OrBinah

(En arabe) Hommage à la mémoire de Abbas Al-Jirari (Homme de lettres, membre de l'Académie du Royaume et Conseiller Royal))

إلى روح أستاذنا عباس الجراري،

 

الأستاذ الجامعي والمستشار الملكي وعضو أكاديمية المملكة المغربية

(15 فبراير 1937 – 20 يناير 2024)

 

 

تقديــــــــم عــــامّ

 

من خلّـف بعمله أثرا ملموسا قائما موضوعيا فقد خلّفا ذكرا. الأستاذ عباس الجراري من هذه الطينة. النخبة الأدبية والفكرية وحتّى السياسية على بينة مما خلّف وليس المقصود في هذه الكلمة ادعاء القدرة على استقصاء ذلك وعرضه. وإذ فيما عدا ذلك، تستحيل حياة الشخصيات في أذهان الأفراد إلى مجرّد "ألبوم" من اللقطات، فإنني أكتفي من جهتي بالإشارة إلى بعض تلك اللقطات التي احتفظت بها ذاكرتي بخصوص شخصية الفقيد.

 

لقطات من ألبوم الذاكرة الشخصية

 أول ما سمعت به واقتربت منه وكان شابا في سنّ منتصف الثلاثينات، كان لما كنت طالبا في السنتين الأولى والثانية من كلية الآداب بفاس. كان يدرسنا مادّتي الأدب الإسلامي والترجمة من الفرنسية.

1-  أول ما علق بذهني كان ذات صباح في قاعة الدرس؛ وقد كان الأستاذ ينتظر منّا أن نقف على وجه بلاغة البديع في البيت الآتي (من قول المقّري في رثاء أبي حيان النحوي الغرناطي):

لو كنتُ أملكُ من دهري جناحَينِ * لطِرتُ؛ لكنّه فيكم جنَى حَيني

(الحَين "الردى والهلاك"؛ يقصد "جنى الدهرُ موتي/هلاكي")

توتّر الأستاذ بسبب سلبية الطلبة وضعف مستواهم، ثم زاد توتّرا لمّا نطق عبد القادر دردك (أحد أصدقائي من بني ملال) وطلب من الأستاذ أن يشرح "أستاذ؛ شرح لينا باش نفهمو". مدّ الأستاذ يده إلى محفظته وغادر ...

 

2-  في نفس القاعة، بعد أسابيع، تحدّث الأستاذ عن كتابه "القصيدة" (أطروحة دكتوراه  في مصر) باعتباره من أوجه الأدب المغربي. كان تفاعل الطلبة سلبيا مرّة أخرى وبدأ التساؤل عن مدى صحة اعتبار مثل ذلك من أوجه الأدب ... توتّر الأستاذ من جديد لكنه لم يغادر هذه المرة. أخذ يشرح ويبرّر: "المغاربة والأندلسيون يتقنون العربية الفصحى أكثر من غيرهم ... لقد كنّا في المشرق وبرزنا عليهم فيها وبزَزناهم..." ...  حينئذ فقط، بدأت أفهم لماذا كان الأستاذ قد ساق مثل ذلك البيت المستغلق السابق الذكر من أشعار الأندلسيين.

 

3- بينما كان الأستاذ يرتدي بدلة ورباط عنق في محاضراته حول الأدب الإسلامي والمغربي، كان يرتدي سروالا وصدرية/تريكو فوق قميص/قميجة في مادة الترجمة. هناك أيضا كان كثير التضايق من ضعف مستوى الطلبة في اللغة العربية قبل الفرنسية. وأتذكر أن ثلاثة من طلبة الفوج-10 هم من كانوا يريحونه في المادة بحماسهم وتفاعلهم في ترجمة النص:  نفس الطالب الملّالي المذكور (عبد القادر دردك) ومحمد البُكري وأنا شخصيا. ومنذ بدأت أتعاطف معه من بعيد.

زاد هذا التعاطف أكثر لما اكتسب طابعا جمعيا بعد أن تغيرت القيم الثقافية بسرعة في صفوف فصيل من طلبة الجيل الحامل ضمنيا لشعار "صوت الجماهير الشعبية أولا". فقد شكّل القناة الفكرية التي رُدّ من خلالها الاعتبار لأحد أوجه مما كان يسمّى بـ"الثقافة الشعبية"، أي ذلك الوجه الذي فصّل فيه الأستاذ الجراري في كتابه "القصيدة". وقد تسارع ذلك التطوّر الفكري الرافع لشعار "التغييــــر" إلى درجة أن ذلك الفصيل الطلّابي المذكور، وفي إطار عمله على استمالة بعض الأساتذة "التقدّميين"، بادر بمجرد أن صدر كتاب الأستاذ الجراري "الثقافة في معركة التغيير" سنة 1972 إلى أن ينظم للكتاب حملة "بيع نضالي" في "ساحة هو-شي-منه" في مدخل مطعم الحي الجامعي بظهر المهراز (فاس). وفي الواقع لا يقتصر الأمر على هذا الوجه من أوجه ما كان يعرف بـ"الثقافة الشعبية / الأدب الشعبي"؛ فقد كان الأستاذ الجراري من جهته، وفي إطار سعيه إلى فكّ العزلة الاستخفافية التي فرضت على منحاه في البحث الأكاديمي، أوّل من فتح باب تسجيل بحوث التخرج ثم بحوث الديبلوم والدكتوراه في شعب العربية بالجامعة المغربية أمام الطلبة الراغبين في البحث في حقل الشعر الأمازيغي. وهذا وجه لم أطلع على أحد يتوقّـف عنده للحديث عنه والتأريخ له. فقد أشرف سنة 1973 على بحثي إجازة لكل من أحمد بوزيد الكًنساني وعمر أمرير، ثم حضر تحت إشرافه هذا الأخير كلّا من رسالة الدبلوم ("الشعر الأمازيغي المنسوب إلى سيدي حمّو الطابل"؛ نشرت سنة 1987) وأطروحة الدكتوراه ("رموز الشعر الأمازيغي وتأثرها بالإسلام"؛ نشرت سنة 2003).

 

في بحر هذا العالم المتلاطم الموج بين الأجيال ورياح المشارب، استطاع الأستاذ الجراري أن يوازن المجدافين ويضبط لوح القيادة إلى أن رسا وحقق فكرته من خلال ما خلّف من منشورات وما أطر من أبحاث في الجامعة، وكذلك عبر مساره الغنيّ، كأديب، ومستشار ملكي، عضو بأكاديمية المملكة المغربية التي توج فيها أوديساه الملحونية بإشرافهت على سلسة "موسوعة الملحون" التي أصدرت الأكاديمية أجزاءها.

 

 

ثانيا: مقتطفات مما ورد حول الأستاذ الجراري في "يوميات موحمّاد، موضوعاً في سياق وروده:

 

1 النص رقم-30 حول وصول "رابّيل" منحة المدرسة العليا للأساتذة سنة 1970

[[... وتمّا نيت، وصلت الوقت باش يتّبالى موحمّاد بــ"الموقرّار"  اللي كان مشغول عليه بتحصيل الفرانسية. نزل لـزنقة "الطالعة" فـ"فاس البالي"، وشرى عرّام د-الكتوب: أجزاء "حديث الأربعاء" لطه حسين، وواحد الكتاب على "شعر النهضة"، وكتاب "القصيدة" ديال عبّاس الجراري، وشي كتوب سمان ديال "شوقي ضيف" على الشاعرين أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، ومجموعة من دواوين "إليا أبو ماضي" و"نزار قبّاني" ... وزاد على هذاكشّي كلّو "منجد الطلاب" الكبير و Larousse الكبير، وعرّم ذاكشّي ما بين حوض "اللافابو" والسرير. ...]]

