OrBinah

(EN ARABE) A propos de l'invocation de Dieu pour le mal de l'Autre

Si la graphie arabe ne s'affiche pas correctement, aller dans la barre de menu en haut de la page, cliquer sur le bouton AFFICHAGE puis sur CODAGE, puis sur PLUS, puis sur (ARABE(Window). Ou bien, aller dansOUTILS et faire les mêmes démarches.

 

 

قصة "اللهمّ"، ما بين الجاهلية والإسلام

على هامش الدعاء الأخير على الأمازيغ بالشر

 

 

لكلمة "اللـّــهُم" تاريخ لم يتوقف عنده دارسو تطور الملل والنحل وتداخلها. وإذ أصبحت هذه الكلمة تشكل مفتاح أدبيات التوسل والدعاء في الإسلام، فإن أول قصة لها كانت خلال تحرير نص صلح الحُديبية بين مسلمي المدينة وقبيلة قريش، ذلك الصلح الذي قدّم فيه الرسول صلعم تنازلات انفرد باتخاذها وكان وحدَه يعرف الغاية من خطتها، كما فصل ذلك أصحابُ السير. وهذا تلخيص لتلك القصة:

 

((فلما اتفق الطرفان [أي: مسلمو المدينة وقبيلة قريش] على الصُلح، دعا رسول الله عليّ بن أبي طالب، فقال له:

- "اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم".

فقال سُهيل [مندوب قريش]: "أما 'الرحمن'، فما أدري ما هو؟ ولكن اكتب: "باسمك اللهُـمّ" كما كُـنتَ تـكـتـُب [قبل إسلامك]".

فقال المسلمون: "والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم"

فقال [رسول الله]: "اكتب: 'باسمك اللّـهمّ'"، ثم قال: "اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله".

فقال سُهيل: "والله لو نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت [الحرام]، ولكن اكتب: 'محمد بن عبد الله'".

فقال [رسول الله]: "إني رسولُ الله؛ وإن كذّبتموني، اكتُب: 'محمد بن عبد الله'"].

 

إن التسميات والمصطلحات، مهما كانت مرجعياتها الأصلية واحدة، تكتسي في فترات التحوّل طابعا جوهريا، مثلها في ذلك مثل باقي شعارات ورمزيات الأعلام والهندام وأشكال الطقوس. ومن بين أوجه التحول حينئذ هو أنه بعد أن أصبح {الناس يدخلون في دين الله أفواجا}، أصبح الدين الجديد حينئذ يعمل على الفصل وفك الارتباط، على مستوى الرمزيات، مع ديانة قريش أولا من جهة، مع حرصٍ على إبقاء شعيرة الحج  شكلا تعبديا (المكان، الطواف، السعي) ووظيفةً سوسيو-سياسية في مجتمع قبلي لكن مع التخلي عن نظام التقويم المبني تواضعا على شهر النسيء (أي الشهر الثالث عشر الذي كان يضاف عرفيا، كل ثلاث سنوات، إلى السنة القمرية للاحتفاظ للأشهر الحرُم بمواقعها الثابتة من فصول السنة الشمسية) فحصلت بذلك المشروعية مثلا لغزوة بدر ("إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض، منها أربعة حرُم، ذلك الدين القّيم، فال تظلموا فيها أنفسكم، وقاتلوا المشركين كافة واعلموا أن الله مع المتقين")، ثم فك الارتباط بعد ذلك مع الديانة اليهودية في المدينة من جهة ثانبة { يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا}، من خلال تحويل القبلة من وجهة بيت المقدس بالقدس في الشمال إلى وجهة المسجد الحرام بالجنوب في مكة ثم الخلي عن صوم يوم عيد الغفران في شهر محرم وتعويضه بصوم كامل شهر رمضان (انظر هــــنـــا) مع الخلي عن تقويم النـســيء 

 

فـعلى ذلك المستوى الرمزي رفضت جماعة المسلمين أن يستعمل اسم "اللهم" في افتتاحية تحرير معاهدة صلح الحديبية، ذلك الاسم الذي كانوا يستعملونه في جاهليتهم والذي كانت قريش ما تزال تستعمله، وذلك كما رفض مندوب قريش استعمال اسم "الرحمان" الذي أصبح من الأسماء الحسنى في الدين الجديد.

وبعد ذلك، ذهب المفسرون ولغويّو العربية، الذين لم يكونوا يوما ذوي دراية بأخوات اللغة العربية، مذاهب وتخريجات شتّى في تأويل أصل ودلالة هذا الاسم النادر الورود في القرآن الكريم، اسم "اللهم". فإذ ورد في التنزيل  في إطار الدعوة إلى التوحيد: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ}، فقد ورد فيه كذلك في نفس الإطار: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}. فعوض أن يتعرفوا في كلمة "اللهم" على مجرد مقابل لهَجي ضمن اللغات السامية لاسم "إلـوهيم" (אלהים)، الذي هو اسم الجلال الأساسي (أي "الله") في العبرية التوراتية مثلا، انطلق أولئك في تخريجات متعسفة من الناحية اللغوية، أهمها القول بأن أساس اسم "اللهمّ" هو لفظ "الله" كما هو مستعمل في الإسلام، وأن "الميم عوضٌ عن ياء النداء" (أي: "يا الله")؛ وذلك بالرغم من أن جامعي اللغة العربية قد وقفوا على كثير من الشواهد تدخل فيها ياء النداء على اسم "اللهمّ"، ومن بينها قول الراجز:

أنـّـي إذا ما حدَثٌ ألمّـــا  ///  أقول يا اللهُــمَّ يا اللهُمـّـا  (أي: يا الله، يا الله).

 

وإذ كان هناك كثيرٌ من جوهر دعاوى الجاهلية قد تسرب ثقافيا إلى الإسلام المعيش ولـبِس لبوس التقوى (انظر هــنــا)، ومن ذلك تميّزُ أدبيات التوسل الإسلامي - خلافا لأدبيات بقية الديانات السماوية - بالدعاء من على المنابر بجميع أنواع وألوان السوء والشر على الآخر، بدل قصر الدعاء والتوسل على طلب الخير والصلاح والخلاص للذات، بل وللعالمين أجمعين في إطار فهم غير عسكري لرسالة الاستخلاف، وعلى طلب الهداية للآخر،، فإن من الأوجه الشكلية لذلك التسرّب واللبوس ما حصل من أن لفظ "اللهم"، الذي كان قد اعترض عليه المسلمون السابقون الأولون، قد اصبح مفتاح أدبيات الدعاء، دعاء المنابر، ودعاء الشيوخ، ودعاء الأشخاص في أحوال عواصف عواطف الرغبة في الانتقام؛ حيث لا يتردد المسلم، باسم الجماعة أو حتى باسمه الشخصي، بمناسبة أو بغير مناسبة ، في أن يسعى إلى الاستعانة بالذات وبالقدرة والإرادة الإلهية لمجرد أن يشفي غليل غيظه ونقمته ورغبته الجامحة في الانتقام مثلا، فيعتقد بأنه بذلك يتقرب إلى الله، مؤكدا إيمانَه التوحيدي أمامه من خلال استعانته به على إلحاق السوء والشر والأذى بالآخر.

ومن آخر ما ورد في هذا الباب، ما أُسند مؤخرا للشيخ محمد الفيزازي، غفر الله له وهداه، وأعانه على مغالبة نفسه الغضبية واكتساب فضيلة {الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس}، من أنه نشر على صفحته بالفايسبوك ما يلي:

["أتغيّب أحيانا عن تتبع تعليقات المتتبعين، لأجد بعض قليلي المروءة والحياء من بني غلمانٍ وملاحدةٍ وحثالةٍ أمازيغَ، يلـِغون في عِرضي ويتهمونني في ديني بالتخوين تارة وبقبض الثمن تارة أخرى. ... كل ذلك رجما بالغيب أو تعمُّدا في الإيذاء. ... يخرج من فمهم النتن كأنما في معدتهم جيفة جرذاء. اللهم انتقم لي منهم شر انتقام، وسلط عليهم من لا يخافك ولا يرحمهم. ... اللهم اجعل كيدهم في نحرهم. اللهم أرني فيهم عجائب قدرتك. اللهم إني أبغضهم فيك بغضا شديدا؛ فاجعل هذا البغض لهم من صالح أعمالي عندك، يا ربّ العالمين، ويرحم الله عبدا قال آمين."] (انظر هــنــا).



24/09/2014
8 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres