OrBinah

(EN ARABE) De l'actualité de Mohamed Khair Eddine à la veille du cinquantenaire du séisme d'Agadir

 

أين يوجد كنز المغاربة، وأين تميل قلوبهم؟ -3

 

 

 

عن راهنية الكاتب، محمد خير الدين

 

(على إثر تكريم ذكراه في ملتقى أكادير)

 

يوليوز 2008

 

 

 

- نسخة من المقال بالفرنسية

 

https://orbinah.blog4ever.com/hommage-a-mohamed-khair-eddine-timitar-agadir-30-juin-1ier-juillet-2008

 

 

 

 

 

أتوجه بالشكر بالنيابة إلى مُتعهدي ندوة تكريم الكاتب الكبير محمد خير الدين التي انعقدت يومي 1 و 2 يوليوز 2008 بقاعة الولاية بأكادير في إطار الملتقيات العلمية لمهرجان تيميتار (أي "جمعية تيميتار" و"مجلس الجالية المغربية بالخارج") وإلى كافة السادة والسيدات المشاركين والمشاركات في الندوة من الداخل والخارج، وكذا إلى كافة الهيئات الإعلامية التي غطت الحدث: القناتان، الأولى والثانية، الإذاعة المغربية، راديو بلوس، راديو فرانس انيرناسيونال، وأخص بالذكر شهرية "الأفق الجديد" التي خصصت ملفا كاملا للحدث انطلاقا من موقعها كمنبر إعلامي جهوي، مغطية بذلك في نفس الوقت عن بقية الأطراف المؤسسية المعنيّة بالدرجة الأولى بالثقافة المغربية بجميع ألوانها ولافتاتها، التي تألـّــقـت بغيابها عن موعد خير الدين رغم إشعارها الرسمي، ورغم كونها معنية أكثر من غيرها بمقتضى المهام الموكولة إليها وبمقتضى الالتزامات الممضاة من طرفها مع جمعية تيميتار لمجرد غايات خاصة وفي ملابسات ليس هنا محل تفصيلها، في الوقت الذي حضر للمساهمة في ذلك التكريم، كل من موقعه، أطراف أخرى، وهيئات داخلية وخارجية  من عالم الثقافة والإعلام، أكثر شأنا، بالرغم من كون هذه الأطراف الأخيرة أقل قرابة ثقافية بالمحتـفى به، لكنها أكثر معرفة بشأنه الثقافي على المستويين المحلي والوطني والعالمي.

 

 أما عن مدى راهنية محمد خير الدين صاحب رواية "أكادير"، وهذه المدينة مشرفة اليوم على الذكرى الخمسين لخرابها سنة 1960 (انظر هــنــا)، فقد أبرزتها مند البداية المساهمة الأولى في الندوة، مساهمة عميد المشاركين وقيدومهم، السيد عمران المالح، التي استهـل بها الملتقى، والتي هي بعنوان "محمد خير الدين، الآن أكثر من أي وقت"  (Khair Eddine maintenant plus que jamais).  

 

صحيح أن محمد خير الدين كاتب مشاكس، ومزعج، ومخلخل للبداهات، على غرار كل كاتب أصيل؛ إذ أن كل أثر من آثاره رسالة نبــوّة في استيطيقا الإبداع، وفي مساءلة الوعي، والوجود، والأخلاق، والسياسة، بشّر بها وأنذر واعتصرها من جُماع تجاربه في الحياة العامة، عاشها كما يعيشها العباقرة، لا كما تمر بها العامة؛

 

صحيح كذلك أن هذه السمة لكتابات خير الدين قد جعلت تراثه يعيش بدوره في منفى ثقافي ومعنوي لحين من الدهر، كما كان قد وازى، هو بنفسه، ذلك  المنفى بمنفى جغرافي واجتماعي ولغوي إلى أن أسلم الروح  كغريب عابر على سرير أحد الفنادق في عاصمة بلاده؛

 

إلا أنه، وبعد ما بدأ يحصل من تصالحِ بلاده  مع كثير من أعشار ذاتها ووعيها على عدة واجهات، بدأ النفي المؤسسي يختفي، وأخذت أعمال خير الدين تشق طريقها نحو الجامعة، ثم المدرسة، من خلال اعتماد بعض تلك الأعمال في البرامج، ولو أن ذلك يتم بشكل انتقائي وبناءً على تأويلات سطحية وغير فنية. غير أن النفي المعنوي على مستوى وعي شريحة من  النخبة المثقفة ما يزال مختلـَـفا في أمره على الأقل. صحيح أن محمد خير الدين يكتب باللغة الفرنسية التي لــُـقـنها مؤسّسياً، كما يفعل الطاهر بن جلون، وليس باللغة العربية مثل محمد شكري مثلا. لكن ما موقع نجم خير الدين في سماء مختلف هيئات الكـُتــّـاب اليوم، وفي برامج تلك الهيئات؟ لا أعتقد بأن المصالحة مع الذات قد تمت فعلاعلى هذا المستوى.

 

 وهكذا، فأهمية الملتقى المذكور -  وزيادة على رد الاعتبار عمليا إلى آثار خير الدين من خلال العمل على جعل النقد والدراسة يكتشفان ويبرزان مختلف الأوجه الفنية والمرامي الفكرية والثقافية لتلك الأعمال -  أهمية تكمن إذن في التحسيس بذلك النوع المشار إليه على التو من الأسئلة. ولذلك، وكنموذج رمزي لهذه الغاية الأخيرة، غاية التحسيس، فقد اختُتم اللقاءُ بإصدار توصية، في اتجاه كل الأطراف التي يعنيها الأمر، بضرورة الوفاء لهذه الشخصية الأدبية الفذة عن طريق إحلالها الرمزي في مكان لائق بها في فضائنا الرمزي العام عبر شوارع المدن وساحاتها، وفي المسارح، وفي قاعات ومدرجات المؤسسات العلمية والأكاديمية والثقافية، التي لا بيدو حتى الآن أن هناك قناعةً بكون تسمياتها الرسمية رصيد رمزي وطني، لشخصيات هذا البلد فيه الأولويةُ على غيرهم لكن على سبيل المساواة في إطار سلـّـمية الجدارة والاستحقاق. ومما له دلالة خاصة بهذا الصدد، كمجرد نموذج لما يؤثث الساحة الثقافية، ما ورد في يومية الأحداث المغربية  (ع: 3517؛ 24 سبتمبر2008) تحت عنوان بارز من الدرجة العليا يقول "ثريا جبران تتخلف عن حضور حفل تأبين الشاعر العربي محمود درويش ببني ملال". ومما جاء فيه ما يلي:

 

["ولقد حاولت الأحداث المغربية  معرفة سبب تخلف وزيرة الثقافة عن الحفل الهام للشاعر الذي أحب المغرب، وأحبه المغاربة، والمناضل الكبير، دون أن تتلقى أجوية، خصوصا أن الزيارة سبق أن برمجت (...) وتم اكتراء حافلة أقلت ائتلافا لمجموعة من الفنانين والممثلين، إضافة إلى حسن نجمي، رئيس بيت الشعر ومدير مديرية الكتاب التابعة لوزارة الثقافة. ومن بين جدول أعمال الزيارة أيضا كان قد برمج وضع الحجر الأساس لدار الثقافة التي ستحمل اسم محمود درويش. وكان صباح يوم الجمعة الماضية تمت تهيئة المكان المخصص لوضع الحجر الأساس وثبتت الأعلام الوطنية، لتتم إزالتها في المساء، ولم تتردد أخبار تغيب الوزيرة عن الزيارة حتى اليوم الموالي؛ ولم يكن حضور السلطة مكثفا كما هو معهود لحدث من هذا الحجم..."].

 

 

 

فإذا كان الشاعر الفلسطيني الكبير المرحوم محمود درويش يستحق، حيا وراحلا، كل تكريم في كل البلدان ومن طرف كل الهيئات المدركة للمعاني الكونية للفكر والكلمة، فمن باب أولى وأحرى ألا يحرم  خير الدين في صميم بلاده من فضاءات يـُذكر فيها اسمـُه، إذا لم أكن مخطئا.

 

وبما أن الكاتب محمد خير الدين شخصية قد تقاطعت الغربة بالمنفي في حياتها وفي أعمالها الأدبية، التي دشنت ما يمكن أن نسميه بالأدب المغربي في المهجر، فقد كان الملتقى المذكور كذلك مناسبة وإطارا للتوقيع على اتفاقية تعاون وشراكة ما بين جمعية تيتميتار من جهة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج من جهة أخرى، الذي يبدو، من خلال مثل تلك الخطوات، أنه أدرك بجدٍّ أهميةَ البعد الثقافي لمسألة الهجرة كما أكدت ذلك مبادرتـُه بالمساهمة في تنظيم الندوة، وكذا مواكبة رئيسه الفعلية لأعمال الملتقى طيلة اليوم الأول إلى جانب رئيس جمعية تيميتار.

 

 

 

محمد المدلاوي

الرباط 20 يوليوز 2008

 



20/09/2008
2 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 343 autres membres