----------

2- النض-31-: استيكمال نواة الخزانة الشخصية والاستعداد للامتحانات السنة الثانية من الكلية-1971

[[... شرى موحمّاذ كذلك "موقدّمة بن خلدون" اللي هيّا من ثوابت معروضات الكُـتبي الموتانقّيل "الحجّوجي" مول الجلابة الكحلة أمام مطعم الحيّ الجاميعي، وبدا كا يدير فيها شي سلكات ويتعلّم اللوغة البديعة والدقيقة والمصطالاحات ديال ابن خلدون. أما حقل الفيكر الماركسي، فا كان زميله، عبد الكريم الشعوري، اللي هوّت من طولّاب تارودانت، واللي كان عضو فالتعاضدية باسم واحد الفريق الطولّابي، هوّا اللي زوّدو فيه ببعض المقتاطفات ديال ماركس وأنجلز بالفرانسية ديما في إطار نشر "التوعية" فصفوف الطلبة، وذاكشّي بعد ما "بان" موحمّاد فواحد التاجموع الطولّابي اللي خذا فيه الكاليمة لأول مرة، وهوّا كا يقفــقف، لأنه ماشي ساهل ياخذ الواحد بحاله الكاليمة فذاك الموحيط اللي كان دوى عليه موحمّاد؛ وكانت هذيك الكاليمة عجبات بزّاف جمهور الطالابا ديال التيّار اللي بدا كا يصبح "غالب"؛ وفهم موحمّاد بلّي كاينة رغبة ديال هاذاك الفريق االطلّابي المذكور باش يستقطبه. على كلّ حال، هوّا بنفسه كان قرّر، بعدما قرا كتوب سارطر، يدخل حتّى هوّا لمعماعة "البوليتيك"، حيث ولّى كا يحسّ أنه ما كاينش تمّا "وعي" و"حورّية تحقيق المشرع الوجودي" من غير بالانخيراط في اللعبة ديال "الأيادي القذرة" (Les mains salles) اللي هوّا عنوان واحد الكتاب ديال سارطر نفسه.

غير بدا فالموقتاطافات ديال ماركس حول ظهور الرأسمالية، والعلاقة بين "الرأسمال" و"العامال"، و"القيمة" في علاقتها بـ"زمن العمل" وبـ"الكُـلفة" وبـ"ثمن البيع"، وبـ"الربح" وباللعيبة ديال "العوملة المالية الكيتابية" وغير ذاليك، حتّى قال معا راسه، بلّــي الاستيمرار فقراية هاذ الأدبيات الأيديولوجية (ماركس، أنجلز، ولينين اللي بدا كا يسمع عليه، وروزا لوكسامبورغ، وجورج بوليتزر ...) ما عنده معنى يلا ما رجع الواحد يحارب الأمية فأوّليات عيلم الاقتيصاد السياسي الليبرالي بنفسه. تمّا شرى الكتاب الضخم ديال Raymond Barre (Economie politique)، ومن بعد منّه كتاب من ثلاثة ديال الأجزاء ديال Ernest Mendel (Traité d’économie marxiste. 10-18، اللي غادي يصبحو موضوع سلكات العام الماجي فالسنة الثالثة ديال الكلّية، واللي قراهوم حتّى هوما فيما بعد بشاهيّة وبالتعليقات بقلم الرصاص، وتبّع ليهوم شي عامين من بعد جوج د-الكتوب ديال هيجل (La raison dans l’Histoire ; Principes de la philosophie du droit. 10-18) ومجموعة د-الكتوب ديال سيكًموند فرويد باش يعمل بالوصية ديال استاذ الفلسافة المذكور. وكلّشي ذاكشّي تّــقرا بقراية اللوحة والكرّاج، معا التعليقات وتخريج التلخيصات فأوراق منفاصلة. هيجل رجع ليه موحمّاد بعدما قرا كتوب لينين، خوصوصا منّها كتاب "الدولة" اللي كا يعقل بلّي كمّل قرايته فوق داك الحويّط اللي من جيهة السكة د-القيطار في ساحة "لافياط" فـ"دار الدبيبغ"، واللي كا يختمه مولاه، لينين، بالتبشير بـ"اختيفاء الدولة" باختيفاء صراع الطبقات بعد انتيصار البروليتاريا بفضل عمل الحيزب الطليعي الشيوعي، اللي غادي يختافي بدورو، ويبقاو غير ليجان الأحياء والمزارع والمعامل ...، وبان ليه ذاكشّي غير نوع من الركًيــع. تمّا بان ليه يعمل شي سلكة في كتاب Instituttions politiques et droit constitutionel  ديال موريس دوفيرجي باش غير يكوّن فكرة واضحة على مفهوم "الدولة" الحديثة وعلى آليات بيناءها واشتيغالها. أما سيكًموند فرويد، فا دفع بيه الفضول - بعد ذوك النوتاف اللي قرا في "دروس الفلسفة" فالباكالوريا، ومحاضرات الأستاذ سبيلا فالجاميعة - إلى  الرجوع للمصدر، بعدما نتاشرت بين الريفاق تعميمات مفادها أن علم النفس و"التحليل النفسي" على الأخص، عيبارة عن "عيلم ديال البورجوازية "، وكيما كا يشوف "جورج بّوليتزر" أن الغاية منّه هو طمس الطابع الجماعي الطاباقي لميكانيزمات التاريخ والموجتاماع، عن طاريق إبراز دور الفرد فالموجتاماع والتاريخ. من أجل ذاك شّي قرا أغلب ما كان كا يروج فالسوق من مؤلّافات فرويد بنفس الطريقة د-القراية. (...) أما ذاك الموقرّار ديال الكُـلّية، فا كيما هيّا العادة، ما رجع ليه موحمّاد سيوى فشهر أبريل، ودار فيه جولة خفيفية. باقي كا يعقل بلـّي، بعدمّا قرا بعض الكتوب الغلاظ السمان ديال شوقي ضيف، اللي عامرين باستيطرادات تاريخ الخولافا، وبالنوكات ديال تاصرّوفات "بشّار بن برد"، و"حمّاد عجرد"، و"أبو العِبَـر"، و"أبو نواس"، ومجموعة "المجّان" والزهاد ديال العصر العباسي، خذا موحمّاد واحد الدفتار في شي أمالي ديال "مول الأدب العباسي"، وبدا كا يقرا واحد "الاجتيهاد" ديال الموقارنة بين "ماهية الخمرة عند كل من أبي نوّاس وسلطان العاشقين ابن الفارض"، وما فهم حتّى زفتة من اشنو بغى يقول الأستاذ، بقطع النظر عن الأحكام  بالصيحّة/الزيف أو الصيدق/الكذب. تمّا تّحدّو ليه، لأنه كان ديما كا يحرص باش ما يصطادم معا "اشنو كا يبغي الأستاذ" بعدما يقرا الكتوب المرجيعية. كان متكّي فالسرير دياله فالغورفة 444، وصاحبه، الطيب العاطفي، مجبّد فالسرير دياله حتّى هوّا كا يراجع معا راسه. بدا موحمّاد كا يفكر ويبانصي. كانو كا يقولو بلّي، فالامتيحان غادي يكون خيار ما بين سؤال فـ"الأدب العباسي" وسؤال فـ"الأدب الإسلامي" اللي كان كا يدرّسه الأستاذ عباس الجراري هاذاك العام؛ ولاكين كا يقولو كذاليك بلّي الجراري قرزاز سقرام وواعر فالتصحيح، وبلـّـي الأستاذ الآخر متّسهال وكريم وسخي. فكّر موحمّاد مزيان، وقال معا راسه:

[وايلي، كا نقرا أفلاطون، وأرسطو بالفرانساوية ونفهم مزيان، واخّا بالبطا بعض الأحيان، وكا نعلّق بحاماس؛ وكا نقرا ابن خلدون وطه حسين بالعربية ونفهم، وكا نفهم حتّى كلام شوقي ضيف، بقطع الناظار عن الساخافات الاستيطرادية والتنــكيتبة دياله؛ يوا، واش دابا هاذ المشكانبة الهضراوية والشطحات ديال هاذ الدكتور ديالنا هيّا أعمق من كلامات هاذوك كُلهوم؟ بالله العليّ العظيم ما نشكّ فراسي ونقول انا مكلّخ، والا ننافق راسي ونقول راني فهمت، ونحفظ هاذ الجومال د-التبعكيك اللي ما عندو معنى (...). كان باب البالكون ديال الغورفة مفتوح؛ شويّة وها موحمّاد ينتافض فنرفازة بعدما كان متكّي، ويشيــفن ويشنــتف داك الدفتار ديال الروصول واحد  التشنتيفة د-الغدايد، وجيّحو فرمشة عين من البالكون لوار الحيّ الجامعي. قفز العاطفي، ما عرف باش تّبلى، وقال لصاحبه: مالك آ-صاحبي، ياك لاباس؟ قال ليه: والله لا كتبت معا مول الأداب العبّاسي، انا غادي نغامر معا الجراري. وذاكشّي اللي كان، ونجح موحمّاد عاود ثاني بميزة. ...]]

------------

 

النص-36: الهروب من فاس في يناير 1973 بعد حظر الأوطم وإغلاق المدرسة العليا للأساتذة

 

[[ ... بعد يومين، قالو بلّي باب الحي مفتوح لأي واحد باغى يجمع حوايجه، واخّا باب المدخل باقي حارسه البوليس بالبذلة. بعدما تردّد، فكّر الطوبّاماروس وبانصا شوية ومشى جمع الأغراض الأساسية دياله وخلّى الباقي. جمع كسوته في صاك من ذوك الصيكان اللي بحال الدلو، وشي كتوب موهيمّين فكارطونة، وخذا دفتر "صندوق التوفير" اللي فيه الحصيصة دياله، وخلّى الباقي، وسد الباب وباب "البالكون"، وجا خارج ورجع لدار حيّ الليدو. بقى تمّا نهار آخر؛ ومن بعد، استوصى صاحبه "محمد بوحمدي" على كارطون الكتوب دياله، واستامنه على دفتر صندوق التوفير دياله وقال ليه: انا غادي نمشي نبدّل ساعة بأخرى فالبلاد، وخذا العنوان ديال دار بوحمدي، وهز صاكه اللي بحال الدلو، وخرج وزاد خلفة معا الطحاطح من جيهة حيّ "سيدي براهيم" باش يدوز لطريق الكيران اللي كا يمشيو لمرّاكش. هاذ المرّة بغى يهرب لمرّاكش (...). بغى يدوز لأكًادير عند خوه عن طريق مراكش، عيواض ما يمشي على خط الرباط؛ وفي نفس الوقت بغى يتّجنّب ماحطّات الكيران فالمدينة القديمة ففاس. بقى النهار كولّه على جنب الطريق بجلّابته الزعيريّة وبواحد البوني أزرق مهوّد على الوذنين بحال زعما شي بدوي ديال ضواحي فاس. بدا كا يشيّر كلّما داز شي كار. ملّي بدا كا يشوف الشمش قرّبت تغيب، بدا داخل معا الطريق كا يقرّب لجيهة فاس، حتّى وصل للبلاصة اللي كا يوصلوها الطاكسيات. خذا طاكسي وقال ليه وصّلني للملّاح. نزل قدّام سينيما "أبولو" ودخل معا الملّاح ودار على اليمن، ومشى نيشان قاصد فين ساكن صاحبه الأخر "أحمد بوزيد الكًنساني". دقّ عليه، ما لقاه، وكًلس عند مول الحانوت اللي كان كا يعرفه، حتّى جا أحمد بوزيد. قال ليه الطوبّاماروس انا غادي لمراكش، وبغيت نبات عندك. تّحرج بوزيد شويّة، والاكين طلع معاه للبيت دياله. كانت الشمش راحت من شحال. بدا ذاك صاحبه غير كا يخرج لبرّا ويدخل. شويّة جا عند الطوبّاماروس وقال ليه: [راه شفت معا ذاك صاحبي، القاضي الموتادرّيب (واحد خرّيج كلية الشريعة "الشاريعة، الشاريعة؛ حتّى هيّا فالطاليعة" كيما كانو كا يقولو)، وراه غادي تبات عنده؛ وحكًـّـا، راه حتّى أنا كنت مقرّر نمشي لمراكش عند الرايس "عمر واهروش" (كانو سجلو الأبحاث ديالهوم، هو وعمر امارير، معا الأستاذ الجراري في "الشعر الأمازيغي")؛ غادي نمشيو الصباح بكري نقطّعو فالكار فـالكًاراج ديال "بوجّلود"].

------------------------------

محمد المدلاوي

https://orbinah.blog4ever.com/m-elmedlaoui-publications-academiques



21/01/2024
1 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres