عميقة لنفس الأسس الأنثروبو-سياسية لما قبل الإسلام (مثل: معركة الجمل بين عائشة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم، العدناني الهاشمي، بنت أبي بكر التيمي، من جهية، والخليفة الرابع، عليّ ابن أبي طالب، عم الرسول من جهة ثانية؛ معركة صفّين بين عليّ نفسه (من بني هاشم) ومعاوية بن أبي سفيان (من بني أمية)). أي أن روح الجاهلية التي خصصت خطبة الوداع للتحذير منها قد غلبت في النهاية وتمكنت من لبوس رداء الإسلام عن طريق ترديد شعاراته. إذ كل هيستيريا كل الحروب والإغتيالات والبشاعات أصبحت تتم تحت شعارات التكبير (الله أكبر) والهيللة (لا إله إلا الله).

تلك المواصلة لتقاليد الشوكة والبأس والحرب الجاهلية الدائمة، كنمط أنثروبو-ثقافي للحياة، قد أسفرت - بعد صلح الحديـبـية ثمّ تحييد فريق الأنصار (الأوس والخزرج) في مداولات "ندوة سقيفة بني ساعدة" بعد وفاة الرسول، صلعم، ثم اغتيال زعيمهم سعد بن عُبادة "على يد الجنّ" كما ورد في أخبار الرواة وبعض المحدّثين ، وما عناه كل ذلك من عودة الشوكة والبأس والمبادرة من جديد إلى بطن قريش، أشراف الجاهلية، لقد أسفرت تلك المواصلة من بين ما أسفرت عنه، عن اغتيال ثلاثة خلفاء من أصل الأربعة الذين تعاقبوا على الحكم بعد الرسول بتلك الصفة (صفة "خليفة رسول الله")، وعن كل ما تخلل فترة حكم الخلفاء من حروب نظامية دامية باسم المشروعية الجديدة، كما ترمز إلى تلك المشروعية الجديدة قصة "التحكيم" التي خدع بها معاويةُ الأمويُ غريمه السياسي، الخليفة علي بن أبي طالب الهاشمي. كل ذلك، قبل أن يُحسم الأمر، لحين من الدهر لصالح دار بني أمية، ثم دار بني العباس من أسرة بني هاشم، مع ما تخلل كل تلك الأطوار من تناسل مزيد من "فِرق الإسلام السياسي" لذلك الوقت (خوارج، شيعة، زُبيرية، الخ. بكل تفرعاتها)، وهي فرق تتفاوت في درجة قتاليتها وتختلف في تسمية حروبها سواء كحروب ردّة، أو حروب خوارجية، أو غزوات جهاد وفتوحات. فلا غرو إذن، في إطار هذا الكوكتيل الجاهلي التاريخي، الذي يتلبس فيه الإثني بالديني والديني بالإثني في استمراريةٍ لروح الجاهلية كنمط حياة، أن يلقب اليوم الخليفةُ الجديد، أبوبكر نفسه بـ"القرشي الحسيني"، وأن ينسب نفسه إلى الأسرة النبوية.

 

وموازاة مع قيم الشجاعة، والإقدام، وشرف القبيلة، والقدرة على بث الرعب في صفوف العدوّ، مكّن الإطار العقدي الجديد، الذي هو الإسلام، من دعم تلك القيم التعبوية القديمة نفسها بقيم أنبل منها، هي قيم الجهاد في سبيل الله، وطلب الاستشهاد، ونُشدان جزاء الآخرة، لكن من دون زهد في الفيء والغنيمة العاجلة، وكافة أوجه ما يترتب عن الحرب من ريع أصبح يسمى فيئا ثم جباية أو خَراجا أو جزية، ولبث يشكّـل الرهان الدنيوي الأساسي في الاختلاف حول مسألة السلطة ونظام الحكم؛ وذلك سواء كان الأمر على مستوى الجماعة أو الفرقة أم على مستوى الفرد المتشبع بذلك المزيج من القيم الدنيوية الجاهلية والقيم الديينية التي أسسها الدين الجديد الذي هو الإسلام، كما يترجم تلك الازدواجية قولُ الجهادي الخوارجي، الطِرمّاح بن حكيم، الذي لا فرق، اليوم بينه في عُصبته وعقبته من شتّى الأصقاع كما وصفها، وبين نُظرائه المعاصرين في عُصباتهم وعُقباتهم إلأ في استعمال الجيَاد بالأمس، واستعمال الآليات الرباعية الدفع اليوم:

وإِنِّي لَمُقْتَادٌ جَـــوَادِي، وقَـــاذِفٌ  *   بِهِ وبِنَفْسي العَامَ إِحْــــــدَى المَقَــــــــــــاذِفِ

لأكسِبَ مَالاً، أَوْ أَؤُولَ إلى غِنىً  *  مِنَ اللَّهِ يَكْفِـــــيـــــنِي عُـــــدَاة َ الخَلاَئِـــــفِ

فياربِّ إنْ حانَتْ وفاتي فلاَ تكَنْ  *  على شرجعٍ يُعلَى بدُكــــــنِ المطــــــارفِ

وَلَكِنْ أَحِنْ يَوْمِي شَهِيداً وَعُقْبَةً  *  يُصَابُونَ في فَجٍّ مِـــــنَ الأرْضِ خَــــــــائِفِ

عَصَائِبُ مِنْ شَتَّى ، يُؤَلِّفُ بَيْنَهُمْ  * هُدَى اللهِ، نـــــــَزّالُونَ عِنــْدَ المَـــــوَاقِـــــفِ

إِذَا فَارَقُوا دُنْيَاهُـمُ فَارَقـُوا الأذَى  *  وصــــارُوا إلى موعودِ مَا في المصاحفِ

فأُقتلَ قعْصاً، ثمَّ يُرمَى بأعظُمي  *  كَضِــعْــفِ الخَلَى بَيْـــنَ الرِّيَاحِ العَوَاصِفِ

ويُصْبِحَ قَبْرِي بَطْنَ نَسْرٍ مَقِيـلُهُ  *   بِجَـــوِّ السَّمَـــاءِ في نُسُــــورٍ عَــــــوَائِـــفِ

 

القسم الثاني عبر الرابط الآتي

 https://orbinah.blog4ever.com/en-arabe-2-de-la-guerre-de-dahes-a-la-guerre-de-daech-2

------------------------------------------

ملاحظة: نافذة التعليق أسفله لا تُظهر الحرف العربي



03/09/2014
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres