OrBinah

Article sans titre(En arabe) L’Académie du Royaume du Maroc rend un hommage posthume à Haïm Zafrani

تكريم ذِكرى حاييم الزعفراني،

نافض الغبار عن رصيد الرافد العبري للثقافة المغربية.

-------------------------------------

 

 

 

[[تنظم أكاديمية المملكة المغربية ندوة الدولية حول :
"حاييم الزعفراني العضو المراسل بأكاديمية المملكة المغربية"
وذلك يومي 12 و 13 يونيو 2019 بمقر الأكاديمية، ستعقد الجلسة الافتتاحية يوم الأربعاء 12 يونيو في الساعة الخامسة مساء، وسيلقي المحاضرة الافتتاحية السيد أندري آزولاي عضو أكاديمية المملكة المغربية]] (موقع الأكاديمية على فايسبوك؛ يونيو 2019).

.

سأشارك في الندوة بكلمة بعنوان: "Haïm Zafrani, promoteur de l’affluent hébraïque de la culture marocaine"

خلال السنة الجامعية 1983-1984 التي حضّرت فيها رسالة دكتورا السلك الثالث في اللسانيات بجامعة باريس-8 تحت إشراف الأستاذ فرانسو ديل، كنت مواظبا على حلقة المرحوم حاييم الزعفراني في اللغة والثقافة العبريتين التي كان يترأس شعبتها. هناك تعرفت عليه لأول مرة. وكان أول تبادل علمي بيننا سنة 1988 حينما كنت أحرّر كتابا بالعربية حول فونولوجيا ومرفولوجيا اللغة العبرية (تعثر عند ناشر "دار الكلام" ولم يصدر). وأنا في طور التحرير، وقفت على شاهد من الكتاب المقدس العبري حول "واو القلب" في كتاب لحاييم الزعفراني (1968) بمعية دافيد كوهن بالفرنسية حول اللغة العبرية، فأردت أن أتحقق من ذلك الشاهد في المصدر بالحرف العبري، فلم أجده في رقم الآية المحال عليها. تطلب مني الأمر أياما لكي أعثر على الشاهد في المصدر، لأن الشبكة غير موجودة حينئذ. كاتبت حاييم الزعفراني في الأمر فشكرني مشيرا إلى أن الأمر يتعلق فعلا بخطإ، ومنوّها بالمناسية بكاليغرافيا خطي العبري (صورة الرسالتين رفقته).

.

توطدت بعد ذلك علاقات التبادل بيني وبين من أعتبره ويعتبرني تلميذا له ولو بشكل غير إداري، وتطورت إلى صداقة وزيارات. كان آخر تلك الزيارات له ولزوجته سيليا في بيتهما بباريس في نهاية سبتمبر 2003، أي  قبل بضعة أشهر من وفاته. في نهاية إحدى إقاماتي العلمية بمركز CNRS بباريس لتلك السنة، فكرت في زيارتهما بمناسبة عيد رأس السنة العبرية. صحبت معي باقة خفيفة من ثلاث أو أربع وردات وعلقت فيها بطاقة تهنئة بالعبرية لـ"البروفيسور حاييم الزفــــراني (פ" חיים זפרני) وحرمه سيليا". وأنا أهم بكتابة الاسم، ترددت كثيرا في كتابته بالعين (זעפרני) أم بغيرها (זפרני)، لأني لا أجده مكتوبا في الوثائق سوى بالفرنسية (Zafrani). رحبّا بي في الباب وقدمت الباقة إلى سيليا، فتناولتها شاكرة ثم أخذها منها زوجها فالحين ليقرأ البطاقة. قال: "شكرا جزيلا، وهنيئا لك على جمال خطك العبري ... ولكن اسمي هو "الزعفراني" بالعين، لقد بتروا لنا الإسم" (On nous a amputé le nom)؛ ثم توجه مباشرة إلى جارور في الصالون فأخرج منه قلم البلانكو (السائل الجيري للتصحيح) وطلب مني إعادة كتابة اسمه صحيحا كاملا بالعيـــــن  (الزعــــــــــــفراني). وحينئذ فقط جلسنا للحديث، وأعدّت لنا سيليا إبريق شاي على الطريقة المغربية.

.

في ختام الزيارة، ورغم ضعف نظرها، التقطت لنا سيليا صورة رائعة بعد حوالي خمس دقائق من المحاولات لأنها لم تكن تتبين الهدف جيّدا لضعف بصرها (الصورة المرفقة). وتهيّؤا للصورة، حرص الزعفراني على أن يضع يده اليمنى على كتفي، وهو الضليع في رمزيات وضع اليد اليمنى في القصص التوراتي. ولعل تلك الصورة آخر صورة التقطت للفقيد قبل وفاته.

كان الفقيد خلال كل زيارة يشكو أمرا واحدا: لم يكن يؤكد له أحد، بجواب، ما إن كتبه التي كان يبعث بها إلى الملك الراحل الحسن الثاني، تصل إلى مكانها.

.

كان حاييم الزعفراني، بدون منازع، من خلال ما راكم من أبحاث على شكل كتب ومقالات، رائدَ نفضِ الغبار عن رصيد الرافـــــد العبري السيفاردي، أدبا عالما وشعبيا وتصوفا وقبّالة وثقافة عامة، لثقافة الغرب الإسلامي والأندلس عامة والمغرب خاصة، وتحقيق نصوصه ونشرها ليعود حضورها إلى حيز وعي الجيل؛ وقد جنّد شعبة العبرية في جامعة باريس-8 لتكوين مدرسة كاملة من الأطر المغربية في ذلك الحقل. وقد تحولت تلك الشعبة، بعد إحالته على التقاعد وبعد تخرّج أخر فوج من الطلبة الذين كانوا مسجلين تحت إشرافه وتكوينه، إلى الاهتمام أكثر بالأدبيات الأشكينازية ليهود أوروبا الشرقية.

.

بعد أن بلغني نبأ وفاة المرحوم حاييم الزعفراني في مستهل ربيع 2004، حررت كلمة شهادة في حقه، نشرت بكل من Bayan Al-Yaoum و Aujourd’hui Le Maroc   المغربيتين في حينه. صورت صفحة الجريدة واتخذت لها إطارا خشبيا؛ وفي الصيف المقبل، وخلال إقامة عمل أخرى بمركز الـCNRS، بباريس، بدأت تلك الإقامة فور وصولي بزيارة السيدة سيليا لأقدّم لها التعازي، وسلمتها ذلك الأطار، فعلقته للتو بالصالون إلى جانب طبعة مزينة من الحجم الأكبر لكتاب ספר יצירה )"كتاب الخلق"( التي كانت تزين دائما ذلك الصالون محمولة على حمّال خشبيي (chevalet). وبقيت هناك إلى أن رحلت سيليا بدورها.

.

وهذا رابط نحو صيغة إليكترونية لتلك الكلمة في حق حاييم الزعفراني.

 https://orbinah.blog4ever.com/temoignage-en-hommage-a-haim-zafrani

-----------------------------

 

محمد المدلاوي

 



06/06/2019
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres